أجرت اللقاء سهام حرب | كان كامل عبدالجليل في طفولته يجلس في إحدى زوايا المنزل لقراءة كتاب.. وأصبح اليوم مدير عام مكتبة الكويت الوطنية.. وخلال دراسته في المرحلة الثانوية كان نجم الإذاعة المدرسية.. وفي عام 1981 تم اختياره من بين 4000 طالب وطالبة ليلقي كلمة خريجي جامعة الكويت، بحضور الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.. تأثره بشخصية خاله محمد السنعوسي منذ أن كان طالبا جامعيا وحتى اليوم قاده إلى تلفزيون الكويت ليقدم على شاشته مجموعة من البرامج الحوارية والوثائقية الناجحة..عن هذه المحطات الأساسية في حياته وعن جوانب من شخصيته ورؤيته لواقع المجتمع وطموحاته المستقبلية كان هذا الحوار المفتوح مع كامل عبدالجليل.كامل عبدالجليل اسم معروف لدى كثيرين، من خلال المهام والمسؤوليات التي توليتها.. لكن بعيدا عن المناصب والألقاب من أنت وكيف تقدم نفسك على المستويين الشخصي والإنساني؟– إنسان بسيط ومتواضع وطيب كثيرا ومتواصل مع الناس، وأحب أن أخدمهم في أي مكان أعمل فيه، سواء الآن كمدير عام للمكتبة الوطنية أو الأماكن التي اشتغلت فيها سابقا.. وأسعى لأن أترك انطباعا جيدا لدى الجميع، وكأي مواطن كويتي في مثل عمري ولدت في الكويت القديمة عام 1958.. وبالتحديد في فريج الصالحية الذي كان يعج بالعائلات الكويتية المعروفة والمشهورة.. وكان بيتنا في المكان الذي يوجد فيه بنك التسليف والادخار بجانب البلدية.. تربيت هناك ثم انتقلنا إلى عدة أماكن منها شرق والجبلة.. وبعد هدم السور والتوسع العمراني أيضا تنقلنا بين عدة مناطق منها كيفان والقادسية ثم الخالدية.البيئة الأسريةهذا عنك.. ماذا تقول عن البيئة الأسرية التي ولدت وترعرعت فيها؟– تربيت ما بين أب حنون ويعاملنا معاملة فيها الحنان والتشجيع على الدراسة.. وأم طيبة وحبوبة وحنونة جدا.. وقد تحملت المسؤولية بعد وفاة والدي ونحن شباب صغار.. فتولت دور الأب والأم.من كان له التأثير الأكبر والمباشر في بلورة شخصيتك الوالد أم الوالدة؟– الحقيقة.. أن شخصيتي تبلورت على يدي خالي محمد السنعوسي، وزير الإعلام السابق.. فقد تأثرت به كثيرا وأعتبره قدوتي في الحياة.. حيث كانت ومازالت شخصيته تبهرني.. خصوصا طلته الإعلامية لأنه يمتلك كاريزما، وهو شخص متميز في المجتمع.. ومشيت على خطاه واتبعت أثره.أيضا نسألك عن الأجواء التي عشت فيها مع أصدقاء الطفولة والشباب.. والدراسة في مختلف المدارس؟– درست المرحلة الابتدائية في مدرسة فهد العسكر في منطقة كيفان، ثم المرحلة المتوسطة في مدرسة المنصور في الشويخ.. لكن المرحلة الثانوية تمثل محطة أساسية في مسيرتي الدراسية وأحب أن أتكلم عنها.. لأن ذكرياتها مازالت ماثلة أمام عيني.. وأنا منذ صغري مولع بالقراءة والمطالعة وكانت تستهويني روايات الهلال التي كنت أحرص على قراءتها.. ولم يكن الكتاب يفارقني، بعكس أشقائي الذين كانوا يحبون اللعب والشقاوة مع أبناء الجيران في الفريج، وفعلا حسنت القراءة أسلوبي وقدراتي المعرفية، وهذا ساعدني فيما بعد بالعمل الإعلامي، لأنه إذا لم يكن الشخص يمتلك قاعدة معرفية لا يستطيع أن يكون معدا للبرامج.. وخلال الدراسة الثانوية كنت عضوا فعالا في الإذاعة المدرسية.. فكنت أصل مبكرا وأعد مقالات وخواطر وأخبارا مهمة منشورة في الصحف وألقيها في طابور الصباح.. وكان هذا العمل يشعرني بالفخر والاعتزاز بالنفس.. وكانت الإذاعة المدرسية تجذبني تلهمني وكان يستهويني الوقوف أمام الطلاب للتكلم، حيث كنت أكتب المقالات والخواطر والأخبار وأقرأها.