عيادات التجميل... الضمير الديني وأخلاقيات المهنة!

  • 10/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت عيادات التجميل في عالمنا العربي والإسلامي محطة مهمة في حياة كثير من النساء، حيث الهوس بالجمال الشكلي الذي يتغلغل في سلسلة من العمليات البسيطة والمعقدة التي تُغيّر خلقة الله عزّ وجل، فلم يكن هناك تشوّه ولاعيب خلقي تعاني منه تلك السيدات الطارقات لأبواب عيادة التجميل، ولكنه الخلل النفسي الذي تعانين منه، وحالة الهوس بالجمال الشكلي اللاتي غرقن فيها كي تكون كل واحدة منهن حديث الناس بجمالها الموهوم الذي صنعه مشرط جراح، ومواد كيميائية، وأموال لم تستثمر في مسارات الخير الإنساني، وقد يكون السبب وراء التجميل جذب الرجال لهن. الغريب في الأمر أن الفتيات الصغيرات في سن المراهقة، هن أيضا بدأن يتطلعن لتغيير ملامحهن! وبدأت العيادات تفقد زمام السيطرة على حالات الجشع المادي للقائمين عليها، فلا يؤثر فيهم موضوع تعريض حياة هؤلاء النساء للخطر، ولا تتحرك فيهم القيم الدينية والأخلاقية! وهكذا فقدت مهنة الطب كيانها الإنساني ورونقها وأخلاقياتها، ومات الخوف من الله عزّ وجل في نفوس الطرفين (المُجَمِّل والمُجَمَّل) إن جاز لنا التعبير، وغاب الضمير الديني الذي ينبض بالايمان في نفوس هؤلاء النساء بجمال خلقة الله عزّ وجل، وأصبح التجميل مسرحا جاذبا لكل الفتيات بكل مطالبهن الغريبة للجمال الفائق واللافت للنظر، وهنا بدأنا نعيش حالات السقوط الأخلاقي، وحالات تلاشي القيم الإسلامية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي تترفع عن الهبوط في مطب هذا المستنقع المادي للأطباء الذين حولوا مهنة الطب إلى مهنة التاجر بنفسيات النساء وأشكالهن الجسدية، فطبيب التجميل يعطي النساء في عيادته قائمة طويلة من الأحلام الوردية، والمؤسف أن نسبة كبيرة من فتيات عالمنا العربي أصبحن يحملن الملامح نفسها ! فلا نكاد نرى فروقات كبيرة بينهن بعد عمليات التجميل! ومما لاشك فيه أننا أمام مثلث مهم محاوره... أولاً: المرأة التي تعيش حالة نفسية معقدة، ترفض فيها شكلها، وتحتاج إلى لفت الانتباه بهذا التزييف، ثانيا: الرجل الذي يجري وراء شهواته للحصول على امرأة مزيفة الشكل ترضي نزواته الهابطة... امرأة مصنوعة بمصنع عيادات تجميل عبثت بخلقتها الطبيعية الربانية، ثالثا: جراح التجميل الذي يزيّف خلقة الله عزّ وجل للتكسب المادي، ويشارك في صنع هذه الجريمة البشعة، فهو يعرف تماما أن تلك السيدة التي تأتيه لتعبث بملامح وجهها، وربما أعضاء جسدها الأخرى، ما كان فيها عيب خلقي قد يتسبب لها بعقدة نفسية، ولكنه أصبح «الطبيب التاجر» الذي باع ضميره الديني، وداس بأقدامه على ملف أخلاقيات مهنته الإنسانية، وعاش غارقا في هوس جمع المال. وهكذا أصبحت عيادات التجميل تطبيباً مزيفاً وغشاً تجارياً يُغيِّب الدين، ويعبث بخلق الله عزّ وجل، ويسحق أخلاقيات المهنة، وما نرى تلك العيادات سوى شركات تجارية تتبرأ منها مهنة الطب، هذا ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي نساء عالمنا العربي والإسلامي، فينظرن لما هو أعمق، فليس كل ما يلمع ذهبا كما يُقال، ففي الداخل صورة أخرى قد تكون أكثر جمالاً. وفي محيطنا المحلي الكويتي الذي انتشرت فيه أيضاً هذه العيادات نقول: نتمنى من وزارة الصحة والجمعية الطبية الكويتية أن تقف وقفة جادة، وأن تلتفت لهذه الظاهرة العابثة بمهنة الطب، وأن تُقدِّر حجم المخاطر التي يمارسها هؤلاء المتاجرون من الأطباء بنفسيات وأرواح الناس، فقد سفهوا إنسانية مهنة الطب، بتحويل عياداتهم إلى متاجرتبيع سلعاً رخيصة.

مشاركة :