شيماء المرزوقي لم يعد مفهوم تعليم التفكير ومهاراته وطرق التفكير المبدع المبتكر نظرية أو مصطلحاً متداولاً في الأروقة العلمية، بل إنه بات هاجساً تربوياً عند المعلمين والمربين وهو غاية وهدف لدى صانع القرار التعليمي ولجميع واضعي المناهج وطرق التدريس. وفي هذا العصر تحديداً، مطلب كل أم وأب للابن، وطموح كل إنسان إتقان التفكير وكيفية توظيفه ليكون مبدعاً مبتكراً منتجاً متميزاً.ونظراً لأن عملية التفكير الناجح والصحيح تتطلب عدة أسس أو تتطلب عدة قواعد يقوم عليها، ومنها،أو من أهمها، التعليم القوي المتميز الذي يتماشى مع واقع الحياة والعصر الذي نعيشه. وفي اللحظة نفسها لا يمكن أن يقوم التفكير بعملية إبداعية متميزة دون معرفة، والمعرفة بمثابة البحر، فهي أقسام وأنواع متعددة، فقد تكون في جانب ما من جوانب الحياة مثل مهارات العمل والتعامل مع الجمهور أو زملاء الوظيفة، أو قد تكون ذات بعد مالي تجاري اقتصادي أو أنها معرفة تربوية بطرق تربية الأبناء والتعامل معهم أو قد تكون نفسية أو اجتماعية، وقد تكون شاملة لعدة أنواع تأخذ من كل نوع حيزاً أو جزءاً، المهم أن الإنسان لديه قاعدة أو منطلق صحيح لعملية التفكير.لم يعد هناك جدل حول التفكير وأهميته، وهل هو عملية آلية أو يمكن تعليمه، فقد تجاوز العلماء والدارسون مثل هذه التساؤلات، ويجب علينا أن لا نضيّع الوقت في محاولة الحصول على إجابة، لأن المهم النظر في آلية وطريقة التعليم لدينا ومحاولة الخروج من الحالة التقليدية التي تعتمد على الحفظ والتلقين وتخزين المعلومات في ذهن الطالب ليستدعيها عند الاختبارات، بينما يفتقر لمهارة التعامل مع المعلومات سواء من خلال تنمية الحس البحثي أو فهم وظيفة هذه المعلومات وطريقة ترجمتها على حياته من خلال تعاملاته ومساهمته في وضع حلول للقضايا والمواضيع الاجتماعية والوطنية.عندما يتطور الحس التعليمي والفضول المعرفي لدى أطفالنا فإنه تبعاً لهذا ستتطور مقومات ومجالات التفكير وتنمو وتبقى متوهجة. ودون أدنى شك إننا بحاجة في هذا الزمن أكثر من أي وقت مضى للتركيز على تقوية الحضور الذهني لأطفالنا في مختلف جوانب الحياة، وإذا حدث أي تقصير في هذا الجانب من المؤسسة التعليمية فإن هذا لا يعفي الأبوين من دورهما وحضورهما. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :