منحت جائزة نوبل للطب للعام الحالي، أمس، في استكهولم إلى عالِمَي المناعة الأميركي جيمس أليسون، والياباني تاسوكو هونغو، لإحداثهما ثورة في علاج السرطان. وخلافاً للأشكال الأخرى من علاج السرطان التي تستهدف الخلايا السرطانية مباشرة، أوجد أليسون وهونغو طريقة لمساعدة الجهاز المناعي للمريض على مواجهة المرض بسرعة أكبر. وقد كشفا استراتيجيات الخلايا السرطانية للالتفاف على دفاعات الجسم، ولا سيما تحديدهما البروتين "بي دي 1" و"سي تي إل إيه- 4" المعروفة باسم "الحواجز المناعية" وكابحة الخلايات التائية. وقالت لجنة نوبل، بعد إعلان فوزهما، إن العلاج الذي توصلا إليه "أحدث ثورة في محاربة السرطان، وغيّر بشكل جذري الطريقة التي يمكن فيها السيطرة على المرض". وقالت اللجنة إن أليسون (70 عاماً) "أدرك منافع إزالة هذا الكابح وإطلاق الخلايا المناعية لمهاجمة الأورام". وقال أليسون على الموقع الإلكتروني لجامعة تكساس: "يشرفني الحصول على هذه المكافأة العريقة. لم أتصور أن أبحاثي ستأخذ هذا التوجه". وأضاف: "إنه لامتياز عظيم أن ألتقي مرضى سرطان عولجوا بنجاح بفضل هذه التقنية. وهم دليل حيّ على قوة العلوم الأساسية وأهمية مواصلة الحافز للتعلم"، وفهم مزيد من الأمور. وتعهد هونغو (76 عاماً) من جهته بالمضي قدماً بعمله، قائلاً لصحافيين في جامعة كيوتو: "أريد أن أواصل أبحاثي، حتى ينقذ هذا العلاج المناعي مزيداً من مرضى السرطان أكثر من أي وقت مضى". وسيتقاسم الرجلان المكافأة المالية المرافقة للجائزة، وقدرها 9 ملايين كرونة سويدية (1.01 مليون دولار). وسيتسلمان جائزتهما من ملك السويد كارل غوستاف خلال حفل رسمي في الـ10 من ديسمبر، ذكرى ميلاد العالم ألفرد نوبل في عام 1896. وتمنح اليوم في استكهولم أيضاً جائزة الفيزياء، في حين يكشف عن اسم الفائز أو الفائزين بـ "نوبل" الكيمياء غداً، والاقتصاد الاثنين المقبل، أما جائزة نوبل للسلام فسيعلن عنها في أوسلو الجمعة. وللمرة الأولى منذ عام 1949، أرجئ إعلان الفائز أو الفائزة بجائزة الآداب لمدة سنة، بسبب انقسامات داخلية وانسحاب عدد من أعضاء الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة. «اغتصاب» يرجئ منح «جائزة الآداب» عاماً بعد أن نشرت صحيفة «داغنز نيهيتر» شهادات 18 امرأة يؤكدن أنهن تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء أو التحرش الجنسي من قبل عضو الأكاديمية السويدية الفرنسي جان- كلود ارنو الشخصية المؤثرة على الساحة الثقافية السويدية، وجدت الأكاديمية نفسها مضطرة للمرة الأولى منذ سبعين عاماً إلى إرجاء جائزة نوبل للآداب عاماً بسبب الخلافات الناجمة عن هذه الفضيحة. وعلى وقع تلك الفضيحة التي أثيرت حول كلود أرنو، المتزوج من الشاعرة كاترينا فورستنسون، العضو في الأكاديمية كذلك، حدث خلاف عميق بين الأعضاء الـ18 في الأكاديمية حول طريقة التعامل مع هذه القضية، انتهت باختيار ستة منهم الاستقالة، من بينهم الأمينة الدائمة للأكاديمية ساره دانيوس، فضلاً عن انسحاب كلود أرنو وزوجه. وتضم الأكاديمية حالياً 10 أعضاء ناشطين، في حين تنص قواعدها على ضرورة مشاركة 12 من أعضائها الـ18 على الأقل لانتخاب أعضاء جدد، وهو ما اضطرها إلى تأجيل الجائزة عاماً.
مشاركة :