منطق الإرهاب هو الا يكون له منطق محدد، وهذا احد أخبث استراتيجيات زعماء الارهاب والدوائر الاستخبارية التي تقف وراءه وتدفع خطورته لمواجهة منطق الحياة، فإن قلت ان الارهاب موجه بالاساس لما يسمى باعداء الدين الاسلامي من الديانات الاخرى فلن يكون هذا المنطق سليما، وايضا هو صحيح بنفس الوقت، ففكر الارهاب يرى ان جميع اصحاب الديانات الاخرى اعداء، وكذلك يكفر المسلمين ويجز رؤوسهم، فاختلاف الدين لا يعني الاتفاق على عدو محدد، وإن قلت التطرف له شكل واحد تناقض فهمك مع واقع الارهاب الذي يقتل فيه المتطرف المتطرف باسم الدين والدفاع عن العقيدة. وإن تعطل العقل نجح الارهاب، فمنطق العدمية بكل شيء في الدين والحياة والتفكير. التفكير العدمي هو منطق الارهاب الذي يريد سحب الجميع له، فان نجح في جعلنا نفكر في منطقه نجح في كسب المعركة، لأن منطقه الا يكون له منطق، ولهذا يريد ان يجعلنا نتناقض مع انفسنا ليخلق لوجوده مناطق آمنة في تفكيرنا وقرانا ومدننا، وبسبب هذا السبب فانا من اتباع نظرية لا حوار مع الارهاب الا من خلال اليد التي تضرب ولا تفكر. احد تناقضات الارهاب المضحكة انه جعلنا نسخر من بحثه عن طريقة بحثه عن الحور العين، واذا به يخاتلنا ويتمتع بحور الدنيا من خلال دعوته لحور الارض للالتحاق بأبو ليث واسد الاسلام للتنعم بجهاد المناكحة، فقد فتح بهذه الدعوة سبيلا لغرامياته الجهادية وسبيلا ناعما ليضع المجاهدة في احضان التطرف في الدنيا، كيف طاعت عاشقة المتطرف دعوته اللئيمة ؟ الامر ببساطة انها اعتقدت ان له منطقا، ولا تستطيع ان تفهمه الا بسرير التطرف، فهو فكر حتى السرير فيه متطرف. نصف دائما الارهاب بالتوحش ولكن يوجد ناس بيننا لا يريدون ان نتعامل معه من خلال سلوكه المتوحش، انما ان يكون لنا رأي في رأيه فقط، فلا اعرف منطق الرأي الذي يريدونه في قطع الرؤوس، ونسأل هؤلاء الانسانيين اللطفاء كيف يكون للتوحش رأي ومنطق أو أن يكون له حجة يرد عليه بمثلها؟ فالارهابي متوحش ببصيرة فهو يعرف ان جريمته هي سبب وجوده وان تم القضاء عليها انتهى، ولكي يتجنب فناءه يريد ان يسحبنا باستمرار لمنطق وجوده أي التفكير بجريمته والحوار معه حولها، هنا لا يكسب وقتا فقط ولكن يكسب ايضا اعترافا بجريمته من المجتمع الذي صدق جزءا من منطقه العدمي، وهذا ما يسعى لتحقيقه، ولعل في هذه نقطة حلقة التقاء مع اعداء الدين الاسلامي الصحيح، حتى يكون لهم وصاية على ابناء الدين الاسلامي بعد ان جعلوهم متوحشين بالصناعة وليس بالفطرة. فنحن اليوم بين وحشين، وحش يخطط، ووحش ينفذ، واسلام الفطرة ضحية هذا التوحش، وان صدقنا منطقه عطلنا اليد التي تقيده وتحجز شره عن الناس.
مشاركة :