لندن - طالب وزير خارجية بريطانيا السابق بوريس جونسون رئيسة الوزراء تيريزا ماي بتمزيق خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في تصعيد للضغط عليها، بينما تستعد للوقوف أمام حزب المحافظين المنقسم في مؤتمره السنوي الأسبوع المقبل. واشتدّت الانقسامات داخل الحزب المحافظ الحاكم في المملكة المتحدة الجمعة بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي بعدما شن جونسون هجوما لاذعا على تيريزا ماي، وقدم خطة بديلة للخروج، في إطار مساعيه للإطاحة بها وخلافتها في منصب رئيس الوزراء. وفي مقال من 4500 كلمة نشرته صحيفة ديلي تلغراف، قال جونسون إن خطط ماي للخروج من التكتل الأوروبي، والمعروفة باسم اتفاق تشيكرز، تمثل “إهانة أخلاقية وفكرية” و”كارثة ديمقراطية”. وأضاف جونسون أن الحكومة قدمت “أداء هزيلا” في مفاوضات الخروج، مؤكدا “كان هناك فشل جماعي للحكومة، في تنفيذ تفويض الشعب”. وبشأن مشكلة الحدود الايرلندية الشائكة وهي العقبة الأساسية في مفاوضات بريكست، رفض جونسون الحل الذي أطلق عليه “شبكة الأمان” المتفق عليه في ديسمبر 2017 مع الاتحاد الأوروبي والذي سيطبق في حال عدم التوصل إلى حل آخر. وينص هذا المقترح على وضع أيرلندا الشمالية قانونيا مع الاتحاد الأوروبي في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وبدلا من ذلك يدعو جونسون إلى إعادة التفاوض مع الأوروبيين. ومن شأن هجوم جونسون على ماي، الذي يأتي قبل يومين من المؤتمر العام لحزب المحافظين، أن يفاقم الضغوط على رئيسة الوزراء، التي كافحت لتوحيد حزبها خلف خطتها حتى مع اقتراب الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في 29 مارس. وحصل وزير الخارجية السابق على الدعم من اليميني المؤثر جاكوب ريس موغ الذي يرأس مجموعة البحث الأوروبية المؤيدة للخروج من التكتل، داخل حزب المحافظين. وقال ريس موغ في برنامج “كويسشن تايم” السياسي الذي تقدمه هيئة الإذاعة البريطانية “أعتقد أن المفاوضات جرت على نحو سيء، وسمحنا للاتحاد الأوروبي بإدارة المفاوضات”. وذكر أن مجموعته تريد أن ترى “اتفاق تشيكرز وقد تغير، ولكن سنصوت ضده في مجلس العموم إذا لم يتغير”. وقال برنارد جينكين وهو زميل آخر يؤيد الخروج من الاتحاد الأوروبي في تغريدة على موقع تويتر إن حجج جونسون “لا يمكن الرد عليها” وهي “قوية”، في حين قالت نادين دوريس وهي نائبة أخرى متشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي، إن المقال أظهر أن جونسون “رجل صاحب خطة”. ولكن المحافظ نيكي مورغان سخر من المقال وقال إنه يظهر أن جونسون “اتخذ قراره بوضوح” للعودة إلى العمل الصحافي، فيما قال توم بريك، المتحدث باسم شؤون بريكست داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي المعارض، إن جونسون “كان لديه متسع من الوقت عندما كان وزيرا، ليتفاوض بشأن تخيّله الخاص بالخروج من الاتحاد الأوروبي”.
مشاركة :