هزيمة إيران 2015 - د. مطلق بن سعود المطيري

  • 1/3/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

عرفت إيران كيف تجعل جميع حسابات العرب معها خاسرة.. ونجحت بذلك، فالتقارب معها لن يكون لصالح المنطقة وكذلك القطيعة، التقارب معها يقوم على الاعتراف بالمشروع الإيراني والقبول بسيطرتها على المواقع الحيوية في المنطقة والقطيعة تشعل النار الطائفية وتفتح مساحات جديدة للصراع العربي العربي.. فالوجود العسكري الإيراني في العراق وسورية ولبنان وأخيراً اليمن ليس خياراً ممكن الاستغناء عنه بل واقع مفروض بالقوة، ودرجة القبول به في الوسط العربي تعادل درجة الرفض. فهل هذا سيقود إلى "فرسنة " العالم العربي؟ العرب تفكر بصيغة التحذير وتعمل بروح الاطمئنان، ومخاوفها تعالج بتصريحات إيرانية فارغة من الجدية، فقد عرفت طهران أن الكذب على العرب بالسياسة شيء يقبله العرب منها، فالضعيف يرضيه العذر! فاتبعت مع العرب نفس سياسة إسرائيل فرض الواقع بالقوة وتغليفه بغطاء سياسي كاذب، وربما لهذا الشيء كسبت احترام واشنطن مثل ما كسبته إسرائيل في السابق، وهذا ما جعل كذب أنقرة ليس محترماً لأنه لا يغطي على كوارث لها في المنطقة العربية، أو يتستر على احتلال. طهران تدعم النزاع المذهبي بالمنطقة وتحاربه بداخلها، فقد جعلت من هذه المفارقة سياسة مقبولة دولياً، فالقمع الذي يتعرض له الاحوازي والبلوشي وباقي الأقليات في طهران ليس محل استنكار عالمي، فطهران تقدمت للعالم بهوية مذهبية احترامها شرط أساسي لتواصل العالم معها، فأي اعتراض دولي على سلوكها المذهبي في الداخل يعد تعرضاً للعقيدة وهذا ما جعل الدول الأجنبية تتردد في انتقادها، إضافة أنها صنعت إشكالية سياسية مع العالم تقوم على البرنامج النووي وتوسيع نفوذها في الخارج، فالاختلاف السياسي معها يكون حول أهداف سياسية خارجية وليس في الشؤون الداخلية، الذي حصرته بالتزامها العقدي.. التفكير السياسي السعودي يقوم في الأساس لمواجهة الخطر الإيراني على بناء مشروع مقابل مشروع، فقدمت صيغة الاتحاد الخليجي، من أجل دفع القوة الإيرانية بإرادة سياسية موحدة، ولو نجح المشروع لشاهدنا ظرفاً سياسياً استثنائياً للقوة العربية، ولكن تم مناقشته بشيء من التردد والتحفظ، والمملكة تشاور ولا تفرض تبحث عن القبول بالرضا وليس بالقوة والإكراه، إلا أن هذا التردد ساعد المشروع الإيراني وأعطاه فرصة أكبر في النجاح، فالاعتبارات المدنية واختلافاتها في دول الخليج جاءت على حساب المصالح الاستراتيجية لدوله.. وتبقى فرص نجاح المشروع إلى هذا الوقت قائمة. ضعف الدول العربية هو العصا السحرية التي تشق بها طهران طريقها في اتجاهات متعددة في المنطقة، وأساس هذا الضعف ليس اقتصادياً أو حضارياً ولكنه سياسي بامتياز فالدول العربية على امتداد ستين عاما منذ قيام ثورات العسكر وهي تشهد تمزقاً سياسياً يزيد في كل حقبه حتى أصبحت السياسة العربية سياسة اختلاف وشك ودسائس، فهزيمة طهران أو المشروع الإيراني تبدأ بهزيمتنا لواقعنا السياسي. لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net

مشاركة :