القاهرة - في الوقت الذي بدأت القضية الفلسطينية تسترجع قدرا من مكانتها العربية وهو ما تُرجم في قمة “الظهران”، تواجه مصر أزمة معقدة بتمسّك فتح وحماس في السير بعيدا عن المصالحة، فالأولى تركّز جهودها على عقد المجلس الوطني في موعده، والثانية تراهن على كسب الوقت كسلطة أمر واقع. وقال مصدر مصري، لـ”العرب”، “القاهرة تدرك أنّ تقريب وجهات النظر بينهما أصبح مهمة صعبة، لكنها متمسّكة بذلك”. ووصل وفد من حماس إلى القاهرة، الثلاثاء، برئاسة صلاح العاروري نائب رئيس الحركة، ويضم موسى أبومرزوق وخليل الحية وحسام بدران، للقاء مسؤولين مصريين. وحسب مصادر لـ”العرب”، فإن وفدَي فتح وحماس لن يلتقيا خلال وجودهما بالقاهرة، وسيعقد مسؤولو جهاز المخابرات جلسات منفصلة معهما. ويتزامن وجود وفد حماس في القاهرة مع عقد سلسلة مشاورات بين ممثلين عن حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بشأن انعقاد المجلس الوطني المقرر نهاية أبريل، والذي ترفض حماس والجهاد والجبهتان الديمقراطية والشعبية المشاركة فيه. وتبدو حماس متمسكة بموقفها الرافض لتسليم الحكومة مهامها في غزة بشروط عباس، وأخذت تصريحاتها منحنى تصعيديا بتهديدها بعودة عمل اللجنة الإدارية بالقطاع التي كانت قررت حلها عقب اتفاق المصالحة مع فتح بالقاهرة في أكتوبر. ويرى مراقبون أن تهديد حماس باستئناف عمل اللجة الإدارية في غزة قبيل بدء مشاورات وفدها مع مسؤولين مصريين، يحمل رسالة تمرد على مهلة الـ60 يوما التي حددها أبومازن لتمكين الحكومة في القطاع قبل الشروع في اتخاذ إجراءات عقابية جديدة حيال غزة. وفي مسار مغاير، تسعى حركة فتح إلى إغراء الجبهة الشعبية بالمشاركة في المجلس الوطني والابتعاد عن صف حماس مقابل رفع العقوبات المالية التي فرضتها السلطة عليها. وتصطدم هذه المساعي مع اعتراضات الجبهة والبعض من الفصائل على تغيير أسماء أكثر من 100 عضو معارضين للرئيس محمود عباس داخل المجلس الوطني، وطريقة اختيار بدلاء لهم بالتعيين المباشر، والتمسك بعقد المؤتمر دون وفاق وطني. وفي حال فشل وفد فتح بالقاهرة، إقناع الجبهة الشعبية بالمشاركة في المجلس الوطني، فالمحاولة الأخيرة سوف تكون باتجاه الجبهة الديمقراطية، حيث يلتقي عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح مع نايف حواتمة أمين عام الجبهة في العاصمة الأردنية عمّان، للتأكيد على المشاركة. وتدرك حماس أن رفض الجبهتين، المشاركة في المجلس الوطني، يضع سلطة عباس في مأزق. ويرى مراقبون أن قرار حماس بتخصيص مليون دولار لنحو 200 أسرة في غزة، رسالة إلى السلطة بأن عقوباتها الاقتصادية ليست ذات جدوى. وتوقّع هؤلاء، أن تكون قطر وتركيا وإيران وراء إنقاذ حماس من حصارها الاقتصادي. ورأى بركات الفرا سفير فلسطين السابق لدى مصر لـ”العرب”، أنه طالما استمر الدعم من الدول الثلاث لحماس، فمهمة القاهرة للضغط على الحركة والقبول بالمصالحة تظل صعبة.
مشاركة :