اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان، المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون خصوصا على العاصمة اليمنية صنعاء، باحتجاز رهائن وارتكاب "انتهاكات خطيرة" بحق محتجزين لديهم، بما في ذلك التعذيب. اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الثلاثاء ()25 أيلول/سبتمبر جماعة أنصار الله الحوثية باليمن بالمسؤولية عن العديد من عمليات الخطف واحتجاز الرهائن. وطالبت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، الحوثيين بالتوقف عن احتجاز الرهائن وإطلاق سراح جميع المحتجزين تعسفيا وإنهاء التعذيب والإخفاءات القسرية. وقالت المنظمة إن الحوثيين غالبا ما يحتجزون أشخاصا بطريقة غير قانونية "لإجبار أقاربهم على دفع المال أو لمبادلتهم مع محتجزين لدى قوات معادية". وشددت المنظمة على أن "احتجاز الرهائن هو انتهاك خطير لقوانين الحرب وجريمة حرب". وطالبت "مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" بتجديد ولاية "فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن"، الذي لديه صلاحية التحقيق بشأن المسؤولين عن الانتهاكات وتحديدهم. ونقل التقرير عن سارة ليا وتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة، :"أضاف الحوثيون الاستغلال إلى لائحة انتهاكاتهم بحق من هم تحت سيطرتهم في اليمن. وبدل أن يعاملوا المحتجزين لديهم بإنسانية، يستخدم بعض المسؤولين الحوثيين سلطتهم للربح المالي من الاحتجاز والتعذيب والقتل". وأشارت المنظمة إلى أن "الإمارات والجماعات التابعة لها والقوات اليمنية الحكومية قامت باحتجاز العديد من الأشخاص تعسفا، وتعذيبهم وإخفائهم قسرا خلال النزاع اليمني". ولفتت إلى أن فريق خبراء الأمم المتحدة البارزين بشأن اليمن وجدوا أيضا أن هناك احتمالا قويا بأن تكون قوات الحكومة اليمنية، والسعودية، والإمارات متورطة جديا في انتهاكات متعلقة بالمحتجزين، قد ترقى إلى مصاف جرائم حرب. وحثت المنظمة السلطات الحوثية بالإفراج فورا عن المحتجزين تعسفا وتوقف الإخفاءات القسرية وأن تحقق جديا مع المسؤولين عن التعذيب واحتجاز الرهائن وتعاقبهم. إن لم تفعل ذلك، يكون على مجلس الأمن في الأمم المتحدة أن يفرض عقوبات تستهدف كبار المسؤولين عن الانتهاكات المرتبطة بالاحتجاز، بما في ذلك الذين أصدروا الأوامر. وقالت ويتسن: "يعاني اليمنيون المحتجزون بشكل رهيب سواء على يد الحوثيين، أو القوات الإماراتية، أو القوات الحكومية. على مسؤولي الأمم المتحدة الضغط على الأطراف المتنازعة لمعاملة المحتجزين بإنسانية والإفراج عن جميع المحتجزين تعسفا". ومنذ 2014، يشهد اليمن حربا بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها صنعاء. وأوقع النزاع في اليمن منذ آذار/مارس 2015 أكثر من عشرة آلاف قتيل وتسبب في أسوا أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. ي.ب/ ح.ز (ا ف ب، د ب أ)
مشاركة :