خطابان منذ الحصار ومواقف ثابتة لصاحب السمو من منبر الأمم المتحدة

  • 9/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين الدورة الـ 72 والـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، خطابان.. وقناعات ثابتة، تؤرّخ لمواقف تاريخية ثابتة على المبادئ، في خطابي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من أعلى منبر عالمي بالأمم المتحدة، أكد خلالهما -الخطابين- سموّه أن قطر ثابتة على مبادئها وقناعاتها إزاء القضايا العادلة، لا تغيّرها الضغوطات السياسية، ولا المصالح الضيّقة، حينما يتعلق الأمر بالثوابث والقضايا العادلة، وفي مقدمتها فلسطين، والاصطفاف إلى جانب الشعوب المقهورة من بطش أنظمتها. ورسالة أخرى تعكس حلم قائد يتعرض شعبه للظلم والحصار الجائر منذ أكثر من عام كامل، فوقف أمام منبر الأمم، ليفضح تواطؤ الأخ الجار، ويقدم كشف حساب انتهاكات دول الحصار، دون أن يتخلى صاحب السمو عن قيم التسامح والدعوة للحوار، حتى عندما يأتيه الظلم من ذوي القربى، على مرارته! خطاب الاعتزاز راسخ في الأذهان سيبقى خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، محطة حاسمة في تاريخ قطر، وقد تحوّل إلى محطة لتأكيد علاقة الولاء بين القيادة وشعبها، وبين قيادة قطر وشعبها «مواطنين ومقيمين». ولا تزال ذاكرة العالم، وشعب قطر خاصة، تذكر بين الحين والآخر في كل منبر ومناسبة، خطاب صاحب السمو يوم 19 سبتمبر 2017، يصدح من أعلى منبر عالمي، قائلاً: «في كل مرة أقف هنا، أدافع عن التعاون الدولي البنّاء والسلام العادل وحقوق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، وتلك التي تتعرض لجرائم ضد الإنسانية، والواقعة تحت الحصار». وأضاف سموه، قائلاً: «وفي هذه المرة، أقف هنا وبلدي وشعبي يتعرضان لحصار جائر مستمر، فرضته دول مجاورة منذ 5 يونيو الماضي، ويشمل هذا الحصار كافة مناحي الحياة، بما في ذلك تدخّل الدول لقطع الصلات العائلية». وكانت الفقرة التي تفاعل معها المجتمع القطري -مواطنين ومقيمين- حينما قال صاحب السمو أمام أنظار العالم: «واسمحوا لي في هذه المناسبة، ومن على هذه المنصة، أن أعبّر عن اعتزازي بشعبي القطري، ومعه المقيمون على أرض قطر من مختلف الجنسيات والثقافات»، وأضاف: «لقد صمد هـذا الشعب في ظروف الحصار، ورفض الإملاءات بعزة وكبرياء». شماعة الإرهاب لم تعد تجدي نجح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في انتزاع آخر أوراق التوت التي كات تختبئ خلفها دول الحصار، لمحاولة تبرير انتهاكاتها، متذرّعة بتهم واهية، فحواها أن قطر تدعم الإرهاب. ومرة أخرى، جدّد صاحب السمو التأكيد على قناعة دولة قطر في مجال مكافحة الإرهاب دون ازدواجية، داعياً إلى تعريف موحّد للظاهرة، يمنع اتخاذ «بعبع الإرهاب» شماعة لتعليق إخفاقات أنظمة وقادة، ما فتئوا يتخذون الإرهاب ذريعة لتصفية خصومهم السياسيين، وأية معارضة تفضح فساد الأنظمة! حوار لا يمس السيادة بعد أكثر من عام على الحصار الجائر.. لم تتغير قطر ومواقفها الثابتة، رغم طول أمد الحصار، وتمادي الجار في الأذى، ورفضه الجلوس على طاولة الحوار لإنهاء أسوأ أزمة سياسية وإنسانية تضرب دول مجلس التعاون. وقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من على منبر الأمم المتحدة، لإلقاء خطاب تغيرت مفرداته، ولم تتغير مواقفه وثوابته. جدّد حضرة صاحب السمو استعداده للحوار بشأن أية خلافات أو قضايا تطرحها دول الحصار، شرط عدم المساس بسيادة قطر، في خطوة تعكس ثقة سموه في عدالة قضية بلاده وشعبه ضد الحصار الجائر منذ أكثر من عام كامل، في مقابل استمرار رباعي الأزمة في رفض اليد المدودة إليهم، لافتقادهم الحجة، ففضّلوا التمسك بمنطق «الأطرش في الزفة»، هروباً من أي حوار يعرّيهم أمام شعوبهم. ثبات في نصرة القضايا العادلة أكد خطابا حضرة صاحب السمو في الأمم المتحدة خلال الدورة الـ 72 والـ 73، أن قطر ثابتة في مواقفها، لا سيما حينما يتعلق الأمر بنصرة القضايا العادلة. ولأن فلسطين هي أم القضايا، فقد أولاها صاحب السمو جانباً مهماً من خطابه، حيث جدّد التذكير بمواقف بلاده الثابتة من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى عدم إحراز أي تقدم في قضية فلسطين، بعد فشل العملية السياسية التي بدأت قبل ربع قرن، ودعمتها الدول العربية، والنتيجة كانت مزيداً من التعثر والتعقيد. وحذّر صاحب السمو من محاولة تصفية القضية الفلسطينية، مثل القدس واللاجئين ومسألة الحدود، لافتاً إلى أن القضايا العاجلة تحل بموجب تقرير المصير، وعدم ضم الأراضي بالقوة، مستشهداً بتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والحصار الذي يعانيه الفلسطينيون في غزة والقدس، مشدّداً على أنه لا حلّ لأزمات المنطقة دون حل قضية فلسطين، ولكن إسرائيل ترفض ذلك. وخلص سموه إلى القول: لن نألو جهداً في تقديم أشكال الدعم كافة، ومواصلة العمل مع الأطراف الدولية لتذليل الصعوبات أمام عملية السلام. وبالمقابل، جاءت مواقف قطر على لسان حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، داعياً إلى وحدة اليمن، وتصالح الأشقاء الليبيين، دونما أن يفوّت إعلان استعداد قطر لدعم إعادة إعمار العراق. عين الحكمة.. تشرّح أزمات العالم رغم انشغال قطر وشعبها بالحصار الجائر الذي مرّ عليه أكثر من عام، فإن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أولى جانباً كبيراً من خطابه لتقديم حلول منطقية وواقعية لأزمات العالم. كان خطاب صاحب السمو صريحاً، وهو يخاطب دول العالم وبينهم الخمسة الكبار في مجلس الأمن، بخطاب صريح يشرّح أزمات العالم، ويدعو إلى تجاوز الأزمات والسعي إلى إيجاد حلول لها، بعيداً عن الانتقائية وازدواجية المعايير، ويرفض سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة، لافتاً إلى أن بلاده تقدّر ضرورة وجود نظام دولي شرعي يسود فيه القانون، مشدّداً في الوقت ذاته على ضرورة القيام بإصلاحات تمكّن الأمم المتحدة من القيام بمهامها، بما يستجيب لتطلعات الشعوب، ويحقّق العدالة المستدامة.;

مشاركة :