الصراحة السعودية توقف تدحرج «كرة الثلج» مع أمريكا

  • 10/7/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعودنا دائمًا أن يتحدث (الكبار) ونحن فقط نستمع.. لكن الشقيقة المملكة العربية السعودية غيَّرت هذه الصورة النمطية عن (العرب).. فحين تتدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للسعودية ترد بحزم على ذلك التدخل الاستفزازي، مثلما حدث مؤخرًا مع (كندا) التي تعاملت مع (الناشطات) السعوديات كقفاز ملاكمة ضد المملكة، وكان رد السعودية قويا جدا، وحدث الأمر نفسه مع (ألمانيا) التي أطلقت تصريحات مغلوطة وخاطئة حول علاقة السعودية بلبنان آنذاك.. واضطرت بعدها (ألمانيا) إلى الاعتذار للسعودية وعادت العلاقات إلى وضعها الطبيعي بين البلدين. لكن هذه المرة جاء رد السعودية حول تصريحات الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) الذي قال (إن المملكة بحاجة إلى حماية أمريكية للاستمرار، وأنها يجب أن تدفع ثمن ذلك)! إذ جاء رد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوكالة (بلومبرغ)، والذي قال فيه: «أنا حقا أحب العمل مع ترامب، ولقد حققنا الكثير في (الشرق الأوسط)، وخصوصا ضد التطرف والآيديولوجيات المتطرفة والإرهاب واختفاء (داعش) في فترة قصيرة جدا في العراق وسوريا.. لكن لن ندفع شيئًا مقابل أمننا.. نعتقد أن جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأمريكية قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية». بالطبع نحن هنا لا ندعو إلى المهاترات السياسية بين المسؤولين في الدول العربية والدول الأجنبية، ولكن الأشقاء في السعودية خلقوا نمطًا سياسيا جديدًا في العلاقات مع الدول الكبرى، هو عدم الاكتفاء بدور المستمع لتصريحات الآخرين، أو التعامل مع السعودية (كجمهورية موز) مثلما قالها وزير الخارجية السعودية (عادل الجبير) في رده على التصريحات الكندية.. وقال لهم قدموا الاعتذار للسعودية وستعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي. هذه الصراحة السياسية ليست (بدعة).. فهي موجودة بين الدول حتى في الزيارات الرسمية.. وقد لاحظنا ذلك في تصريحات (نتنياهو) رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المستشارة الألمانية (ميركل) أثناء زيارتها الأخيرة لإسرائيل حينما اختلفا حول الاتفاق النووي الإيراني.. والسعودية صارت تأخذ بهذا (الخط) الواضح والصريح في العلاقات الدبلوماسية، وخصوصًا مع الدول الكبرى، حتى لا يكون هناك (استصغار) للسعودية أو سوء فهم سياسي تتراكم من بعده المشاكل والأزمات السياسية وتكبر ككرة الثلج بتدحرجها الخاطئ. ونحن مع السعودية قلبًا وقالبًا.

مشاركة :