وبعدها انتقلت إلى جامعة الكويت وتخصصت بالعلوم السياسية ولاقتصادية وتخرجت عام 1981، وتم اختياري من بين أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة لألقي كلمة الخريجين بحضور الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.نلحظ ميولك الثقافية.. واهتمامك بالتراث الكويتي.. من أين أخذت هذه الميول والاهتمامات؟– أحب التاريخ.. وقد جاء اهتمامي بالتاريخ والتراث من خلال المطالعة ومشاهدة الأفلام.. تعلقت بفيلم الرسالة عندما شهادته أول مرة، فقد أضاف إلي معلومات وجعلني أعيش في خيالي تلك المرحلة من التاريخ الإسلامي.. وكل برامج التلفزيون التي كنت أقدمها، إن لم تكن حوارية مع كبار المسؤولين في السياسة والاقتصاد، فيها جانب كبير من توثيق تاريخ الكويت.. وفي فترة لاحقة أصبحت أنتج على حسابي برامج تلفزيونية وثائقية خاصة.بين جيلينأنت من جيل وسط بين جيل الرواد الذين أسهموا في بناء نهضة الكويت الحديثة والجيل الحالي.. ما القواسم المشتركة التي تجمع جيلكم وتميزه عن الأجيال الكويتية المتعاقبة؟– أحمد الله أنني ولدت في هذه الفترة بين جيلين.. جيل الرواد الكبار الذين تعلمت منهم ومن كتبهم ومؤلفاتهم وعطاءاتهم المشهود لها، هذا الجيل الذي بنى الثقافة في الكويت، وأذكر منهم عبدالعزيز حسين ود. خليفة الوقيان، وسليمان الشطي، ود. سعاد الصباح والأديب الكبير خالد سعود الزيد وسواهم.. وكذلك الإعلاميون والمفكرون الكويتيون الكبار الذين بنوا النهضة الحضارية.. وأيضا عايشت جيلاً من الشباب الذي يتطلع لمستقبل باهر، الآن شبابنا في رابطة الأدباء مؤلفون وقصاصون يكتبون مؤلفات في منتهى الروعة..عشت التحولات التي مرت على المجتمع الكويتي في العقود الماضية.. كيف استطاع جيلكم التكيف معها و«تكويتها» حفاظا على الروح الكويتية.. وهل تعتقد أن الجيل الجديد سيتبع خطاكم؟– أنا متفائل جدا.. وعلى الرغم من وجود كثير من الظواهر السلبية والسلوكيات الشائنة التي يقوم بها بعض الشباب.. لكن غالبية أبناء وبنات جيل الشباب متعلمون وواعون ومنفتحون.. لديهم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت لهم الانفتاح على العالم، ويتجلى ذلك من خلال إقدامهم على تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يثبت أن شبابنا يعتمدون على أنفسهم.. وإثبات وجودهم.. قادرون على التحدي والمنافسة، وناجحون في العديد من المجالات الاقتصادية المتنوعة والأعمال الحرة.القيم الأصيلةإلى أي حد أنت مطمئن إلى قدرة المجتمع الكويتي في الحفاظ على منظومة القيم الأصيلة التي استمدها من تجاربه وثقافة الديوانية في ظل تفشي ظواهر العولمة العشوائية وكان آخرها رقصة كيكي والحوت الأزرق؟– قيم الكويت الأصيلة وثقافة الديوانية متوارثة ومتأصلة في النفوس.. ومعدن الشعب الكويتي أصيل في الولاء والانتماء وحب الوطن والإخلاص والتفاني والعمل الجاد.. وهذا يتجلى في المحن والشدائد.. عندما وقع الغزو العراقي الغاشم وجدنا الشعب الكويتي يعمل يدا واحدة في المقاومة وتنظيف الشوارع وتوفير التمويل للأسر والعمل في كل المهن من دون تكبر أو تعالٍ.. أما ظاهرة الاغتراب الاجتماعي لدى بعض الشباب فلا تتجاوز كونها «هبَّة» مؤقتة سرعان ما تنتهي.. لكن الأسرة الكويتية متمسكة بعاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة، وتحتاج أحيانا لمن يزيل عنها الغبار..