قال المدير الإقليمي السابق لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للشرق الأدنى، الدكتور سعد بن عايض العتيبي؛ إن هنالك ما يقارب 20 مليون شخص يمني في حاجة إلى المساعدات الغذائية وفقاً للأمم المتحدة. وأضاف العتيبي؛ في حديثه لـ "سبق"، أن الدول المعنية مثل المملكة والولايات المتحدة والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة قدّمت في عام 2018 إعانات غذائية وطبية وإيواءً، بإجمالي أكثر من 4 مليارات، وهذا الرقم في تزايد ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع في العام الحالي، لكن المشكلة في هيمنة الجماعة الانقلابية التابعة لإيران على هذه المساعدات. ولفت إلى أن جماعة الحوثي المتمردة تقوم بتحويل هذه المساعدات للبيع في الأسواق مما سبّب أزمة كبيرة لمعظم الشعب اليمني، خاصة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازمٍ لانتهاكات الميليشيا الانقلابية، فتعليق المساعدات أو إيقافها في المناطق المسيطر عليها من قِبل ميليشيا الحوثي حتما سيضع ميليشيا الحوثي في مواجهة مع ثورة الجياع. وأضاف العتيبي؛ أن مشكلة المساعدات المفقودة والمسروقة التي أسهمت إلى حد كبير في هذه الأزمة شائعة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، واتضح ذلك من خلال إعلان برنامج الأغذية العالمي، أن منظمة محلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون كانت من بين من قاموا بتحويل المساعدات وبيع الأغذية في الأسواق المفتوحة، كما أكد ذلك وزير التعليم بالوكالة في ميليشيا الحوثيين في الشمال قبل انشقاقه إلى جانب الائتلاف، في تصريح له لوكالة أسوشيتيد برس، بأنه يتم تحويل ما لا يقل عن 15000 من سلال الطعام كل شهر في صنعاء التي كان من المفترض أن توفرها وزارة التعليم للأسر الجائعة بدلاً من ذلك إلى السوق السوداء أو إلى رجال ميليشيا الحوثيين الذين يعملون على الخطوط الأمامية. وأواضح أن اتهام المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابعة للأمم المتحدة للمتمردين الحوثيين أمام جلسة مجلس الأمن الدولي في يوم الإثنين 17 يونيو 2019 كان متوقعاً نظراً لوجود "أدلة جدية" لدى برنامج الأغذية العالمية على أن المساعدات الغذائية تم سلبها وبيعها في الأسواق المفتوحة في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، مما دعا المدير التنفيذي للبرنامج، إلى إعلان البدء بتعليق تدريجي للمساعدات الغذائية التي يتم من خلالها إطعام ما يربو على عشرة ملايين شخص شهرياً في اليمن حيث يعاني نصف السكان انعدام الأمن الغذائي واقتصار المساعدات على برامج تغذية للأطفال الذين يعانون سوء التغذية، والنساء الحوامل والأمهات الجدد، وجاء هذا التعليق بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير مخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وأدان مجلس الأمن الدولي في بيان له "اختلاس الحوثيين المساعدات الإنسانية وكرر دعوته لإدخال الإمدادات التجارية والإنسانية وأعمال الإنقاذ إلى البلاد بسرعة وبأمان ومن دون عقبات". وقال العتيبي؛ إن ميليشيا الحوثي وبحسب تصريحات محمد علي الحوثي؛ رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين، تريد أن تكون المساعدات نقدية وهذا أمر مرفوض فكيف يتم تسليم ميليشيا منشقة الأموال التي ستذهب حتماً لشراء الأسلحة، كما أن اعتراض الحوثيين على تطبيق نظام للقياسات الحيوية- باستخدام مسح القزحية أو رفع بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه- الذي طالب به برنامج الأغذية العالمي لدعم عملية تسليم المساعدات بحجة أنه انتهاك للقانون اليمني يعكس جلياً عدم الشفافية والموثوقية التي اتسمت بها الميليشيا الحوثية، كما أن توجيه الاتهام من قِبل الحوثيين لبرنامج الأغذية العالمي بالفساد وزعمها أنها تملك وثائق وإثباتات ووقائع فساد فهو محض افتراء من واقع ما نعرفه من خلال عملنا بالمنظمات الدولية من الآليات المتبعة في مثل هذه الأعمال التي تتسم بالشفافية والمحاسبية وإذا كانت لديهم وقائع فيجب على ميليشيا الحوثي تقديم ما لديها إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وأبان أن اليمن والشعب اليمني يحظيان برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، واليمن كان ضمن أعلى خمس دول مستفيدة من المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية؛ حيث بلغ ما قدمته المملكة لليمن منذ عام 2015 م حتى يناير 2019 م، أكثر من 13 مليار دولار أمريكي، ويجسّد هذا التزام المملكة تجاه الشعب اليمني وسعيها لدعم الجوانب الإنسانية والاقتصادية بما ينعكس على أمنه واستقراره حيث تبرعت المملكة بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن لعام 2019م، إضافة إلى ما أعلن عنه منذ بداية هذا العام المتمثل في مبادرة "إمداد" لدعم الأمن الغذائي والتغذية في اليمن، كما تم تقديم مليار و130 مليوناً و186 ألف دولار أمريكي مساعدات إلى الزائرين اليمنيين، ومليارين و950 مليون دولار إجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة لليمن، ومليارين و275 مليوناً و718 ألف دولار أمريكي إجمالي المساعدات الحكومية الثنائية، و3 مليارات دولار إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي اليمني، فضلاً عن مليار و659 مليوناً و271 ألف دولار أمريكي قدمت من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة. وتابع العتيبي؛ أنه في ضوء هذا العطاء الذي تسعى من خلاله المنظمات الدولية والدول، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، إلى تحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن، فان المجتمع الدولي مطالب اليوم باتخاذ موقف حازم لانتهاكات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران التي قدّمت أجندة إيران على مصالح اليمن وشعبه، والتي تعترض المساعدات الإنسانية وتقوم بنهبها، فتعليق المساعدات أو إيقافها في المناطق المسيطر عليها من قِبل ميليشيا الحوثي حتماً سيضع ميليشيا الحوثي في مواجهة مع ثورة الجياع.
مشاركة :