يبدو أن الوضع الأمني والأزمات الاقتصادية وتدهور الاتفاق النووي بدأت تؤثر بشكل فاعل على الرئيس الإيراني، حسن روحاني. فقدد هوت شعبية روحاني، بحسب آخر الاستطلاعات، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق. إذ تراجعت من 89% في أغسطس 2015 عقب إبرام الاتفاق النووي مع القوى الكبرى إلى 20% فقط، بحسب استطلاعات رأي، أجرتها مؤسسة "إيرانبول" ومقرها تورنتو، في الأيام الماضية. يذكر أن غليان الشارع الإيراني وإن لم يطفُ دوما على السطح جراء القمع المتواصل، من قبل السلطات في البلاد، إلا أن هناك دلالات عدة تشير إليه، فتعقد المشهد الأمني الأخير لاسيما هجوم الأهواز، جاء ليضاف إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي اتخذت أشكالاً عدة. موضوع يهمك ? لم يتوقف النظام السوري عند تهجير مواطنيه من بلدات عدّة في ريف دمشق، وتدمير مناطقهم خلال معاركه المستمرة مع المعارضة...الأسد يمنع الأهالي من ترميم بيوتهم.. وإيران تلتهم السوق سوريا كما أن انخفاض قيمة العملة بنحو 140% مقابل الدولار الأميركي، واستمرار الحظر المصرفي رغم الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، إضافة إلى البطالة التي تصل نسبتها إلى 60% في بعض المحافظات الإيرانية، كلها مؤشرات على مدى تعقد المشهد الإيراني، واحتقانه. وقبيل الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإيرانية، تنذر سحب الوضع الاقتصادي الملبدة بالمزيد من التأزم، مع ترقب تنفيذ العقوبات الأميركية على طهران، بدءا من نوفمبر المقبل، وتواصل مساعي الرئيس الأميركي لوقف صادرات النفط الإيرانية. ولا شك أن تلك المخاوف لو تحققت - بحسب بعض المراقبين - فإنها قد لا تطيح بروحاني من منصبه الحالي فحسب، بل وبحلمه المستقبلي كمرشد أعلى للبلاد.