ما أبرز الإنجازات التي حققتها منذ توليك منصبك في المكتبة.. وما الذي تخططون له مستقبليا؟– لله الحمد أنجزت الكثير.. أول الإنجازات زيادة حجم المقتنيات حيث كان المكتبة تحتوي عندما بدأت العمل فيها قبل أربع سنوات 220 ألف كتاب.. ووصل عددها حاليا إلى نصف مليون كتاب.. كما أقمت علاقات وطيدة مع المكتبات الوطنية والمتخصصة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث وقعت معها اتفاقيات تعاون تتيح لنا الحصول على كميات أكبر من الكتب.. وإرسال موظفين للمشاركة في دورات تدريبة متخصصة تنظمها هذه المكتبات، كما طورنا العمل في المكتبة بتحويل تسجيل الكتب من رقمي إلى إلكتروني.. كما بدأنا العمل في مشروع المكتبة الرقمية التي نحفظ فيها كل المقتنيات النادرة والثمينة التي تبرز وجه الكويت المشرق وستكون متاحة على شبكة الإنترنت وسنطلقها في شهر أكتوبر المقبل. وغير ذلك من الإنجازات، ومنها تطوير العمل الفني والموارد البشرية وفتح المجال لإقامة العديد من الأنشطة.. المكتبة الوطنية تمثل ذاكرة الوطن.. وتحتوي أرشيف الأمة.. وليست مجرد مخزن للكتب لأن دورها أكبر من ذلك بكثير، فهي مسؤولة عن جمع وتوثيق وتنظيم كل الإنتاج الفكري والثقافي والعلمي الصادر في دولة الكويت والمنطقة العربية والعالم في مختلف صنوف العلوم والمعارف..تشهد المكتبة الوطنية العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية كالمعارض والندوات والحلقات النقاشية.. كيف يتجاوب الجمهور معها؟– بدأنا تنظيم الأنشطة والفعاليات الثقافية في المكتبة بشكل تدريجي، فقبل أربع سنوات لم تكن المكتبة تنظم أي نشاط خاص بها.. ونحن انطلقنا بها.. حيث أصبحنا ننظم خمسة أنشطة كل شهر، مخصصة للأطفال أو الشباب أو الكبار، ومنها كتاب الشهر الذي نسلط فيه الأضواء على جانب من جوانب المعرفة في الكويت بحضور مؤلف الكتاب الذي يطرح مضمون الكتاب وظروف كتابته والجديد الذي يتضمنه.. ومن ثم يدور نقاش مفتوح بينه وبين الحضور.. إضافة إلى المعارض والندوات والمحاضرات التي نقيمها حيث أصبحت المكتبة الوطنية شعلة من النشاط.دعوة العائلاتأنت من الداعين إلى جعل المكتبة الوطنية مزارا للعائلات بكل أفرادها بدل زيارة المولات والمجمعات التجارية.. ماذا فعلتم لجعل هذه الدعوة أمرا واقعا وتصبح القراءة والمطالعة بدل التسوق؟– دائما وفي كل مناسبة أدعو الجمهور من مختلف فئات وأفراد المجتمع من الأطفال والناشئة والشباب والآباء والأمهات لزيارة المكتبة.. ولكن التجاوب حتى الآن مازال متواضعا وليس بمستوى الطموح، وأدعو من خلال وسائل الإعلام لحضور الأنشطة والفعاليات.. وزيارة المكتبة للقراءة، كما لدينا مواقع تواصل اجتماعي نشطة نعرّف من خلالها بالأنشطة والفعاليات والإمكانات المتوافرة في المكتبة، ومن خلال المتابعة ألاحظ أن نحو أقل من نصف في المئة من المقاعد يتم ملؤها من الجمهور.. وهذا قليل جدا.. واليوم أكرر دعوتي للمربين وأولياء الأمور إلى زيارة المكتبة.شخصيات كويتيةقدمت برنامجا تلفزيونيا حواريا استضفت فيه شخصيات كويتية.. كيف تصف اليوم هذه التجربة.. ومن هم أبرز الضيوف الذين حاورتهم؟