تناولت صحف ألمانية عدة زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى إسرائيل. وتصدر ملف القضية الفلسطينية وتأثيره على العلاقات الألمانية ـ الإسرائيلية واجهة تعليقات الصحف، التي كانت لها آراء متباينة حول الزيارة. خلقت زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لإسرائيل الكثير من الجدل في الصحف الألمانية، التي تساءل البعض منها عما إذا كانت تلك الزيارة كافية للدخول في مرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين، وذلك في ظل وجود ملفات خلافية بين المستشارة ميركل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبرزها ملف القضية الفلسطينية وإيران الإيراني. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية عن ازدياد أهمية العلاقات الألمانية ـ الإسرائيلية في ظل ما تشهده ألمانيا من جدل حول انتشار معاداة السامية: "لا تزال ألمانيا تحظى بمراقبة خاصة من قبل إسرائيل، سيما الآن بعد أن تزايد عدد الجرائم والهجمات المعادية للسامية بشكل مثير للقلق. إشارة ميركل إلى جرائم المحرقة، واعتبارها "التزاما دائما" من قبل ألمانيا تجاه إسرائيل، ووجود مفوض خاص الآن بمكافحة معاداة السامية يمكن أن يكون دليلاً على براغماتية المستشارة. غير أن ذلك لن يحد من المخاوف، التي تلك تسببها الهجمات بالنسبة لليهود في ألمانيا وكذلك في إسرائيل". أما صحيفة "ألغماينه تسايتونغ" من ماينز، فقد سلطت الضوء على تعليق السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة على سياسية ميركل تجاه اسرائيل وملف القضية الفلسطينية: "السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، رون بروسور، كتب أن ميركل تختبئ من خلال سياستها تجاه إسرائيل وراء "الإجماع الأوروبي". وتتابع الصحيفة الألمانية: "كلامه ليس خطأ تماماً. وهذا لا يعني أن توافق ميركل على كافة المواقف لحكومة نتانياهو، التي تضم اليمين وحتى اليمين المتشدد. وهذا ما ينطبق على حالة قرية الخان الأحمر في الضفة الغربية، التي أخلاها الجيش الإسرائيلي من سكانها وأنشأ المستوطنات الإسرائيلية مكانها. قرية الخان الأحمر هي مكان مهم استراتيجيا للفلسطينيين. وإذا كان حل الدولتين باقيا كهدف للجانبين، فلا يجب أن تكون القرية فارغة. ومن الجيد أن ميركل بقيت صامدة في هذا الملف". من جانبها عقلت صحيفة "فلينسبورغر تاغبلات" على عودة المشاورات الحكومية بين إسرائيل وألمانيا، فكتبت تقول: "محطات السفر كانت معروفة، لكن المسافرين جدد: بمعية مجلس وزراء جديد أحيت المستشارة الاتحادية المشاورات الحكومية بين إسرائيل وألمانيا. وكانت الرسالة الرئيسية لهذه المحادثات الحكومية هي انتهاء فترة سوء الفهم وانعدام الحوار. لا يوجد مكان في الشرق الأوسط يُفهم فيه الألمان أفضل من إسرائيل". في المقابل تحدثت صحيفة "راين تسايتونغ" التي تصدر في مدينة كوبلنز الألمانية، عن أزمة في الصداقة الألمانيةـ الإسرائيلية: "الصداقة الألمانية ـ الإسرائيلية في أزمة. على مدى عقود من الزمن، كان الغرب يسير على طريق جيد من خلال الوعد، الذي قطعه قبل قرن لكلا الجانبين بأن يترجم إلى حل الدولتين المعقول. لكن مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، تفكك الضغط البناء للغرب على الملف بشكل نهائي. وهذا يشجع إسرائيل على خلق حقائق أكثر، بجانب الـ600 ألف مستوطن يهودي في الأراضي المحتلة، ما يجعل الحل أكثر صعوبة. وهذا يُفقد العلاقات الألمانية – الإسرائيلية زخمها". صحيفة "زودفيست بريسه" الصادرة في أولم تناولت موضوع التعاون الاقتصادي بين إسرائيل وألمانيا، وكتبت: " هناك تقارب في مجالات براغماتية، منها الاقتصاد والتكنولوجيا المتطورة. ويجني الجانبان فوائد من التعاون المكثف. لكن المصلحة الخاصة لا تحرك برلين نحو خسارة الطرف الثالث: الفلسطينيون. هم أيضا بحاجة إلى شركاء". صحيفة "راينبفالتس" التي تصدر في مدينة لودفيغسهافن، كتبت عن العلاقات الألمانية ـ الإسرائيلية وتأثير ملف إيران عليها: "الحكومة الإسرائيلية أجَّلت تدمير قرية خان الأحمر البدوية، شرقي القدس. وهي تنتظر ما ستقوله برلين عندما يحدث ذلك. ولم يلاحظ انخفاض في حدة الرفض الألماني للمستوطنات، بل تحول إلى لهجة أخرى. حيث تحدثت ميركل فقط عن خلافات في الرأي (...) ولكن السؤال إن كان هذا كافياً للتحدث عن "مرحلة جديدة للعلاقات" ؟. ويجوز لنتانياهو أن يكون متساهلاً في قضية إيران، لأنه يعلم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقف وراءه. ترامب الذي يتبع المسار الصعب الذي يريده نتانياهو. لكن دور برلين هنا يبقى ثانوياً". أما صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" فكتبت عن التعامل مع إيران قائلة: "لا يمكن لوم رئيس إسرائيل، روفن ريفلين، على الضغط على المستشارة أنغيلا ميركل من خلال دعوة ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى الموافقة على فرض عقوبات جديدة على طهران. (...) على الرغم من التهديد، فإنه من الصحيح أيضاً دفاع الجمهورية الاتحادية ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى عن الاتفاقية النووية مع إيران ضد مقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل. وما تزال طهران تلتزم بالاتفاق. ومن يريد تحقيق المزيد، ومن يريد التغلب على نفوذ طهران في المنطقة، يجب عليه من جديد التفاوض مع الملالي، بدلاً من إنهاء التفاوض من جانب واحد ، كما فعلت إدارة ترامب. بهذه الطريقة لا يمكن حل النزاعات". إ.م
مشاركة :