انتقد الشيخ عبدالله رشدي إمام مسجد السيدة زينب، مقال المفكر والفيلسوف الدكتور حسن حنفي الذي نفى خلاله نفي وجود الجن والعفاريت، قائلا: "لقد طالعت ما سطره الدكتور المكرَّمُ، ولنا مع كلامه وقفاتٌ، إذ ارتضى الاحتكام للعلم".وأضاف رشدي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أنه في بداية الأمر يلزمُ على كلام الكاتبِ نفيُ الملائكةِ، إذ المأخذُ في الاثنين واحدٌ، فالملائكة والجنُّ يشتركان في كونهما جنسين لطيفين لا يُحَسَّانِ، فيجب نفيُ وجود الملائكة على أصلِكَ في الكلام إذ التفرقةُ بين المتماثلاتِ في الحكمِ خَلَلٌ. وقال رشدي إذا انتفى وجود الملائكةِ فقد بطلت النبواتُ بأسرها، وبطلَ الوحي، وانهدمَ الدينُ، ضرورةَ انعدامِ جبريل ملك الوحي لكونه من الملائكة، وقد نفينا وجودهم لكونهم غير محسوسين كالجنِّ تمامًا، أما إذا كان مستندُ ثبوتِ الوجود إنما هو الحس، فقد نفينا وجود الله، ووافقنا الملاحدة، إذ هو تعالى غير محسوسٍ لنا.وأوضح أن الاعتماد في الاستدلال على الحسِّ ليس منهجًا للمعتزلة، ولا لأي فرقةٍ إسلاميةٍ لها طابعٌ علميٌّ، بل هو منهج الملاحدة الدهريين الطبائعيين وتلامذتهم من أرباب المدارس الفلسفية الوجودية الحديثة، لافتًا إلى أن وجود موجودٍ لا تُدركه الحواسُّ ليس من المحالات العقلية، بل هو من المندرج تحت باب الممكنات العقلية، والقرآن الكريم لم يأت بما يُحيلُه العقلُ وإلا صارَ باطلًا، وإنما قد يأتي بما لم تشهدْه العقول، والفرق بين الأمرين شاسع. ونفى راشد وجود تعارض في قضية وجود الغيبيات كالجنِّ، بين العقل والنقل أصلًا، قائلا "إن ادعاءُ التعارضِ هنا منشَأُه الصورةُ المُتَوَهَّمَةُ في ذهنِ الناظرِ، فأينَ في العقولِ ما يُحيلُ وجودَ الشيءِ غير المَرْئِيِّ؟ وبذلك سقط القول بمعارضةِ وجود الجنِّ للعقل. وسابعًا: آياتُ القران وأحاديث الرسول العدنان ملئى بذكر الجن والملائكة والطفل الذي تكلم في المهد والدابة المتكلمة والنمل المتكلم والهدهد المتكلم، وكل ذلك غير محسوس لنا، فهل سنطعن في ذلك أيضًا لأننا لم نره". وتابع "الأصل في الإيمان هو التصديق بالمغيبات، وهذا هو صُلْبُ الإيمان، فمن جحد الغيب فقد جحد الإيمان وفارق دينَ الرحمن، ولذا المسلم مُعتَقِدٌ صِحةَ وجودِ كلِّ ما أتى به القرآن ولو لم يكن من المحسوساتِ له". وأردف "على غير الراسخين في قضايا علم الكلام والمنطق أن يُرْبِعوا على أنفسهم قبل الخوض فيما لا علم لهم به بُغْيَةَ إحداثِ فرقعةٍ إعلاميةٍ لن تُحقِّقَ لأصحابِها سوى أُفُولِ نجمهم بين مَصَافِّ العلماء، وعدمِ التعويلِ على مقالهم وأنظارهم".يذكر أن الدكتور حسن حنفي قد نفى وجود الجن والعفاريت، معتبرا أن وجود اللفظين في القرآن الكريم هو من باب التأويل وليس على الحقيقة.
مشاركة :