قال الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة إن تناول صفحات الفكر الديني في الصحف لموضوعات مثل الجن والعفاريت هو من باب الإثارة، وتركيز الاغتراب الدينى، وجعل الفقراء يكرهون الدين الذى يتحدث عن صوم الجن والعفاريت وليس عن صيامهم هم بدافع الفقر وضيق ذات اليد.وأضاف حنفي خلال مقال له نشره، اليوم الاثنين، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنه لا يوجد دليل يقينى على وجود الجن والعفاريت. ولا يوجد دليل حسى. فلم ير أحد منا جني أو عفريت.وتابع "حنفي": صحيح أن اللفظين موجودان فى القرآن «قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ»، «اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدا». ولكن الدليل النقلى وحده لا يكفى دون دليل عقلى. فالعقل أساس النقل كما قال المعتزلة وبعض الفقهاء قديما. كما قالوا «ما لا دليل عليه يجب نفيه». فإن عارض العقل الصريح النقل الصحيح يؤول النقل طبقا للعقل لأن النقل قول. والقول لغة، به محكم ومتشابه، ظاهر ومؤول، مجمل ومبين، عام وخاص إلى آخر ما قاله اللغويون والأصوليون فى هذا الموضوع. فالدليل النصى ظنى لأنه خاضع للتأويل. والدليل العقلى يقينى لأنه بديهى. وإذا تعارض العقل مع النقل فالأولوية لليقين على الظن.واستطرد: أن المقصود هو الدلالة على السرعة، سرعة العفريت كما يقال فى المثل الشعبى «يا عفريت» أو «يا جن». وإذا كان الجن آمن عندما سمع القرآن لبلاغته فكيف لا يؤمن به الإنسان؟ والعربى هو أهل بلاغة وفصاحة وشعر. هو غير مكلف مثل الإنسان. ومع ذلك شرط التكليف العقل والإرادة الحرة كما وضح الأصوليون.مطالبا الدعاة والكتاب والصحف بالكف عن إثارة مثل تلك الأسئلة التي تأتي بدافع الإثارة والشهرة واختلاف الناس بين نعم ولا، ومباراة مشايخ القنوات الفضائية للإجابة عن هذا السؤال العويص الذى احتار القدماء والمحدثون فى الإجابة عنه.
مشاركة :