المصالحة الفلسطينية تستعيد زخمها في القاهرة

  • 9/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ساهمت جهود مصر في إعادة زخم المصالحة الفلسطينية، إذ جاءت زيارة وفد من حركة حماس إلى القاهرة، السبت، في خضم زيارات مماثلة للفصائل تهدف إلى إنهاء الانقسام وفرض التهدئة. لكن مواقف الفرقاء تنقسم بشأن ما إذا كانت الأولوية لإنجاز المصالحة أم للتهدئة. القاهرة - بدأ وفد من حركة حماس الفلسطينية زيارة إلى القاهرة، السبت، يقوم خلالها بتسليم المسؤولين في مصر ردّ الحركة الرسمي بشأن ملف المصالحة والتهدئة، بعد فترة من المناوشات الحادة جرت خلال الأيام الماضية بين فتح وحماس، خرج فيها كل طرف عن النص السياسي، ما ضاعف من مهمة الوساطة المصرية لتقريب المسافات بين الطرفين. وتأتي زيارة وفد حماس، برئاسة صالح العاروري، إلى مصر عقب زيارة لوفد من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد ثم زيارة أخرى قام بها وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسبوع الماضي. ومن المنتظر وصول وفد يمثل الجبهة الديمقراطية وآخر يمثل حركة الجهاد الإسلامي، بعد انتخاب زياد نخالة أمينا عاما للحركة، الجمعة، على أمل تحريك الموقف السياسي على صعيد المصالحة الفلسطينية. وقال كايد الغول، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ”العرب”، إن فصيله يميل إلى إنهاء الانقسام قبل أي شيء آخر، وصولا إلى بناء وحدة فلسطينية تعددية، ويُستخلص منها برنامج وطني ديمقراطي يتم من خلاله اختيار قيادة واحدة لتدير الشأن الوطني. ويعتبر موقف الجبهة الشعبية مغايرا لتوجهات حماس والجهاد الإسلامي، حيث تعتبران التهدئة أولوية قصوى، لكن الغول يتفق مع التحركات المصرية التي أصبحت ترى أن إتمام المصالحة هو السبيل الأمثل لتوحيد الفصائل ومواجهة تحديات مستقبل القضية الفلسطينية. وأكد الغول، الذي كان ضمن وفد الجبهة الشعبية إلى مصر، أن إنجاز مصالحة يقود إلى إعادة بناء كل مؤسسات النظام الفلسطيني، وبالأخص منظمة التحرير، وهو ما يتطلب الإعداد سريعا لمجلس وطني جديد وعقد اجتماع قيادي عاجل لبدء تفعيل دور منظمة التحرير. ورأى أن ذلك يمثل الطريق الوحيد الذي يمكن الفصائل من إخراج الوضع الفلسطيني من أزمته الراهنة، وعلى أساسه يمكن إنهاء الانقسام بشكل جذري، وألا تدار المسألة من خلال حسابات خاصة تعد سببا رئيسيا في تعطيل المصالحة. وقال الغول إن فرص نجاح جهود مصر في مهمة وقف الانقسام “مرتبط باستعداد طرفي الأزمة (فتح وحماس) لتقديم تنازلات لأنه يتم التعامل مع إنهاء الانقسام بمنطق جني المكاسب”. وأوضح أن فتح تعتبر أن المصالحة يجب أن تبدأ بتمكين الحكومة في غزة وإقصاء حماس وقطع الطريق عليها، إذ يعتبر الغول أن “هذا نهج خاطئ”. الشكوك في نوايا حركتي فتح وحماس تمثل عقبة كبيرة أمام مصر، فضلا عن توسع دائرة أصحاب المصالح المستفيدين من الانقسام الفلسطيني وتمثل الشكوك في نوايا الحركتين عقبة كبيرة أمام مصر، فضلا عن توسع دائرة أصحاب المصالح المستفيدين من الانقسام والذين يستغلون الثغرات في المبادرات المقدمة. وكشف الغول عن تفاصيل لقاء وفد الجبهة الشعبية مع مسؤولي المخابرات المصرية الأسبوع الماضي، موضحا أن القاهرة أكدت حرصها على استمرار مساعيها لإنهاء الانقسام، مع تقديم المساعدات التي لا تؤدي إلى فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة. وأشار إلى أن “مصر تفضل إنجاز المصالحة أولا، مع تهدئة في سياق هذه العملية”، تتم من خلالها إقامة مشاريع تنموية في غزة، وإذا لم تتحقق هذه المسألة، فإن مصر حريصة على التخفيف عن الفلسطينيين في القطاع عبر الدفع بتنفيذ مشاريع في قطاعي الكهرباء والمياه وتحسين شروط فتح معبر رفح الحدودي. واعتادت القاهرة التعامل بحذر مع مسألة المساعدات المقدمة إلى غزة طالما وظفتها حماس لخدمة أغراضها السياسية، ولا تريد أن يكون تحسين الأوضاع الإنسانية للسكان مقدمة لاستمرار الحركة في الحكم وتنصلها من المصالحة. ويغضب هذا الأسلوب السلطة الفلسطينية، ويشعرها بأن القاهرة معنية بوجود حماس على رأس السلطة في غزة، أكثر من اهتمامها بالشرعية الفلسطينية المتمثلة في الرئيس محمود عباس. وأكد الغول أن الجبهة الشعبية “فصيل مستقل تتقاطع سياساته هنا أو هناك، لكنه لا يحديد مواقفه ارتباطا بمواقف حركتي فتح وحماس، وإنما في ضوء رؤية خاصة به”. واعتادت كل من فتح وحماس توظيف الجبهة الشعبية لدعم مواقفهما تجاه ملفي المصالحة والتهدئة: فالأولى (أي فتح)، سعت إلى التلويح بإمكانية تخفيف السلطة من العقوبات المفروضة على الجبهة الشعبية في حال عادت إلى دعم مواقفها، والثانية (أي حماس) تتحدث في كل مناسبة عن وجود دعم فصائلي لها بما فيها الجبهة الشعبية. لكن استقلالية مواقف الجبهة وقفت ضد إغراءات الطرفين. ويبدو تراجع الجبهة الشعبية عن استقلالية مواقفها واضحا، وهو ما أرجعه الغول إلى “حالة الاستقطاب الشديدة على الساحة الفلسطينية وما يمتلكه الطرفان (فتح وحماس) من قدرات وفرتها لهما سلطتهما”. وفيما تتمسك السلطة بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، تسعى حماس نحو التصعيد تجاهها عبر مسيرات العودة للضغط عليها لعدم غلق ملف التهدئة. وفي المقابل، تتخذ الجبهة الشعبية موقفا يبدو متناغما مع رغبات قطاع واسع من الفلسطينيين، وهي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بقوة السلاح. وقال الغول “نؤكد على أهمية أن يبقى الكفاح المسلح الخيار الرئيسي للرد على العدو الإسرائيلي الذي ينتهج كافة أشكال العنف والتطهير العرقي ويقر قانون القومية بهدف تكريس الاستيطان وحرمان الفلسطينيين من أي تواجد في أراضيهم، لكن الكفاح المسلح شكل من أشكال المواجهة ويجب أن يتكامل مع أشكال أخرى”. ورجح الغول عدم قيام عباس بحل السلطة وإلغاء اتفاق أوسلو، لافتا إلى أن هناك أفكارا يجري تداولها ومنها إعلان فلسطين دولة خاضعة للاحتلال ربما يؤدي إلى تبديلات في الهيكل الإداري القائم وقد يجري الحديث عن مجلس تأسيسي لهذه الدولة.

مشاركة :