قال تريتا بارسي -رئيس المجلس القومي الإيراني الأميركي- إن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له إيران، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصاً في مدينة الأهواز جنوب غرب البلاد، قد يثير -على عكس الهجمات الإرهابية السابقة- حرباً إقليمية أوسع، لا يقتصر أطرافها على المنافسين الإقليميين، السعودية وإيران، ولكن أيضاً الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن هذا هو ربما الهدف الذي دُبّر من أجله هذا الهجوم.وأضاف الكاتب -في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني- إن الهجوم الإرهابي الذي كان أول من تبنته جماعة انفصالية عربية ذات صلات مزعومة بالسعودية، وهي جماعة المقاومة الوطنية الأهوازية، لم يحدث من فراغ، مشيراً إلى أن منافسي إيران الإقليميين -لا سيما السعودية والإمارات- باتوا يظهرون للعلن جهودهم التي مارسوها لعقود خلف الكواليس، للضغط على الولايات المتحدة لقصف إيران. وتابع موضحاً: إن ما كان يُقال سراً بات يُكشف عنه للعلن الآن، وعلاوة على ذلك، لم تعد هذه الممالك تقيّد نفسها بمحاولات دفع الولايات المتحدة إلى القيام بعمل عسكري، بل صارت تعلن استعدادها لمهاجمة إيران. وضرب الكاتب أمثلة على ذلك، فولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في مقابلة، إن بلاده ستنقل المعركة إلى «داخل إيران»، وأضاف: «لن ننتظر حتى تكون المعركة في السعودية، بدلاً من ذلك، سنعمل حتى تكون المعركة بالنسبة لهم في إيران». ولفت تريتا بارسي إلى أن بيان ولي العهد السعودي فُسّر على نطاق واسع على أنه علامة على أن الرياض ستصعّد بشكل كبير التوترات مع إيران، وستكثّف دعمها لمختلف الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة في طهران. وكذلك عبدالخالق عبدالله -مستشار حكومة أبوظبي- الذي برّر هجوم الأهواز على «تويتر» قائلاً، إنه لم يكن هجوماً إرهابياً، وإن «نقل المعركة إلى الجانب الإيراني هو خيار معلن»، مهدداً بأن مثل هذا النوع من الهجمات «سيزداد خلال المرحلة المقبلة». وقال الكاتب: إذا كان الهجوم الإرهابي في الأهواز جزء من تصعيد سعودي وإماراتي أكبر في إيران، فمن المرجّح أن يكون هدفهما دفع إيران للانتقام، ومن ثم استخدام رد فعل طهران لإشعال حرب أكبر، وإجبار الولايات المتحدة على دخولها، لأن الرياض وأبوظبي لا يمكنهما -على الأرجح- مواجهة إيران عسكرياً بمفردهما، مدللاً على ذلك بأنهما أنفقتا ما يقرب من 6 مليارات دولار في الشهر، لكنهما فشلتا في هزيمة الحوثيين في اليمن حتى الآن. واستطرد: إذا كان الأمر كذلك، فإن الهجوم الإرهابي يتعلق بجرّ إيران للحرب، وإيقاع الولايات المتحدة في فخ حرب اختيارية، وكما قال وزير الدفاع السابق بوب جيتس في عام 2010، فإن السعوديين «يريدون مقاتلة الإيرانيين حتى آخر أميركي».;
مشاركة :