قبل مدة أعلنت منصة التواصل الاجتماعي فيس بوك أنها تستخدم أرقام هواتف المستخدمين، بغرض توجيه الإعلانات التجارية إلى كل فئة بحسب اهتمامها، وهو ما يؤكد معلومات سبق أن نشرتها دراسة جامعية حول الموضوع. ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل امتد ليشمل البيانات الشخصية التي يضعها المستخدمون على منصة فيس بوك مثل مكان الإقامة والعمر والاهتمامات الفردية لكل مستخدم، كما أصبح رقم الهاتف والبريد الالكتروني، اللذين يضعهما المستخدم لتأمين حماية الحساب من القرصنة، ضمن دائرة استخدام شركة فيس بوك للاستفادة منها في مجالها التجاري. تشير الدراسة الجامعية المنشورة على موقع «غيزمودو» إلى أن منصة فيس بوك لا تقول صراحة إنها تستخدم البيانات الشخصية للمستخدمين في توجيه الإعلانات. إضافة إلى استخدامها للأرقام الهاتفية المحفوظة في أجهزة المستخدمين الذين يتيحون للموقع الاطلاع عليها، وهـو ما لا يعرفه بعض المستخدمين. رغم أن فيس بوك لا تصرح بشكل مباشر بأنها تستخدم البيانات الشخصية إلا أنه يمكن فهم ذلك من خلال تعليق المتحدثة باسم موقع فيس بوك، والتي قالت «نحن نستخدم المعلومات التي يقدمها المستخدمون لنقدم خدمة مناسبة لهم». هذه القضية تفتح العديد من التكهنات فيما يتعلق بحماية المعلومات الخاصة للأفراد لدى شركات التكنولوجيا الكبرى وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عموما، ولا سيما بعدما تكشفت قبل أشهر كيف أن شركة «كامبريدج أناليتيكا» البريطانية حصلت على عدد هائل من البيانات والمعلومات مـن فيس بوك لملايين من المستخدمين دون علمهم. من الواضح أن طريقة تعامل الشركة مع بيانات المستخدمين والسياسة التي تتبعها تطرح أسئلة وعلامات استفهام بشأن مصداقية تعاطيها وإدارتها لتلك البيانات، في ظل استمرار الحديث عن تأثر خصوصية المستخدمين بعد الاختراق الذي تعرض له 50 مليون مستخدم لمنصة فيس بوك قبل أشهر. إن هذه الممارسات والعوامل المصاحبة لها ستجعل المستخدمين يفقدون الثقة يوما بعد آخر بشركة فيس بوك نتيجة للسلوك الذي تتبعه مع بياناتهم، وقد يترتب عليه تقليص أوقات استخدامهم ومشاركاتهم عبر منصة فيس بوك، الأمر الذي سيؤثر على أرباح الشركة في الفترة القادمة. ومن المهم أن يعي المستخدم أن معلوماته الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي عرضة للاستغلال والاختراق في أي وقت ودون علمه رغم التعهدات التي تطلقها شركات التكنولوجيا في العالم بحمايتها!
مشاركة :