تفاقمت أزمات المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع ناديه مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد خروج الفريق المفاجئ من دور الـ32 لبطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على يد ديربي كاونتي الذي يلعب بالدرجة الأولى.وعلى ما يبدو أن أيام مورينيو في مانشستر يونايتد باتت معدودة بعدما أشارت تقارير إعلامية إلى أن المدرب البرتغالي في طريقه للرحيل بسبب سوء النتائج وتوتر علاقته مع عدد من اللاعبين.وذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية أمس أن مورينيو أصبح الشخص المفضل للمراهنين على هوية أقرب المدربين الراحلين عن الدوري الإنجليزي في الوقت الحالي، وإلى أن المدرب البرتغالي يقاوم بضراوة لكي لا تتم الإطاحة به في القريب العاجل.وتأمل إدارة مانشستر يونايتد في أن يقوم مورينيو بنفسه بتقديم استقالة حتى لا تضطر إلى دفع قيمة الشرط الجزائي المدرج في عقده الذي مددته مؤخرا حتى 2020 مقابل 23 مليون يورو في الموسم الواحد.وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بات أقرب من أي وقت مضى من تولي المهمة الفنية للنادي الإنجليزي، في الوقت الذي بدأت فيه تتراجع قيمة المدرب البرتغالي بالنسبة لجماهير وقيادات مانشستر يونايتد.وجاء مورينيو إلى مانشستر يونايتد من أجل إعادته إلى حقبة الانتصارات بعد رحيل المدرب الأسكوتلندي السابق أليكس فيرغسون، ولكن يبدو أنه بات محكوما عليه بالخروج من الباب الخلفي كسلفيه، ديفيد مويز ولويس فان غال.ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع هذا المصير لمورينيو بعد موسمه الأول على رأس القيادة الفنية لمانشستر يونايتد، حيث أنهى الفريق منافساته في الدوري الإنجليزي محتلا المركز السادس، ولكنه في الوقت نفسه فاز بثلاثة من أصل خمسة ألقاب كان يكافح ليحصل عليها، وهي: كأس السوبر الإنجليزي والدوري الأوروبي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.وعلى جانب آخر، دخل مورينيو في صراع جانبي مع اللاعب الفرنسي بول بوغبا، بعدما قرر حرمانه من ارتداء شارة قيادة مانشستر يونايتد.وقال مورينيو عقب خروج فريقه من منافسات كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة: «لقد اتخذت قرارا بألا يكون (بوغبا) قائدا لفريق مانشستر يونايتد».ولم يكن بوغبا ضمن قائمة «الشياطين الحمر» في المباراة أمام ديربي كاونتي، مساء أول من أمس التي تفوق فيها على مانشستر يونايتد بركلات الترجيح 8-7 بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2 – 2.وارتدى بوغبا، الفائز هذا العام مع المنتخب الفرنسي «الديوك» ببطولة كأس العالم في روسيا، شارة قيادة مانشستر يونايتد في بعض المباريات هذا الموسم عقب اختياره كقائد ثان للفريق خلف الإكوادوري أنطونيو فالنسيا.وشدد مورينيو على أن علاقته بالنجم الفرنسي ليست سيئة، كما تقول وسائل الإعلام الإنجليزية، وقال: «لا توجد مشكلات بيننا. الشخص الذي قرر أن يكون (بوغبا) القائد الثاني هو نفس الشخص الذي قرر ألا يكون كذلك... هذا هو أنا».