– لم أنقطع عن تقديم البرامج التلفزيونية منذ عام 1980 وحتى الآن.. وكان اول برنامج قدمته بعنوان «معا على الطريق».. وكان يركز على فئة الاحتياجات الخاصة، بعده قدمت برنامج «كويت اليوم» وكان يركز على آخر مستجدات الساحة المحلية، ثم برنامج «الشباب يقول» استمر ثلاث سنوات، وهذا البرنامج أدى لاختياري عضوا في الهيئة العليا للشباب في الديوان الأميري، برغبة من صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي اختارني لهذه المهمة، وذلك تقديرا منه- رحمه الله- لشخصي ومعرفتي بقضايا الشباب نظرا للأعداد الكبيرة من الشباب الذين التقيت معهم في البرنامج وحاورتهم وتعرفت على تطلعاتهم وهمومهم ومشاكلهم.. أما برنامج «دائرة الأحداث» فهو الذي أتاح لي الفرصة الحوار مع العديد من الشخصيات الكويتية من بينهم وزراء سابقون، وأعضاء مجلس الأمة البارزون، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الأمة الراحل جاسم الخرافي، وجاسم الصقر، ورئيس مجلس الوزراء الحالي الشيخ جابر المبارك الصباح عندما كان وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل، والشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح عندما كان وكيلا لوزارة الإعلام.. وقابلت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أول زيارة له الكويت.من الشخصية الكويتية التي كنت تأمل أن تحاورها؟– حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.مطمئن ومتفائلفي حياتنا العامة نضطر للبس أقنعة المجاملة والمسايرة.. متى تجد نفسك مضطرا لخلع كل الأقنعة والكلام بصراحة؟– أخلع أقنعة المجاملة عندما أجد الخطأ المتعمد من قبل أحد الموظفين في المكتبة.. ولا أكتفي بذلك إنما أتخذ الإجراءات القانونية والإدارية.. ولكن على المستوى الشخصي أنا دبلوماسي أتعامل مع الناس برقي واحترام وإنسانية.متى تضحك من قلبك.. ومن يجعل البسمة ترتسم على وجهك.. وما مصدر سعادتك؟– أضحك من قلبي عندما أشاهد أحد أعمال الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وأكون سعيدا من داخلي عندما أحقق إنجازا جديدا للمكتبة.ما الذي يجعل البسمة ترتسم على وجهك؟– وجودي وسط أسرتي وأحفادي ورضا زوجتي عليَّ.هل أنت مطمئن على المستقبل أم لديك قلق من انعكاس الأحداث الجارية في المنطقة على الكويت؟– طبعا مطمئن ومتفائل.. لأن لدينا قيادة حكيمة ذات رؤية ثاقبة.. فالشيخ صباح الأحمد سياسي محنك وزعيم الإنسانية وقائد نال احترام العالم بأسره وتقديره.. وما مرت به الكويت في الفترة الماضية من أزمات متعاقبة كان صعبا.. لكنها الآن تنعم بالاستقرار الذي يبشر بمستقبل أفضل في التنمية البشرية والعمرانية.ما الذي يشغل بالك هذه الأيام؟– تأليف كتاب جديد.. حيث أصدرت ثلاثة: الأول في التنشئة السياسية والاجتماعية للشباب، والثاني عن الإدارة الرياضية، والثالث كان بعنوان إنجازات كرة القدم في الكويت، تناولت فيه تاريخ كرة القدم الكويتية. والكتاب الجديد سيتناول تاريخ مكتبة الكويت الوطنية من بداياتها عام 1923 وحتى الآن.بعد التجارب التي خضتها، ما الخلاصة التي وصلت إليها؟– صقلت التجارب والخبرات شخصيتي الإعلامية.. وملكتني الخبرة الإدارية، التي أوظفها لخدمة بلدي من خلال موقعي في هذا الصرح الثقافي والحضاري الشامخ الذي يشرِّف الكويت في العالم.. لأننا ننظر لمستوى الشعوب والأمم بقدر ما تمتلكه من ثقافة، وما حصلت عليه من مكتسبات حضارية من التاريخ البشري، وليس فقط في المباني الشاهقة والشوارع الجميلة، لأن ذاكرة الأوطان في مكتباتها وشعبها المثقف المتعلم والمتنور.