واشنطن - قالت وكالة “بلومبرغ” الإخبارية إن الاختراق الأمني الذي أثّر على نحو 50 مليون مستخدم لـفيسبوك هذا الأسبوع، يعد صفعة “كبرى” لمصداقية الشركة التي تسعى لاستعادة الثقة فيها بعد فضيحة تتعلق بالخصوصية تكشفت في مارس الماضي. وأضافت الوكالة أنه سيكون من الصعب على المستخدمين حاليا تصديق أن الشركة حققت تقدما منذ أن تعهد الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ في أبريل بحماية بيانات المستخدمين. وأوضحت أنه إذا فقد المستخدمون الثقة في تعامل فيسبوك مع معلوماتهم الشخصية، فإنهم قد يضطرون إلى تقليص أوقاتهم التي يقضونها في استخدام ذلك الموقع أو الحد من المشاركات للمنشورات، مما قد يؤثر على أرباح الشركة. وأفاد موقع فيسبوك الجمعة بحدوث اختراق أمني أثّر على نحو 50 مليون مستخدم هذا الأسبوع، حيث قال عملاق مواقع التواصل الاجتماعي إنه بصدد اتخاذ خطوات لتعزيز الأمن حتى بعد أن أقر بأنه لا يعرف من يقف وراء الهجوم. وسمح الاختراق للمهاجمين بالاستفادة من نقاط الضعف في رموز الدخول التي تحافظ على تسجيل دخول المستخدمين واحتمالية الاستيلاء على حساباتهم. وإجمالا، تمت إعادة تعيين رموز الوصول المميزة لنحو 90 مليون مستخدم وسيتعين عليهم تسجيل الدخول مرة أخرى. باب مكتب مارك زوكربيرغ بات يشبه الباب الدوار للبنايات، إلا أن من يدخل منه يخرج من الجهة المقابلة مجددا وتم تداخل الثغرة الأمنية في وظيفة “اعرض باسم”، التي تسمح للمستخدم بمشاهدة ملفه الشخصي كأنه شخص آخر. وقال موقع فيسبوك إنه أوقف هذه الميزة مؤقتا. وأضاف فيسبوك “نظرا لأننا بدأنا تحقيقنا للتو، فلا يزال يتعين علينا تحديد ما إذا كانت هذه الحسابات قد أسيء استخدامها، أو ما إذا كان قد تم الوصول إلى أي معلومات، كما أننا لا نعرف من يقف وراء هذه الهجمات أو مصدرها”. واعترفت الشركة لاحقا أن عملية الاختراق الهائلة، أسوأ مما كان يعتقد في البداية، وتزداد تبعاتها سوءا مع حديث الشركة عن تعرض منصة مشاركة الصور إنستغرام وتطبيقات أخرى لتبعات متعلقة بتلك العملية. وقالت المنصة في وقت لاحق إن المشكلة سوف تؤثر أيضا على خدمة “تسجيل الدخول عبر فيسبوك”، والتي تتيح للتطبيقات الأخرى استخدام حساب فيسبوك الخاص بالمستخدمين من أجل تسجيل الدخول إلى تطبيقات أخرى، وهذا يعني أنه بمجرد أن يتمكن أحد المتسللين من الوصول إلى حساب شخص ما على فيسبوك، فإن بإمكانه الوصول تقريبا إلى جميع التطبيقات الأخرى المعتمدة على إمكانية تسجيل الدخول من خلال حساب فيسبوك. ويشمل ذلك الأمر تطبيقات الشركة الأخرى مثل إنستغرام، وكذلك التطبيقات التي تستخدم خدمة تسجيل الدخول مثل تيندر. وعلق غاي روزين نائب رئيس إدارة المنتجات في فيسبوك، كاشفا النقاب عن نقطة الضعف في مشاركة نشرها الجمعة “كان الضعف في فيسبوك، لكن رموز الدخول المميزة هذه تمكن الشخص من استخدام الحساب كما لو كان صاحب الحساب نفسه”. وأضاف روزين أن إحدى الثغرات كان عمرها أكثر من يوم، وقد أثرت في كيفية تفاعل ميزة “اعرض باسم” مع ميزة تحميل الفيديو على فيسبوك لنشر رسائل “عيد الميلاد”، لكن المنصة لم تلاحظ ذلك حتى منتصف شهر سبتمبر عند اكتشافها وجود زيادة غير معتادة في النشاط. وتعني طبيعة الاختراق أن هناك القليل مما يمكن للمستخدمين فعله من أجل حماية أنفسهم. وقالت فيسبوك إنها قامت بالفعل بإصلاح الخلل عن طريق تسجيل خروج جميع المستخدمين المتأثرين البالغ عددهم 50 مليونا، إضافة إلى 40 مليون حساب من المحتمل تأثرها وتعليق ميزة “اعرض باسم”. ويبدو أن سلسلة الخسائر المادية والمعنوية تتوالى على فيسبوك، ففي وقت متأخر من الاثنين تعرضت الشركة لهزة قوية بسبب استقالة كيفين سيستروم ومايك كريغر، مؤسسي ومبتكري تطبيق إنستغرام، الذي قامت فيسبوك بشرائه مقابل مليار دولار في عام 2012. وقد جاءت الاستقالتان المفاجئتان بعد أشهر فقط من استقالة يان كوم وبريان أكتون، المؤسسين لمنصة رسائل واتساب، المملوكة أيضا لشركة فيسبوك. وتعليقا على تلك الاستقالات المتوالية، أشارت صحيفة التايمز البريطانية إلى أن باب مكتب مارك زوكربيرغ بات يشبه الباب الدوار للبنايات، إلا أن من يدخل منه يخرج من الجهة المقابلة مجددا، لافتة إلى أن الأمر يثير أسئلة جديدة حول إدارة زوكربيرغ لشركة فيسبوك، التي أنشأها في غرفة نومه في سكن الطلاب بجامعة هارفارد في عام 2004، والتي تواجه في الآونة الأخيرة سلسلة من الفضائح حول سياسات تعاملها مع البيانات الشخصية للمستخدمين. ومن المرجح أن تزيد تلك التداعيات الأخيرة المخاوف بشأن تباطؤ النمو في الشركة العملاقة التي تقدر قيمتها بـ475 مليار دولار. إذ تشهد منصة فيسبوك تراجعا أمام الأجيال الشابة حيث باتت الشركة تعتمد على إنستغرام لتواكب المنافسة القوية مع منصات جديدة مثل سناب شات. وحتى وقت قريب، كانت منصة فيسبوك تعتبر من أكبر المواقع للشبكات الاجتماعية في العالم، وتخطى عدد مستخدميها الدائمين أكثر من ملياري مستخدم، كما كان الملياردير الشاب زوكربيرغ محبوبا كواحد من كبار رجال وادي التكنولوجيا السيليكون فالي.
مشاركة :