يجب أن نقبل التغيير - عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع

  • 1/4/2015
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصلتني صورة تعبر عن موقفين مختلفين تجاه حالنا مع التغيير؛ إحداهما تصور مجموعة من الأشخاص ترفع أيديها معلنة الموافقة على مبدأ أننا بحاجة إلى التغيير، وفي الصورة الثانية تظهر المجموعة نفسها وهي غير موافقة عندما أصبح السؤال عن حاجة أفراد المجموعة إلى أن يغيروا أنفسهم. بالتأمل في مخرجات الصورتين نجد أنهما تعكسان جزءا كبيرا من واقع مجتمعاتنا اليوم التي هي بأمس الحاجة إلى تغييرات كبيرة تتماشى مع واقعنا ومستجدات التطور دون المساس بالثوابت الموجودة لدينا في الدين والمجتمع والأخلاق. لو سألت مواطنا عاديا أو موظفا في قطاع عام أو خاص، بصرف النظر عن درجة وظيفته، عن الحاجة إلى التغيير في القطاع الذي يعمل فيه، أو غيره لأجابك ب (نعم) وسرد لك كثيرا من الأمثلة، ولكن المثير للتساؤل هو مدى قناعتنا وشجاعتنا للقول بأننا جزء من عملية التغيير، وأن علينا أن نبدأ بأنفسنا. ليس بيننا كامل، والكمال لله سبحانه وتعالى، وعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول (رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي). جيل اليوم، وإن كان يستلهم الرؤى من حاضره ويستذكر ماضيه إلا أن الظروف والمستجدات تحتم عليه قابلية التغيير واستيعاب المستقبل وآفاقه مهما كان نوعها. قد نجد بين ظهرانينا من تتوفر له عوامل التغيير في البيئة الاجتماعية والعملية التي يعيش فيها ولكنه نفسه يكون عائقا في التغيير نحو الأفضل ربما لضعف في مكوناته، وربما لتخوفه من التغيير من حيث هو. رويت لنا وعايشنا الكثير من القصص والأحداث الواقعية التي تمثلت في إحجام بعض الزملاء عن استخدام تقنية معينة أو أساليب عمل جديدة، وحين تساله عن السبب يقول : (أنا كذا مرتاح وأموري ماشية). هل يعقل أن أحدهم ممن يحمل الشهادات العليا يرفض إلى اليوم أن يحمل معه هاتفا متنقلا ويكتفي بالثابت، وهل يعقل أن أحد طلاب الدراسات الجامعية في الإعلام يعتذر عن عدم قدرته على إرسال بريد الكتروني ويطلب أن يكون التواصل عبر الفاكس في الوقت الذي نجد فيه طلابا وطالبات في المرحلة المتوسطة يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي بحرفية كاملة بما في ذلك الاستخدام الأمثل لرسائل البريد الإلكتروني؟! هذ العينات وغيرها، وإن كانت قليلة، إلا أنها تعبر بواقعية عن أن التغيير بهدف التطوير في أي قطاع يجب أن يرافقه قناعة تامة من قبل كل طرف معني بالتغيير. كثير من نواحي التغيير في السلوك أو العمل أو التجديد قد يكون السبب في عدم تبنيها هو الخوف من ردة فعل الآخرين وانتقاداتهم. في مثل هده الحالات علينا أن ندرك أن رضا الآخرين غاية لا تدرك، وأن من يرفض أو يعترض على عمل اليوم سيقتنع به مستقبلا حين تثبت له الأيام والتجارب أنه كان غير محق في رفضه. يا مَنْ تتبنون أفكارا جديدة، و يا مَنْ تسعون إلى التحديث والتجديد في أي مجال .. إن الواقع وتجارب الماضي تقول : قناعة الشركاء بأي شيء جزء من نجاحه، ونجاح التغيير، وإن كان نحو الأفضل مرتبط بشكل كبير بمن سيشارك في مسيرة التغيير وبمن تستهدفه هذه المسيرة. علينا أن نكون منفتحين على التغيير وتقبّل كل جديد مفيد، وأن نبدأ بأنفسنا ونبحث في داخلنا عن كل نقص ونسعى لإصلاحه.

مشاركة :