بيروت ـــ أنديرا مطر ــ انتقال الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى الرياض، للمشاركة في المؤتمر الاستثماري جمّد مؤقتا حركة الاتصالات التي نشطت خلال السبوع الفائت، وتركّزت على ايجاد مخرج لتمثيل حزب «القوات اللبنانية» الذي يعتبره الحريري العقبة الأخيرة في مسار التأليف، في وقت يتمسّك «حزب الله» وحلفاؤه بتمثيل النواب السّنة المعارضين لتيار المستقبل في الحكومة. اما عودة الدينامية الى ملف التشكيل الذي دخل يومه الـ154، فتنتظر عودة الحريري من الرياض التي استقبله فيها أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بقصر اليمامة، وعُرِضت العلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث في المنطقة. وفي حين صدرت إشارة تفاؤل من بعبدا، حيث نُقل عن رئيس الجمهورية إصراره على الاحتفال بذكرى انتخابه الثانية مع حكومة مكتملة الاوصاف. يعقد غلاة التفاؤل الرهان على ان عودة الحريري من الرياض اليوم والجواب الذي سيبلغه إلى القوات سيزيلان الضبابية التي تغلف ما تبقّى من مصير العقد، في حين قالت مصادر حزب «القوات» انها لم تتلقّ بعد اجابات واضحة حول اقتراحاتها البديلة عن حقيبة العدل. وموجات التفاؤل لم تتبدّد في تصريحات نواب التيار الوطني الحر، فـ«قرار التشكيل اتُّخذ والايام المعدودة التي تفصلنا عنها انما هي لتحسين شروط بعض القوى»، في المقابل، ترى بعض الاوساط أن المسائل أعقد ممّا تبدو، وان ملف التأليف، قد يُرحّل الى مطلع السنة المقبلة. وكان الحريري أقرب الى المتفائلين؛ اذ ألمح في اجتماع كتلة المستقبل مساء الثلاثاء الى أن هذا الاجتماع قد يكون الأخير برئاسته، لأنه متى تشكّلت الحكومة فسوف تترأس اجتماعات الكتلة النائبة بهية الحريري. في المقابل، عكست أجواء رئاسة الجمهورية مراوحة في الاشارة إلى ان عقدة «القوات» كما عقدة تمثيل السنة «المستقلين» لم تعالجا، وان المسألة هي لدى الحريري. وأشارت مصادر قصر بعبدا الى أنه لم يعد لدى رئيس الجمهورية ما يقدمه، ولن يتنازل عن حقيبة «العدل». وقد يكون إرجاء لقاء وزير الاعلام ملحم رياشي مع رئيس الجمهورية ــــ والذي كان مقررا ظهر أمس، بسبب «موعد طارئ لدى عون» ــــ دليلا على تأزُّم الأمور بين عون والقوات اللبنانية هذه المرة، بعدما كانت «القوات» تحاول تحييد الرئيس في كل تصعيد او توتُّر مع التيار الحر. اما في ما يتعلق بعقدة تمثيل السنّة من خارج عباءة تيار المستقبل، فقد أكد امس اللقاء التشاوري الذي يضم النواب المعارضين «ان تمثيله في هذه الحكومة هو أمر بديهي لا يحتاج منّة من أحد ولا يخضع لمساومات او تسويات». بري وناقوس الخطر من جانبه، أعاد رئيس المجلس النيابي، الذي رفع الصوت قبل يومين، التأكيد على ان الوضع الاقتصادي ينذر بكارثة ستقع في غضون أسابيع، لا أشهُر، إن لم تتألف الحكومة ولم تأت الأموال التي وُعد بها لبنان في مؤتمر «سيدر». ونقل النائب علي بزي عن بري قوله: «أمامنا 48 ساعة فاصلة وستشكل الحكومة وإن شاء الله خير»، مشدّدا على أن تأليفَ الحكومة مهمٌّ، إلا أن تآلفها في ما بعد أكثر أهمية. ولفت بزي الى ان «البيان الوزاري شبه جاهز، وفي حال شُكّلت الحكومة فستُعقد جلسة منح ثقة تعقبها جلسة تشريعية». في الاثناء عادت الهيئات الاقتصادية للتلويح بتحرّكات ميدانية تشمل الاعتصامات والإضرابات العامة، في حال انقضى الشهر الجاري، ولم تتشكل الحكومة العتيدة. وفي إطار متصل، تناول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، حراجة الوضع الاقتصادي، في سلسلة تغريدات له على «تويتر»، معلنا انه سيتقدّم ببعض المقترحات، «كي تكون اساس العمل للحكومة المقبلة». في المقابل، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى أن «الليرة اللبنانية مستقرة، وسعرها ثابت تجاه الدولار، وانه اتخذ قرارات مهمة، تتعلق بالمحافظة على الاقتصاد الوطني.
مشاركة :