واختتم قائلا: «أنا المدرب ويمكنني اتخاذ مثل هذه القرارات، لا توجد مشكلة معه، بكل بساطة هذا قرار ليس علي أن أشرح أسبابه».وكان بوغبا انتقد الأسلوب الخططي ليونايتد بعد التعادل 1 - 1 مع ضيفه ولفرهامبتون في الدوري الممتاز يوم السبت الماضي وقال إن الفريق يجب أن يتحلى بعقلية هجومية أكبر. لكن كلمات لاعب الوسط الذي انضم إلى يونايتد في 2016 قادما من يوفنتوس مقابل 114 مليون دولار لم تلق قبولا من مورينيو واعتبرها انتقادا له شخصيا.ويبدو أن العلاقة بين مورينيو وبوغبا، بلغت من التوتر نقطة اللاعودة، وسط أنباء عن نية اللاعب في الانتقال إلى برشلونة إذا ظل المدرب في منصبه.ونشرت قناة «سكاي سبورتس» البريطانية شريطا مصورا من التدريب الصباحي ليونايتد، بدت فيه الأجواء متوترة بين بوغبا ومورينيو.فبعيد وصول بوغبا إلى التمرين وتحيته الجهاز الفني، بدا أن مورينيو توجه إليه بالحديث، ليرمقه اللاعب بعدها بنظرات حادة وسط ارتسام معالم غضب على وجهه، قبل أن يبدأ بالرد على ما قاله مورينيو. وانضم بوغبا إلى زملائه في التمرين، من دون أن يتوقف عن الجدل أو يخف توتره.وتعود بوادر التوتر بين مورينيو واللاعب الذي عاد إلى يونايتد في صيف 2016 من يوفنتوس الإيطالي مقابل 105 ملايين يورو (جعلت منه في حينها أغلى لاعب في العالم)، إلى أواخر الموسم الماضي، حين بقي لاعب خط الوسط على مقاعد البدلاء وغاب عن أكثر من مباراة.إلا أن بوغبا بدأ هذا الموسم بتقديم أداء يبرر هذا المبلغ الذي دفع للتعاقد معه، وذلك بعد مشاركته الفاعلة في تتويج المنتخب الفرنسي في مونديال روسيا 2018، باللقب الثاني في تاريخه في نهائيات كأس العالم.ومنح مورينيو بوغبا شارة القيادة أكثر من مرة في الموسم الجديد في غياب القائد الأساسي الإكوادوري أنطونيو فالنسيا، وأدلى بتصريحات إيجابية حياله، لا سيما لجهة الحديث عن انعكاس لقب كأس العالم على أدائه.لكن يبدو أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت التصريحات التي أدلى بها بوغبا بعد التعادل 1 - 1 مع ولفرهامبتون.في أعقاب الخلاف المستجد، أعادت الصحف الإنجليزية طرح الأسئلة حول احتمال رحيل أحد الطرفين عن النادي، لا سيما أنها كانت قد أوردت في الأسابيع الماضية، تقارير عن رغبة بوغبا بالرحيل إلى برشلونة الإسباني، وحتى إن الأخير تقدم بعرض لضمه، قوبل بالرفض.إلا أن الأسئلة تطرح أيضا عن مصير مورينيو نفسه، في ظل البداية المتعثرة للنادي محليا هذا الموسم، إذ خرج بشكل مبكر من كأس الرابطة، ويجد نفسه في الدوري الممتاز في المركز السابع فقط بعد ست مراحل على انطلاق الموسم الجديد، بفارق ثماني نقاط عن المتصدر ليفربول.وعلى رغم أن الانتقال في الشتاء إلى برشلونة قد يبدو خيارا منطقيا في حال عدم تحسن العلاقة، تشير الصحف إلى أن «عاملا حاسما» في هذه القضية قد يكون نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي إد ووردود، الإداري الصارم الذي يتحكم بمفاصل النادي المملوك من عائلة غلايزر الأميركية.ونشرت الصحف الإنجليزية تقارير عدة عن اتجاهات إدارة النادي حاليا، ففي حين أشار بعضها إلى أن وودورد لا يحبذ التخلي عن أبرز نجوم الفريق، تحدث البعض الآخر عن دعم الإدارة لمورينيو في هذه القضية.