دبلوماسي أميركي: الرؤية السعودية تحاكي أحلام شباب المنطقة بمن فيهم الإيرانيون

  • 9/25/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

منذ تعيين مدير الدبلوماسية العامة في إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الأميركية ألبيرتو فرنانديز، رئيساً لـ«شبكة الشرق الأوسط للإرسال» (MBN) التي تضم قناة «الحرّة»، ينشغل الدبلوماسي فرنانديز في عملية إعادة هيكلة قناة الحرة التي يرى أنها لوقت طويل لم تعبر بالشكل المطلوب عن توجهات أميركا وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط في ظل ما يصفه بالتنافس الشديد في العالم العربي بين وسائل الإعلام التي يرى أن أداءها متقدم من ناحية الصورة وتنوع المحتوى. حدثنا فرنانديز، في حديث أجرته معه «الرياض»، عن السعودية الجديدة الذي يرى أنها باتت مستعدة للحاق بركب أكثر الدول تقدماً في ظل تفعيل دور المرأة التي تشكل نصف المجتمع وتمكينها من كافة قطاعات العمل والحياة في المملكة. ويعتبر فرنانديز رؤية 2030 محاكاة لأهم هموم وهواجس الشباب العرب، واعتبر الرؤية السعودية مشروعاً إيجابياً وضخماً جداً على المجتمع الدولي دعمه، كما أخبرنا فرنانديز عن مستقبل قناة الحرة وكيفية صناعة أخبار تتناسب مع التوجهات الأميركية النابذة للتطرف وزعزعة استقرار المنطقة. كدبلوماسي سابق، ومتعمق بالثقافة العربية، كيف ترى مشروع التغيير في السعودية؟في منطقة الشرق الأوسط، كثر تحدثوا عن الإصلاح والتغيير ولم نرَ أي إصلاح. ما أراه في السعودية، إصلاح جدي قائم على منهج تدريجي يجب أن يدعمه المجتمع الدولي والولايات المتحدة لما له من آثار إيجابية. تجب الإشادة باستمرار بالإصلاحات في السعودية لأنها ليست بالشيء البسيط. لازلنا في بداية طريق طويل.. الإصلاح صعب وما يفعله دائماً القادة في المنطقة هو تأجيل الإصلاح. لذلك المبادرة السعودية شجاعة جداً لأنها أخذت زمام التغيير رغم صعوبته وتحدياته. في النهاية التغيير الإيجابي سيقود البلاد إلى الأفضل. لا تستطيع أن تكون في المقدمة إذا لم يكن نصف المجتمع يعمل بفاعلية. هؤلاء النساء السعوديات سيملؤون فراغاً كبيراً جداً ملأته لعقود العمالة الأجنبية وهذا سيحدث تغييراً هائلاً. أحد عوامل الرؤية ترتكز على تمكين المرأة في كل القطاعات وهذا ضمان لمستقبل اقتصاد السعودية، أما ما نسميهم بالعربية بـ»غراب البين» فيحاولون التصيد لانتقاد أي شيء، وطبعاً هذا لأنهم يملكون أجندة ضد السعودية.. ولكن الثقة بالإصلاحات هي الخيار الصحيح. ما مدى إمكانية تحقيق هدف تنويع مصادر الدخل في السعودية؟ دعيني أخبرك قصة؛ مهمتي الأولى كدبلوماسي كانت في أبوظبي في بداية الثمانينات، كنت في زيارة لدبي وكان الشيخ راشد -رحمه الله- يتحدث عن تحويل دبي من منطقة صحراوية إلى وجهة سياحية عالمية تؤمن مصدر دخل مهم للبلاد. أتذكر أني فكرت في ذلك الوقت بيني وبين نفسي بأن هذا غير منطقي، وتساءلت، من سيأتي من آسيا وأوروبا إلى هذه الصحراء الحارة.. أنظري ما حصل الآن.. كان الشيخ راشد على حق وكنت مخطئاً. وبالتالي حدوث هذا الأمر في السعودية التي تملك مكامن قوة كثيرة ممكن جداً. رأس