تصنف تجربة مملكة البحرين في دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم في المدارس الحكومية، ضمن التجارب الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نظرًا لاستيعابها فئات متعددة من هؤلاء الأبناء، والنجاح الكبير الذي حققته منذ تدشينها، بجهود متميزة من وزارة التربية والتعليم، وبدعم منقطع النظير من قيادة بلدنا العزيز يحفظها الله ويرعاها. ويأتي الاهتمام بدمج هذه الشريحة من أبناء مملكة البحرين، تجسيدًا لما نص عليه دستور المملكة، وقانون التعليم من أن التعليم حقٌ تكفله الدولة للجميع، مما أسهم في تصنيف منظمة اليونسكو لمملكة البحرين ضمن الدول ذات الأداء العالي والمتميز في توفير التعليم للجميع. وخلال العام الدراسي الجديد 2018/2019، تواصل وزارة التربية والتعليم التوسع في مشروع الدمج، بإضافة مدرستين جديدتين له، ليرتفع عدد المدارس الحكومية المهيأة لدمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى 81 مدرسة للبنين والبنات، موزعةً على مختلف محافظات المملكة. وقد هيأت وزارة التربية والتعليم مدارس الدمج بكافة المتطلبات اللازمة، من كوادر تربوية مؤهلة، ومناهج دراسية خاصة، وأدوات وبرامج تعليمية متطورة، مع تطوير البنية التعليمية الأساسية بإنشاء صفوف خاصة لهؤلاء الأبناء، وإضافة مرافق وأدوات مساندة لهم في الفضاء المدرسي، ومراعاتهم في الامتحانات والتقويم، وتخصيص معلم لكل طالب في بعض الحالات. كما عززت القيادة الحكيمة من مكتسبات هؤلاء الطلبة بتخصيص بعثات دراسية لهم بغض النظر عن معدلاتهم في الثانوية العامة، ووجهت كذلك إلى أن تكون المدارس الحكومية الجديدة مصممة بما يراعي متطلبات دمجهم بجميع فئاتهم، إضافةً إلى توفير خدمة المواصلات المجانية لهم عبر حافلات بمواصفات خاصة، وإشراكهم في برامج مركز رعاية الطلبة الموهوبين. وتحتضن المدارس الحكومية في الوقت الحالي المئات من الطلبة من فئات: الإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون، واضطرابات التوحد، والإعاقات البصرية والسمعية والجسدية، وذوي صعوبات التعلم، إضافةً إلى مرضى السرطان والسكلر الذين صنفتهم الوزارة ضمن الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ووفرت لهم كافة الخدمات المعينة لهم على إكمال دراستهم. هذا وتعد تجربة دمج طلبة التوحد من أهم التجارب التي نجحت الوزارة في تنفيذها، حيث انطلقت في العام 2010 بعدد محدود من الطلبة في 3 مدارس، وتم التوسع فيها بصورة تدريجية، حتى وصل عدد مدارس دمج طلبة التوحد في العام الدراسي الحالي إلى 16 مدرسة للبنين والبنات، تضم نحو مائة طالب وطالبة، نجح منهم 29 طالبًا وطالبة في الانتقال الكلي من الصفوف الخاصة إلى العادية، نتيجة ما حققوه من نقلة نوعية أكاديميًا وسلوكيًا واجتماعيًا. كما تبرز تجربة دمج الطلبة الصم ضمن التجارب التي تفتخر بها المملكة، حيث تم في نهاية العام الدراسي الماضي الاحتفال بتخريج أول دفعة من الطلبة الصُم المدمجين بالمدارس الحكومية، بعد إتمامهم متطلبات الحصول على شهادة الثانوية العامة بنجاح. وقد وفرت الوزارة كافة الإمكانات اللازمة لإنجاح تجربة دمج الطلبة الصم، بما في ذلك المعلمون المتخصصون في لغة الإشارة، والذين يتولون ترجمة ما يطرحه معلمو مختلف المواد الدراسية خلال الحصص، ويترجمون للمعلمين وبقية الطلبة مداخلات الطلبة المدمجين وأسئلتهم.
مشاركة :