أن تكون نموذجاً مشرفاً يُحتفى به ومبدعاً يشار إليه بالبنان، وتشق طريقك نحو النجاح رغم ما قد يعيقك من العقبات الصعبة التي تعتريه، ثم لا تيأس وتصل لمبتغاك، فتلك الهمم التي لا ترضى بما دون القمم، كما حدث مع الشاب تركي وعلان الذي حصل على درجة البكالوريوس من إحدى الجامعات السعودية وظل عاطلا لمدة ست سنوات، لكنه لم ييأس وأراد أن ينطلق من نقطة جديدة في حياته. فاستعرض الأفكار والمشاريع الممكنة والتي يراها مناسبة وفي النهاية استقر به الأمر على فكرة مشروع عربة لبيع الحلويات، ولكن كأي شاب عصامي كانت أمامه عقبات كثيرة أولها وأهمها عدم وجود الدعم المادي، ولكنه تغلب على هذه العقبة الصعبة، حيث استطاع توفير مبلغ بقيمة 270,000 ريال عن طريق الإقتراض من بنك التسليف وبنك الراجحي وكذلك من الأهل، ثم بدأ بتطبيق هذا المشروع على أرض الواقع وبعد سعي حثيث دام لمدة أربعة أشهر، اكتملت عربة بيع الحلويات التي أسماها Wanka dessert، وأصبحت جاهزة تماما وتمكن من إنهاء الإجراءات القانونية التي تلزم لبداية هذا المشروع، ولكن بعد هذا كله لم يستطع أن يبدأ بيع الحلويات في العربة لأنه كان متخوف من عدم إقبال الناس عليه فأراد أن يعمل تجربة ليرى مدى إقبال الناس من عدمه، فأصبح يعرض منتجاته التي يصنعها في المنزل بمساعدة أهله في إحدى الحدائق في أبها، فحدث الأمر الذي كان يرجوه فقد كان إقبال الناس عليه ملحوظا ومحفزاً، ومن ذلك الحين بدأ العمل من داخل العربة. وبعد توفيق الله ومع تزايد الطلب والإستهلاك، خطرت له فكرة إضافة أصناف جديدة على قائمة الطعام، وبالفعل طبقها وأصبح الطلب يتزايد والناس تتهافت، ورغم بعض العوائق التي تعرض لها كانقطاع الكهرباء والأعطال التي تصيب الأجهزة داخل العربة إلا أنه تجاوز كل العوائق بنجاح، ومع اقتراب العطلة الصيفية، كانت الطلبات تتزايد أضعاف ما سبق، وكذلك الأرباح، وأصبح التطوير أمراً ضروريا، وبعد سبعة أشهر من النجاح المتواصل والمبهر افتتح الفرع الثاني بإدارة إخوته وخلال فترة أقل من الفترة السابقة التي سبقت تجهيز العربة وإعدادها، فعامل الخبرة جعله يجهز العربة الثانية خلال أسبوعين فقط، وكان في كل يوم يسجل معدل أرباح أعلى. ومما نستشهد به على إبداع هذا الشاب ونجاحه وإخلاصه، أنه لم يقبل أن يشغل عمالة أجنبية، بل اعتمد على أيدي عاملة سعودية فقط وهذا جوهر رؤية 2030، وزيارة أمين عام منطقة عسير له الدكتور وليد الحميدي خلال فترة عمله داخل العربة مرتين، ليشكره على هذا العمل والاجتهاد المشرف الذي يستحق أن يُشاد به، وأيضاً رسالة شكر من تطبيق مرسول الذي يختص بتوصيل الطلبات لأنه يعتبر أكثر متجر نشط في المنطقة الجنوبية، وإضافة على ذلك أنه تم تقديم الدعوات له من أكثر من إيفنت في منطقة عسير، إيفنت جادة وملتقى بيبان عسير. ومن أكبر مؤشرات نجاح هذا المشروع، أن معدل أرباح هذا المشروع خلال سنة كاملة بلغ المليون ريال، والآن هو في صدد افتتاح الفرع الثالث قريبًا، وخلال الأسابيع القادمة سيتم تسجيل هذا المشروع كعلامة تجارية مسجلة. ما يجب أن يتعلمه الشاب الطموح من هذا المثال الناجح، هو أن لا ييأس ويقوم بصنع الفرص بنفسه ولا ينتظر من يأتيه ليقدم له فرص النجاح على طبق من ذهب، وأن لا تعيقه العقبات مهما كانت صعبة وعسيرة، وأن لا يرضى إلا بالقمة مهما كان الثمن.
مشاركة :