وركزت مختلف وسائل الإعلام الرياضية أمس على احتمال رحيل بوغبا إلى النادي الكاتالوني. وكتبت صحيفة «توتو سبورت» الإيطالية ومقرها مدينة تورينو: «بوغبا متلهف للرحيل، وإذا كان الأمر يعود إليه، لكان حزم حقائبه اليوم... لقد بدأ العد العكسي، ما زال هناك 97 يوما لفترة الانتقالات الشتوية».وحول الخروج من كأس الرابطة وهزيمة الأستاذ من تلميذه فرانك لامبارد، علق مورينيو قائلا: «كنت مدرك أننا سنواجه الخطر إذا امتدت ركلات الترجيح إلى مدافعي الفريق للتنفيذ.. كنت أدرك أننا سنعاني من مشكلات مع تسديد جونز وإيريك بيلي وكنت أعرف أننا سنصبح في مشكلة».في المقابل أكد لامبارد لاعب وسط إنجلترا السابق، الذي لعب تحت قيادة مورينيو في تشيلسي، أن الفوز يعد بمثابة المكافأة لفريقه الذي خاض المباراة بتشكيلته الأساسية وتعامل بشكل إيجابي مع اللقاء.وقال لامبارد الذي يخوض موسمه الأول كمدرب: «أريد تكوين تشكيلة قادرة على المنافسة حقا. أنا فخور جدا بهم».وكان فريق المدرب جوزيه مورينيو قد تقدم بهدف بعد ثلاث دقائق بتسديدة متقنة من خوان ماتا بعد انطلاقة من أنطوني مارسيال من الجهة اليسرى، وظن جمهور يونايتد أنه مقبل على حفل أهداف في ظل الفرص العديدة التي أتيحت للفريق بالشوط الأول، لكن ديربي نجح في التعادل إثر ركلة حرة رائعة من هاري ويلسون، الجناح الويلزي الصاعد المعار من ليفربول، في الدقيقة 59.وبعد ثماني دقائق تعرض سيرجيو روميرو حارس يونايتد للطرد بعدما لمس الكرة بيده خارج منطقة الجزاء، واستغل ديربي النقص العددي ليسجل الهدف الثاني عبر جاك ماريوت، لكن في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع تعادل البديل مروان فيلايني من ضربة رأس ليتجه الفريقان لركلات الترجيح.وحقق مانشستر سيتي حامل اللقب فوزا صريحا على مضيفه أوكسفورد يونايتد من الدرجة الثالثة بثلاثية نظيفة حملت توقيع المهاجم البرازيلي الدولي غابريال خيسوس برأسه في الدقيقة 36، والجزائري المتألق رياض محرز بتسديدة يسارية في الدقيقة (78) وفيل فودن (90).وأراح الإسباني جوسيب غوارديولا عدد من لاعبيه مثل الألماني لوروا ساني والحارس البرازيلي إيدرسون والألماني إيلكاي غوندوغان، فيما شغل مركز الحارس المونتينيغري الشاب أريانيت موريتش، 19 عاما،.وفي بقية نتائج هذه الجولة سقط بيرنلي فريق الدرجة الممتازة أمام بيرتون من الدرجة الثانية 1 – 2، وصعد أيضا بلاكبول، المنتمي للدرجة الثالثة، بعدما فاز 2 - صفر على كوينز بارك رينجرز القادم من الدرجة الثانية. وفاز فولهام 3 - 1 على ميلوول، وكريستال بالاس على وست بروميتش ألبيون 3-صفر.وأهدر بورنموث تقدمه بهدفين قبل أن يفوز 3 - 2 على ضيفه بلاكبيرن روفرز بفضل هدف المهاجم كالوم ويلسون في الوقت بدل الضائع.وكاد ويكومب واندرارز أن ينجح في تحقيق انتفاضة بعد التأخر 4 - 1 أمام نوريتش سيتي، لكنه خسر في النهاية 4 - 3 في لقاء مثير. وفاز ميدلسبره بركلات الترجيح 4 - 3 على بريستون نورث إند بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2 - 2، فيما فاز ليستر سيتي 3 - 1 على ولفرهامبتون واندرارز بركلات الترجيح بعد التعادل دون أهداف.
مشاركة :