أعلن وزير الخارجية السابق بوريس جونسون أمس، خطة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، واصفاً خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بأنها «مهينة أخلاقياً وأدبياً للبلد». وتكتل المتمردون في حزب المحافظين البريطاني الحاكم وراء جونسون، في مواجهة ماي، قبل مؤتمر سنوي للحزب يبدأ غداً. ونشر جونسون مقالاً في صحيفة «ديلي تلغراف» أمس، بعنوان: «خطتي من أجل بريكزيت أفضل»، رأى فيه أن النموذج الكندي المطوّر للعلاقات مع أوروبا «يلبّي مطالب الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد». وانتقد طروحات ماي، معتبراً أنها خطأ، إذ «لا يمكن أن نكون نصف عضو داخل الاتحاد ونصف عضو خارجه، والأسهل أن نبقى محكومين من هذا التكتل». واعتبر أن ما تطرحه ماي «كارثة ديموقراطية، فليس صواباً ولا براغماتياً أن نخضع لقوانين لا رأي لنا فيها، تطبّقها محكمة فيديرالية». وخلص إلى أن «خطة تشيكرز» التي طرحتها رئيسة الوزراء هي «الأسوأ، وهي إهانة أخلاقية وأدبية للبلد»، داعياً إلى «رميها في سلّة المهملات، إذ ليس معقولاً أن يكون هذا ما تقدّمه بريطانيا، بعد سنتين على المفاوضات». وتستند خطة جونسون إلى اتفاق مُبرم بين الاتحاد الأوروبي وكندا (سيتا)، يمكّن الأخيرة من دخول السوق الأوروبية من دون شروط معقدة، وليس عليها أن تساهم في موازنة الاتحاد، أو أن تتبنّى حرية التنقل والحركة، على رغم أنها ليست عضواً في التكتل. وأضاف الوزير السابق أن على بريطانيا اعتماد هذا النموذج الذي سمّاه «الخطة الكندية الفضلى»، مقراً في الوقت ذاته بأن تطبيقه يحتاج إلى وقت، وإلى تمديد المفاوضات مع بروكسيل. وزاد أن خطته «تشكّل فرصة لكي تصبح المملكة المتحدة أكثر دينامية ونجاحاً». ونال جونسون تأييد المناهضين للاتحاد الأوروبي، المتمردين على سياسة ماي، إذ قال النائب جاكوب ريز - موغ إن «طريقة المفاوضات مع الاتحاد كانت سيئة»، مقارناً بين ما تطرحه ماي وبين «دراكولا الذي لا يستطيع العيش في ضوء الشمس». وأضاف: «وافقنا على أن يقود الاتحاد المفاوضات، على أساس شروطه، وأعتقد بأن الخطة لم تُعدّ من أجل مغادرته، بل من أجل البقاء فيه». أما النائب ستيف بيكر الذي استقال من منصبه في وزارة «بريكزيت»، في حزيران (يونيو) الماضي، احتجاجاً على استراتيجية ماي، فدعا إلى «قراءة المقال الرائع لجونسون». وخاطب النائب المحافظ جون هافون قاعدة الحزب، قائلاً: «نحن غارقون في الماضي وخطابه السياسي، بدل التوجّه إلى المستقبل برؤية واضحة. لذلك بقي (رئيس حزب العمال جيريمي) كوربن، وهو الأكثر يسارية في التاريخ، متقدّماً علينا في استطلاعات الرأي». ورجّح الزعيم السابق للمحافظين مايك هوارد «رحيل ماي في الشهور القليلة المقبلة». وجاء نشر جونسون خطته ليقضي على آمال ماي في توحيد صفوف المحافظين، بعدما استطاع كوربن تجاوز الخلافات في حزبه، وبات يشكّل خطراً جدياً على حكومتها. إلى ذلك، أظهرت قراءة لأبرز 6 استطلاعات للرأي، أُعِدّت بين 21 آب (أغسطس) الماضي و10 الشهر الجاري، أن 48 - 52 في المئة من البريطانيين سيصوّتون لمصلحة البقاء في الاتحاد الأوروبي، إذا نُظم استفتاء ثانٍ على «بريكزيت».
مشاركة :