النظام والترتيب والالتزام ، كم هي كلمات مريحه للنفس، ذلك الشعور بالراحه الذي يمتلكك عند سماع كلمة "نظـام" سواء كان مكان منظم أو شخص منظم ، نشعر بالسعاده حينما نتواجد فى ذلك المكان أو نتعامل مع ذلك الشخص، وتلك السعاده هي لمحه بسيطه مما يشعُر به من يتمتع بالنظام فى حياته.الحياه المنظمه قد لا تحتاج الكثير من الجهد بقدر ما تحتاج إلي وعي من العقل بتلك الطرق التي تجلب النظام ، فربما قد تكون أدوات بسيطه جدًا ولكنها تصنع تأثيرًا عظيمًا في النظام، فكم هو جيد لك أن تتمتع بذلك الوعي والفكر الذي يُمكنك من إستخدام أمور بيسطه لصنع نظام يجلب لك الهدوء والسعاده والراحه. قمت منذ عدة أيام بإعادة ترتيب مكتبي وغرفتي الخاصه وإنتقاء ما أنا في إحتياج إليه والإستغناء عن ما قد أصبح غير مناسب أو ضروري، ولما نظرت إلي النظام الذي لم يُكلفني سوي القليل من الفكر ثم القليل أيضًا من الوقت، شعرت حينها ببهجة وراحه قد تسللت بداخل نفسي. ان هذا بالضبط ما يفعله النظام بداخل كل منا.قيمة وأهمية النظام في حياتنا: • النظام يجعلك أقرب إلي الصواب في إتخاذ قراراتك وذلك لأن النظام يجلب راحه للجسد ويجعل العقل في حاله دائمه من الإسترخاء والصفاء الذهني وهو ما يجعل العقل يعمل بأفضل كفاءه ممكنه ، أما الحياه العشوائيه والفوضي فيرتبطان بإصدار الكثير من السلوكيات والأفعال الخطـأ.• النظام يقوي الذاكره ، فعندما تريد أن تتذكر شيئًا ما فإن ساد المكان والعقل النظام فحينها يتم تخزين المعلومات بطريقه أكثر سهوله بحيث يمكن إسترجاعها في أي وقت تشاء ، أما الفوضي فتتسبب في الكثير من النسيان.• الشخص المنظم يعيش الحياه متمتعًا بجمالها ، تسكُن بداخله الراحه ويستقر الهدوء حيث يجد مكانًا له، فمن عاش بالنظام في الحياه حقق الكثير من رغباته فيها، لأن حياته مُرتبه يُتقن التعامل معها فيحصل علي ما يريد ، أما عن قلة النظام والعشوائيه فقد قالوا قديمًا في الأمثال عنها ان القليل من الإهمال قد يولد الكثير من الأذي في الحياه فندفع حينها الثمن غاليًا.العمر أقصر من أننا نُضيعه هباءً فى الفوضي ، ولأننا لن نشعر بالقيمه الرائعه للنظام إلا بعد أن نري أثر فوائده العظيمه في حياتنا، فإليك الأن عدة خطوات عمليه لكي تُصبح شخص منظم وتَجني المزيد من السعاده والراحه في حياتك.• إبدأ أولًا بتنظيم أدواتك واغراضك الشخصيه وتخلص من فوضي غرفة معيشتك ومنزلك.• حاول أن تبتعد قدر الإمكان فى البدايه عن كل مسبب للفوضي في حياتك سواء كان ذلك مكان أو صديق مثلًا إلي حين أن تحصن نفسك لتُصبح قادر على التعامل معها والتدخل لعلاج بعض الأمور منها ولكن ليس حسنًا أن يكون ذلك من البدايه حتي لا تتأثر بها أنت ، ثم قم بكتابة قائمه بالأشياء التي تري أنها بحاجه إلي التدخل منك.• إبحث وإقرأ وتعلم المزيد عن النظام فما ينشغل به العقل كثيرًا يُصبح جزء أصيل من سلوكنا الشخصي.• المعرفه وحدها لا تكفي ، وتلك هي مشكلة معظمنا ، إجبر نفسك وإنتصر عليها لأن النفس البشريه تنجذب إلي الكسل وإلي منطقة الراحه. وتذكر أن بعد تكرار السلوك وتحقيق المزيد من النظام ستحصل بالتبعيه علي مزيد من السعاده والراحه فى حياتك ، فهنيئًا لك أيها المنظم.