صنعاء: «الخليج» حول الحوثيون العاصمة اليمنية صنعاء إلى ثكنة عسكرية وساحة قمع، نهار أمس، للحيلولة دون انتشار مظاهرات منددة بالوضع المعيشي الصعب الذي بات يعيشه اليمنيون، منذ انقلابهم على الشرعية منذ أكثر من أربع سنوات، فيما تصاعد السخط الشعبي ضد الانقلابيين، الذي بات سلوكهم ونهجهم اليومي يتسم بالوحشية والقمع، تجاه أي تحرك وحتى ولو كان سلميا، ما عكس حالة الرعب والخوف من «ثورة الجياع»، التي قابل هؤلاء، بوادر تصاعدها في صنعاء بقمع غير معهود طال النساء والفتيات وطلاب الجامعة.واختطفت ميليشيات الحوثي أكثر من 50 طالبا وطالبة بجامعة صنعاء مع بوادر تحرك كبير لتسيير مظاهرات استجابة لنداءات شعبية تدعو لثورة جياع، اجتاحت وسائل التواصل منذ أيام، تنديداً بارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية واستمرار حالة الانتهاكات القاسية لحقوق الإنسان في البلاد. واقتحمت ميليشيات الحوثي، صباح أمس، جامعة صنعاء واقتادت الطلبة إلى أماكن مجهولة بعد الاعتداء عليهم ومصادرة هواتفهم وبعض متعلقاتهم الشخصية، فيما كانت الميليشيات قد ادخلت مسلحين من عناصر الميليشيات وما يعرفن ب«الزينبيات» التابعات للميليشيات لاختطاف الطلبة والطالبات بعد الاعتداء عليهم بالضرب والصعق الكهربائي ضد الطالبات من قبل «الزينبيات». وأفاد شاهد عيان ل«الخليج» بأن عدد النساء المختطفات بلغ أكثر من 15، عُرف منهن رحاب الأغبري وأسماء الأكوع وياسمين سعد وخلود الرحبي وفاتن الضيفي وياسمين المراني وبلقيس العدين ورؤى الجايفي، في حين استبقت الميليشيات ذلك باعتقال ناشطين في صنعاء، مضيفا انه تم اقتياد عدد من النساء المختطفات إلى قسم شرطة «الجديري» في صنعاء. وكانت ميليشيات الحوثي نشرت مسلحيها وعرباتها المسلحة في أنحاء العاصمة وأغلقت ميدان التحرير في العاصمة وسيرت مسلحيها جماعات وفرادى لمنع أي تحرك شعبي، فيما كانت قد أغلقت مداخل صنعاء وضيقت الدخول الدخول إليها.وعلمت «الخليج» أن ميليشيات الحوثي استقدمت مسلحين يتبعونها من خارج صنعاء، وتحديدا من محافظات عمران وحجة وصعدة ونشروهم في أنحاء العاصمة، فيما أكد شهود عيان انتشار عربات الشرطة التي تديرها الميليشيات في شوارع رئيسية مثل شارع هائل والدائري والزبيري وحي الجامعة ودوارات رئيسية في صنعاء. من جانبها استنكرت «رابطة أمهات المختطفين» بأشد العبارات اختطاف ميليشيات الحوثي الانقلابية لعدد من النساء المحتجات على تدهور الأوضاع المعيشية بصنعاء. وقالت الرابطة في بيان لها «مثل هذه الجرائم تعتبر جديدة وخارجة عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع اليمني المحافظ.. فهذه الانتهاكات غير المسبوقة في مجتمعنا اليمني والذي يعلي مكانة المرأة، ويجرم الاعتداء عليها أو المساس بها، فكيف باختطافها وإدخالها أقسام الشرطة والسجون دون اعتبار لأي قيم مجتمعية أو أخلاقية أو إنسانية». واعتبرت الرابطة استمرار ميليشيات الحوثي في ارتكابها هذه الانتهاكات الممنهجة في ظل صمت اليمنيين سيظل وصمة عار على جبين الإنسانية، ولن يغفر لهم الزمان.. مطالبة بسرعة إطلاق سراح جميع المختطفات دون قيد أو شرط، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات وتقديمهم للعدالة.