تراشق كلامي بين المسيحيين في لبنان يقلل من التفاؤل بشأن تشكيل الحكومة

  • 10/6/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – الوكالات: اصطدمت أحزب سياسية مسيحية بارزة في لبنان امس حول كيفية تقاسم السلطة في حكومة وحدة وطنية جديدة، ما يلقي بظلال من الشك حول توقعات رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بأنه سيتم الاتفاق على تشكيل الحكومة قريبا. وبعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات البرلمانية لم يكن هناك أي اشارة إلى التنازلات التي يسعى إليها الحريري للسماح بتشكيل حكومة قادرة على وضع الإصلاحات الاقتصادية التي تحتاج إليها البلاد. ويحذر السياسيون من أن لبنان يواجه أزمة اقتصادية. كان الحريري قد قال يوم الخميس ان الحكومة الجديدة ستتشكل خلال أسبوع أو عشرة أيام لأن اقتصاد البلاد لا يمكنه تحمل مزيد من التأخير. ودعا جميع الاطراف إلى تقديم تنازلات. لكن لم يكن هناك أي دلالة على وجود حل وسط امس من حزبين مسيحيين بارزين هما التيار الوطني الحر المتحالف مع جماعة «حزب الله» وحزب القوات اللبنانية المناهض لـ«حزب الله». وينظر إلى تنافسهما على أنه العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق. وفي مؤتمر صحفي قال وزير الخارجية وزعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل انه يريد الاسراع بتشكيل الحكومة قبل أن يعيد تأكيد تمسكه بمعايير موحدة لتشكيل الحكومة وهو ما يتعارض مع مطالب حزب القوات. وقال باسيل انه ينبغي حصول كتلة التيار الوطني الحر على ست حقائب في الحكومة المؤلفة من 30 وزيرا. وأصر باسيل على المطالبة بحصة وزارية مؤلفة من خمسة وزراء للرئيس ميشال عون مؤسس التيار الوطني الحر ووالد زوجته. واستشهد بنتيجة الانتخابات الأخيرة قائلا ان حزب القوات اللبنانية يجب أن يحصل على ثلاثة وزراء. وفي بيان شديد اللهجة رد حزب القوات اللبنانية على باسيل قائلا: «ليس هو من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية». ويقول حزب القوات اللبنانية ان نتيجة الانتخابات تؤهله للحصول على ثلث التمثيل المسيحي في الحكومة. وأسفرت الانتخابات التي جرت في مايو الماضي عن مضاعفة عدد مقاعد حزب القوات اللبنانية تقريبا إلى 15 مقعدا من مقاعد البرلمان المؤلف من 128 مقعدا. ويشكل التيار الوطني الحر وحلفاؤه كتلة من 29 نائبا. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك «بصيص أمل» كما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع قال باسيل: «أنا لا أحب أن أعمل للناس تفاؤلا مفتعلا وكل مرة نوهمهم بإيجابية لأن بيصير الإحباط أكبر». وتعكس المنافسة تناحرا دام عقودا من الزمن بين عون وزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع العدوين خلال الحرب الاهلية التي دارت بين عام 1975 و1990. ووفقا لنظام تقاسم السلطة السياسي في لبنان فإن المقاعد الحكومية تتوزع بين الطوائف. وأفرزت الانتخابات التي جرت في السادس من مايو برلمانا مائلا لصالح «حزب الله» وحلفائه الذين فازوا بأكثر من 70 مقعدا. وبالإضافة إلى ما يسمى «العقدة المسيحية» في تشكيل الحكومة فإن هناك توترا حول التمثيل الدرزي أيضا. ويطالب وليد جنبلاط بالمقاعد الدرزية الثلاثة المخصصة لطائفته فيما يطالب عون بأن يتمثل حليفه وحليف «حزب الله» أيضا طلال أرسلان.

مشاركة :