مال المملكة القادر على إنجاح مشروع تنويع مصادر الدخل هو الشباب وأفكارهم.. كل شيء يبدأ بفكرة ثم يتطور ليصبح مشروعاً رابحاً.. سنغافورة لا تملك أي نفط ولكن تملك قوة عمل متعلمة.. دراسة معمقة لتجارب هذه الدول كفيل بإنجاح رؤية المملكة. ما تفعله السعودية اليوم هو التأسيس لهذا الأمر، من أهم الاتفاقيات الحديثة بين المملكة وأميركا، العمل على بناء منشآت صناعية واستثمارية داخل المملكة وهذا استثمار استراتيجي مهم. تخططون لإعادة إطلاق قناة الحرة بشكل جديد.. هل برأيك يجب أن تأخذ الوسائل الاعلامية هوية ما أم عليها التزام الحياد بالكامل؟ بإمكان القناة أن تكون موضوعية وتعرض عدة آراء وأفكار إلى جانب حمل هوية محددة تنقل رسالة ما. باعتقادي قناة الحرة لم تكن مؤثرة بما فيه الكفاية، وكانت أقل فاعلية من المطلوب، مشكلة الحرة هي افتقارها للتكنولوجيا والدقة والجاذبية في الصورة، كما أننا لم نكن نعرض أي محتوى نادر ومميز في ظل تنافس عربي إعلامي شديد فاجأني بتقدمه من حيث الصورة والعرض. سنحاول في المستقبل عرض أشياء جديدة لن يراها المشاهد في قناة أخرى.. سنحاول عكس القيم الأميركية التنويرية التي تتماشى مع رؤية الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. سنأخذ خطاً متشدداً من إيران وحلفائها من حزب الله إلى بشار الأسد إلى الميليشيات في العراق و اليمن. سنتكلم علناً عن طبيعة هذه الأنظمة ونوعي الناس حول خطورتها. أين تقفون من الجدل القائم حول منظمة الإخوان المسلمين؟ كتبت كدبلوماسي أميركي وباحث عن جماعة الإخوان وخطورتها وصلات قطر بها. بالنسبة لي لا شك بأن الإخوان هم لاعب سلبي جداً بأفعال إجرامية.. تنظيم الإخوان هو بمثابة المخدر الأول الذي يضع المدمن على طريق الإدمان.. أرى جماعة الإخوان أول باب يدخله الشاب باتجاه التطرف الذي يوصله إلى القاعدة وداعش. هذه الجماعة وشبيهاتها ما هي إلا محاولة لتشويه الإيمان الحقيقي للمسلمين لأسباب حزبية. قطر اليوم لا تزال تعطي منبراً لهذه الجماعات. الجزيرة مثلاً تدعي تبنيها مواقف متعددة ولكن لا تراها تعرض أي خبر عن الدولة الأولى في العالم في اعتقال الصحفيين وهي تركيا بينما إذا أصيب شخص بنزلة برد في السعودية أو مصر تراه يصبح خبراً عندهم. هل سينتصر الخير والإعمار والتقدم أم الشر والميليشيات في النهاية في المنطقة؟ في استطلاع رأي للشباب العربي العام الماضي، جاء أن أكثر ما يشغل بال الشباب العرب هو قلة فرص العمل، الفساد، والفرص الاقتصادية السيئة بالإضافة الى الأفكار المتطرفة. هذه الأشياء الأربعة هي ما تركز عليه رؤية السعودية الجديدة وهي بالذات الأشياء التي تشغل بال الشباب وليس تسليح الميليشيات وإرسال الشباب إلى مستنقعات الموت في سورية أو العراق أو اليمن. حتى الشباب الإيراني المتظاهر اليوم لا يدور في رأسه إلا هذه الأمور، وبالتالي الأفكار السامة التي بثها نظام الملالي لم تنفع الشباب. العالم كله مع البناء وليس مع الهدم.. الاستثمار في الشباب هو أهم مبادرة قد نراها في هذه المنطقة. الخير والإعمار والتغيير الإيجابي رغم أنه أصعب من العبث والتطرف سينتصر بالتأكيد.

مشاركة :