حلم الملالي كان صرحاً فهوى

  • 9/26/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مشكلة حكام إيران العظمى أنهم خفافيش ظلام، لا يتحملون النور، ولا ينظرون للواقع والحلول المنطقية، بقدر ما يلتوون، ويكذبون، ويؤلفون القصص، التي ستزيد من عزلتهم، وتعزز تفاقم ثورات الداخل الإيراني المحطم بالاستبداد.. حكام إيران وجدوا ذاتهم منذ بداية الثورة الخمينية قبل أربعة عقود من الزمن، في تسخير الشعب الإيراني، وإدخاله في نظريات تخيلية مذهبية، تبتدئ بربط الحزام، وجلد الذات، ولا تنتهي إلا بالنظر فيما يجب أن يكون عند خروج المهدي. شعب عانى الأمرين، رغم عيشه في بلد غني، ولكنه مسلوب الإرادة، متحدر في درجات الفقر والحرية. شعب من أكبر الشعوب تعددا في العرق والديانات والمذاهب، ولكن الصوت الطاغي يستمر للملالي، من يقهرون فئات الشعب الأخرى، ويذبحون كل صوت مختلف، وينصبون المشانق المؤقتة في شوارع من يُظهر عليهم أي نوع من التضرر والمطالبة بلقمة العيش الكريمة، أو بمجرد نسمة هواء وحرية، أو ببناء مسجد سني. الشعب به فئات كثيرة من المتعلمين، وممن كانوا يأملون بالعدالة والديمقراطية، غير أن ما يتضح لهم يوما بعد يوم، أنهم يُحكمون باستبداد مندوب عن الإله، لا يتمكنون من مناقشته، ولا ثنيه عما يريده. الشعب يعاني، ويموت، ويهاجر من يستطيع إلى ذلك سبيلا، والترويع يشتد، وتفريق المتظاهرين بالنار، واعتقالهم وتعذيبهم، أصبح العلامة الفارقة لهذا البلد، الذي يصرف مقتنيات شعبه على تعظيم ميليشيات عربية في عواصم عربية عديدة، يداعبون حلمه بالتوسع، والسيطرة، وتدمير المحيط، الذي لا يخضع لهم. حزب الله كان منطقة الانطلاق الأولى، وقد تم خداع الفكر العربي حينها بادعاء مقاومة إسرائيل ما جعل الأبواق المستأجرة، والشعوب المغرر بها تتسابق لتبني تلك المقاومة، التي احتلت لبنان، وحطمت سورية والعراق واليمن. ألعاب بهلوانية تمت في فترات الفوضى، التي دعمتها حكومة أوباما، فوجدنا الصرح الإيراني يتعملق خارجيا، وعلى حساب العرب والداخل الإيراني المطحون. وتتغير الرؤية الأمريكية مع الرئيس ترامب، الذي أدرك خطورة المفاعل النووي، وخطورة الصواريخ الباليستية، التي زرعها نظام الشر في العواصم العربية. وتنهض السعودية، وشقيقاتها في الخليج، بمباركة بعض الحكومات العربية، التي ذاقت الأمرين من تدخلات الإيرانيين السافرة في بلدانهم، وتغيير نهجهم، وتشويه صور الإسلام، ودعم الإرهابين السني والشيعي، اللذين لم يسبق لإيران أن عانت منهما. ومع إفشال ترامب لاتفاقية المفاعل النووي، وبدء العقوبات على حكومتها، يبدأ الصرح الذي بنته خلال أربعة عقود بالتهاوي، فلم يجد الملالي حيلة لإقناع من يقف معهم من الدول الأجنبية، إلا بإثبات مظلوميتهم، وبراءتهم من الإرهاب، فقامت أثناء الاستعراض العسكري، الذي كانت تحتفل به بالفوز على العراق، بالسماح لبعض المسلحين في الأحواز بهجوم بسيط، تباكت بعده، وقدمت اتهاماتها لكل من أمريكا وإسرائيل، ولدول خليجية بعينها، وحتى قبل أن تقوم بالتحقيق مع المسلحين، ومعرفة من كان وراءهم. السعودية ودولة الإمارات ليستا مع الإرهاب مهما كان اتجاهه، وليستا مسؤولتين عن شعب مطحون يحاول نيل بعض حقوقه، التي حرم منها طويلا، وليستا في صدد إثبات براءتهما من ذلك، فلديهما ما هو أهم، بتنمية بلديهما، وإسعاد شعوبهما، ومواكبة دول السلام العالمي، فيما تفعله من خير تحت مظلة الشرعية الدولية. السعودية والإمارات دولتا خير لهما أحلام خير إنسانية تتحقق يوما بعد يوم، بالازدهار والقضاء على الشر والإرهاب يدا بيد دول العالم الشريكة لهما في رؤية الاستقرار والتنمية والسلام العالمي حينما يسود، ولن يقفا أمام تهديدات إيران، وادعائها المظلومية، التي تتناقض مع خلاياها النائمة في معظم الدول العربية، والتي تكشفت أخيرا، وقد آن لتلك الدول أن تنتفض في وجه الظلام، والشر، والخداع والعمل الدموي، المغلف بالتقية. مشكلة حكام إيران العظمى أنهم خفافيش ظلام لا يتحملون النور، ولا ينظرون للواقع والحلول المنطقية، بقدر ما يلتوون، ويكذبون، ويؤلفون القصص، التي ستزيد من عزلتهم، وتعزز تفاقم ثورات الداخل الإيراني المحطم بالاستبداد. حزب الله ضاقت عليه حدود الأرض، والهزيمة وشيكة للحوثي، والمخلصون في العراق أصبحوا يتفهمون ما يحدث في عقر دارهم، ويرفضون التدخل الخارجي، وما يحدث في سورية دليل آخر على أن صرح الملالي يهوي، وسيكون الشعب الإيراني أقوى وأنجح خطوات تطهير الشرق الأوسط من الظلام والشرور.

مشاركة :