«حكاية 604» ... حين يتحول الرعب إلى متعة

  • 9/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تزامنت بداية العام الدراسي في مصر الأسبوع الماضي، والذي يشهد حالاً من التأهب القصوى في كل البيوت التي تضم ملايين التلاميذ والطلاب في مختلف المدارس والجامعات، مع عرض الحلقة الأولى من حكاية «604» والتي وقعت في خمس حلقات، ضمن أحداث الجزء الثاني من مسلسل «نصيبي وقسمتك»، واللافت أنه بدلاً من أن يمارس غالبية أولياء الأمور عاداتهم السنوية في مثل هذا التوقيت، من إبعاد أولادهم رضاءً أو قسراً عن مشاهدة التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، للتركيز على المذاكرة، سارع الجميع إلى ضبط ساعاتهم على السادسة مساءً بتوقيت القاهرة، لمشاهدة أحداث الحكاية الممتلئة بالتشويق والإثارة والرعب، والتي تعرض على شاشة قنوات «سي بي سي». وعلى رغم وجود لافتة «+16» في شارات العمل، إلا أنها لم تحل دون متابعة الصغار للعمل قبل الكبار، وأثبتت الحكاية التي شارك في بطولتها حنان مطاوع وإيهاب فهمي وتتيانا وفاطمة ناصر وجميل برسوم ونادية رشاد وعهدي صادق وخالد عبدالسلام وفريد النقراشي وحمدي حفني ونجاح حسن، من تأليف عمرو محمود ياسين وإخراج أكرم فريد، أن العمل الدرامي الجيد يجد جمهوره في أي وقت من العام، بعيداً من التصور الذي تم تصديره إلى الجميع طول السنوات الماضية، بأن رواج الدراما ومشاهدتها لا يحدث إلا في شهر رمضان، ووصلت نسب المشاهدة لـ «604» إلى درجاتها القصوى، وحققت مستويات قياسية، وظل الجمهور ينتظر بشغف حلقة تلو الأخرى، وساهم فيه الأداء المتميز واللافت لممثلي العمل، والإيقاع السريع المشوق للأحداث التي دارت حول «هدى» صاحبة الطاقة النورانية الكبيرة، وهي عبارة عن هبة إلهية لا تعرف عنها شيئاً، ويحضر إليها ذات يوم شخص ويطلب منها الذهاب معه إلى «بيت الرحايمة» صاحب الأسطورة التاريخية، لتعيش فيه مع مجموعة من المسلمين والمسيحيين، ويتوقعون شفاء اثنتين في المنزل على يديها، وتلتقي جاراً لها يريد إخراجها من المنزل من خلال إثارة الرعب عن طريق استخدام الجان، بداعي أنه لا يرضى عن الوضع في المنزل الذي يضم بين جدرانه مسلمين ونصارى ويتردد إليه يهود وسلفيون وشيعة وسيدات ورجال وأطفال، وأن سكانه يمارسون السحر والشعوذة، ويؤكد أنه سيتغلب عليهم من خلال شياطين الإنس وليس الجن. ولم تقتصر إشادة الجمهور والنقاد على أداء الممثلين فقط، ومطالبة البعض جهات الإنتاج والمخرجين بضرورة منح البطولة المطلقة لبطلي العمل حنان مطاوع وإيهاب فهمي نتيجة تميزهما، ولكنه امتد إلى إشادة الفنانين وكل فريق العمل ببعضهم بعضاً، وهو ما يؤكد أن الروح الطيبة والتفاني وراء الكاميرا، ينعكس في صورة مباشرة أمامها. فقد كتب إيهاب فهمي قبل عرض الحلقة الأخيرة من الحكاية عبر صفحته على»فايسبوك»: «أوجه كل الشكر لصاحب الفضل والمجهود وأحد أهم أسباب نجاح هذا العمل الرائع، المجتهد والصبور المنتج أحمد عبدالعاطي، وللموهوب الذي آمنت بموهبته منذ 6 سنوات، وكان عند حسن ظني، هو صاحب الأوراق التي نطقنا بها الكاتب صاحب القلم الدقيق والأوراق الرائعة عمرو محمود ياسين، والمخرج أكرم فريد الذي حول كل هذا المجهود من إنتاج وكتابة وتمثيل وتصوير وإثارة وغموض إلى نجاح هائل من خلال توصيل الفكرة بمنتهى الإثارة، وحنان مطاوع التي جسدت الخير بكل براءة وبراعة، وفاطمة ناصر (مارلين) التي نجحت في خداع الجمهور، وتتيانا (عزيزة) الواسطة بين الخير والشر، وعبرت عن فئة كبيرة من البشر، وجميل برسوم (جرجس) الذي تعجز الكتابة أمام أدائه، ونادية رشاد (الحاجة فاطمة) الملاك الطاهر صاحبة الوجه الهادئ المريح». وأكدت حنان مطاوع أن «شخصية «هدى» التي جسدتها جديدة ومختلفة تماماً عما قدمته من قبل في الدراما، وأنها تحمست لها بدرجة كبيرة بسبب تحولات الشخصية العالية والمختلفة، على رغم أنها في الواقع تخشي التعامل مع الشخصيات التي تتحول من اليمين إلى اليسار أو العكس في وقت قصير، وكشفت عن أن المؤلف أخبرها قبل الشروع في الكتابة أن الدور لا يصلح لأحد غيرها». وأرجعت الفنانة نادية رشاد نجاح العمل إلى أن الدجل والشعوذة ما زالا يشغلان بال الكثيرين، والجمهور يهتم كثيراً بهذه القصص التي يعتبرها خارج نطاق الواقع، وأشارت إلى أن كثيرين يرجعون الكثير من مشاكلهم إلى الكائنات الشيطانية والشريرة، ولذلك فمناقشتها أمر مهم للغاية». وكتب خالد عبدالسلام: «هاتفني بعد نهاية المسلسل المخرج أكرم فريد قبل أن أحدثه، ليهنئني على دوري ويشكرني، ويشرح لي تفاصيل إجادتي، ويقول لي إنني كنت طبيعياً وقدمت السهل الممتنع، وأجدت النقلات من حالة إلى حالة، وكلاماً كثيراً ملأني فرحة وسعادة». وتفاعل عدد من صناع الدراما مع العمل وأشادوا بممثليه، ومنهم المخرج أحمد رشوان الذي كتب: «حنان مطاوع التي أعرفها منذ سنوات، تثبت كل يوم أن الفنان الحقيقي يتطور يوماً بعد يوم، وأنه لا بد من أن يكون إنساناً قبل أن يكون فناناً». وكتب محمود حسن: «خالد عبدالسلام في المسلسل هو هذه الروح الطاهرة وسط كل الأرواح الشريرة، فالأشرار محيطون به من كل جانب هو وحنان مطاوع، وربما هو لا يعرف أن هذه الأرواح التي تحيطه ويجلس إليها، ويتعامل معها أرواح شريرة». يذكر أن الجزء الثاني من «نصيبي وقسمتك» يقع في 45 حلقة تحتوي على 9 قصص تدور كل واحدة منها في خمس حلقات، خلافاً للجزء الأول الذي لعب بطولته هاني سلامة، وعرض العام الماضي وتناول 15 قصة وعرضت كل واحدة في 3 حلقات.

مشاركة :