الكل مسؤولأجاب العبدالجليل ردا على سؤال لماذا الكتاب لم يعد جاذبا.. والمكتبات العامة مهجورة.. ومكتبات البيوت مجرد ديكور.. وعن كيفية تغيير هذا الواقع قال: – للأسف.. هذا هو الواقع، وتغييره يحتاج إلى عمل وطني جماعي مشترك.. والكل مسؤول سواء الجهات الرسمية الحكومية ممثلة بوزارة التربية.. والمؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة، لأنها لم تعمل على جعل القراءة والمطالعة أمرا إلزاميا ضمن المنهج في مختلف المراحل الدراسية، كما أننا نلحظ عزوفا عن العمل في المكتبات، والذين يتم تعيينهم في المكتبات العامة لا يداومون ولا يبذلون أي جهد لجذب القراء.. لذلك نجد هذه المكتبات فارغة في معظم الأوقات.. ولن يتغير هذا الواقع ما لم يقتنع موظف المكتبة أنه يؤدي واجبا وطنيا وتنمويا تجاه القراء والباحثين والزوار، وليس مجرد موظف يتلقى راتبا في آخر الشهر.. أيضا لا ننسى دور الأسرة ومسؤولياتها في تشجيع الأبناء على القراءة والاطلاع، ولا يهم إن كانت القراءة من كتاب أو الآيباد أو سواهما.. المهم أن يقرأ الأبناء ما يفيدهم.. مع أنني أفضل أن تتم القراءة من الكتاب الورقي، لأن الفضاء الإلكتروني لا يتيح إلا الكتب المرخصة فقط، كما أن قراءة الكتب أكثر راحة للعين من شاشات الأجهزة الإلكترونية.مسيرة نجاحإذا كان خطط لما وصل إليه أم كان للحظ والصدفة دور قال: – لا أعتبر ما وصلت إليه كان نتيجة للحظ.. إنما بسبب النجاح في الإنجاز.. حيث أعمل بتفانٍ لخدمة الكويت.. ولذلك اكتسبت الاحترام والتقدير من الجميع، وما حصلت عليه من مناصب قيادية كان دليلا على نجاحي وكنت أستثمره للمستقبل وأن أكمل المشوار ومسيرة النجاح على هذا النهج من العمل الجاد.. وأعتبر أن ما اكتسبته من أشياء أمانة يجب أن أعيدها إلى وطني..3 رسائلطلبنا من ضيفنا أن يختار 3 أشخاص يرسل لهم SMS من هم وماذا يقول لهم فيها، فأجاب قائلا: الشخص الأول هو محمد السنعوسي وأقول له «كثر الله خيرك وما قصرت في عطائك وبارك الله في جهودك على مدى مسيرة حافلة أضفت فيها للإعلام الكويتي الكثير حتى أوصلته إلى أرقى المستويات عربيا».. والثاني، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، وهو رفيق الدرب حيث عملت في التلفزيون عندما كان وزيرا للإعلام.. وتوليت يومها تفقد أحوال الطلبة الكويتيين الدارسين في الخارج.. بتخصيص عدة حلقات من برنامج دائرة الأحداث عن هؤلاء الطلبة في الدول التي يدرسون فيها كالولايات المتحدة وبريطانيا ومصر وفرنسا.. وأقول للشيخ جابر المبارك «أعطاك الله الصحة والعافية على ما تتحمله من حمل كبير وأنت تنظر لبناء مستقبل جديد للبلاد».. أما الشخص الثالث الذي أرجو أن تصل إليه كلماتي إليه فهو رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، آملا له التوفيق في إدارة دفة مجلس الأمة والانتقال به إلى شاطئ أكثر أمانا.. حيث يلتفت الجميع إلى مصلحة الكويت العليا بعيدا عن التجاذبات والصراعات التي تؤدي إلى إرجاعنا للخلف.. وأحييه على توفيقه بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتحقيق التعاون الإيجابي البناء.
مشاركة :