حافظ الشمري | تناغم الوتر بموسيقات ساحرة من إبداعات الجاز لأسطورته العالمية هيربي هانكوك، وذلك في الحفل الجماهيري الذي احتضنته خشبة مسرح الشيخ جابر العلي الصباح الموسيقية في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثاني «جسور ثقافية» الذي سيتواصل إلى شهر أبريل القادم، وحضر الحفل جمهور غفير يتقدمه السفير الأميركي لورنس سيلفرمان، الذي ألقى كلمة في البداية تؤكد ترسيخ التعاون الثقافي والفني بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأميركية. من بعدها انطلق حفل العازف الموسيقي هانكوك الذي يزور الكويت للمرة الأولى، والذي حلق في سماء الجاز مع فرقته الموسيقية عبر قوالب متنوعة ثرية ثمرة خبرات طويلة، حيث ألهبوا التفاعل وأبهروا الحضور، وأطربوا الأسماع عبر وصلات متتالية من الموسيقات المستمدة من الإرث الفني العريق المعاصر، مصحوبة بأغان خفيفة باحترافية ساحرة من العزف الموسيقي من هانكوك وأعضاء فرقته من العازفين. تناغم موسيقي لم يهدأ هانكوك وفرقته الموسيقية المكونة من عازفين بارعين من الحيوية الفنية التي يمتلكونها، فظلوا طوال فترات الحفل ينثرون رحيق موسيقى الجاز وسط تفاعل وانسجام وإنصات من الحضور، فقاد هانكوك واحدة من أجمل وأمتع الأمسيات الموسيقية في مركز جابر الاحمد الثقافي بكل تمكن وإبداع، فكان ينهل بكل وصلة من الباقات الموسيقية المتناغمة الحديثة لكونه أحد أبرز نجوم الموسيقى الأميركية في القرن العشرين. شخصية مرحة قدم هانكوك مع فرقته من العازفين المحترفين وصلات متنوعة حازت الإعجاب والتفاعل والتصفيق، فكان التناسق والانسجام بين العزف الموسيقي المتواصل الذي أثبت براعة وإبحارا فنيا عبر توليفة بين العزف والغناء والآلات الموسيقية المتنوعة، بل إن هانكوك اتسمت شخصيته بالمرح، فعندما أخذ يتحدث للحضور معرفا بأعضاء فرقته الموسيقية أطلق العنان بروح الدعابة. هانكوك قام بالعزف في الحفل على البيانو والكيبورد، ورافقه فريق من العازفين المحترفين: كل من تيرنس مارتن (ساكسفون وكيبورد)، تريفور لورنس جونيور (طبول)، ماركوس ميلر (باص)، ليونل لوكي (غيتار). وقد سحرت موسيقى الجاز الملايين منذ نشأتها وانتشارها في عشرينات القرن العشرين، وأصبحت واحدة من أشهر الأنواع الموسيقية في العالم، وقد خصصت اليونيسكو يوم الثلاثين من شهر أبريل من كل عام للاحتفال بالجاز، بوصفها الموسيقى التي كسرت الحواجز بين الثقافات والطبقات الاجتماعية وقدمت فرصا للتعايش والتسامح. مسيرة خالدة ويعتبر هيربي هانكوك من أبرز نجوم الموسيقى الأميركية خلال القرن العشرين، بمسيرة فنية خالدة امتدت نحو خمسين عاما وأكثر، ليثبت أنه أيقونة حقيقية للموسيقى الحديثة من خلال تجربته الفنية، التي بيّن من خلالها قدرته على تخطي الحواجز والقوالب الموسيقية الثابتة مع حفاظه على بصمته المميزة، كذلك يمتلك هانكوك رصيدا فنيا حافلا يشمل أكثر من أربعين ألبوما موسيقيا، وأربع عشرة جائزة غرامي، أشهر الجوائز الموسيقية في العالم، وجائزة أوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن موسيقاه لفيلم «حوالي منتصف الليل» عام 1986 الذي شارك فيه ممثلا، وبدأ العزف على البيانو منذ سن مبكرة، وأظهر نبوغا خوله عزف كونشيرتو البيانو لموتسارت بصحبة أوركسترا شيكاغو السيمفوني وعمره احد عشر عاما.