وهذا هو الوطن | د. إبراهيم عباس

  • 9/22/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أمضيت أكثر سنوات عمري في المملكة.. وأخال إنني سأدفن فيها ويضمني ترابها المبارك.. ومن الطبيعي أن تكون المملكة وطنًا لي إن لم يكن بالجنسية، فبالانتماء وملح الأرض والوفاء.. عشت خلال هذه الفترة الطويلة مراحل المسيرة السعودية منذ انطلاقة أول خطة خمسية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز- يرحمه الله- (1390هـ - 1970م) وما تلاها من مراحل البناء والنهوض والتطوير، وكنت شاهدًا على تلك المراحل، ووثّقت الكثير من أحداثها وإنجازاتها وانتصاراتها عبر المقالة والبحث والدراسة والعمود الصحفي، ومقال الرأي، ومقال الافتتاحية في العديد من الصحف والمجلات السعودية بدءًا من مطلع الثمانينيات. لذا فإنه ليس من المستغرب أن أشارك اليوم فرحة الوطن، بذكرى الانطلاقة الكبرى، وليس من المستغرب أيضًا أن أكتب بقلم سعودي، وضمير سعودي، ومشاعر سعودية. والحقيقة أنه شغلني سؤال في مناسبة اليوم الوطني: كيف يمكن الاحتفاء بهذا اليوم ليكون مناسبة وطنية لتعزيز الهوية وتعميق مشاعر الانتماء والولاء والمواطنة، خاصة لدى النشء صناع الغد وبناة المستقبل؟ هل تكفي المهرجانات والمواد الإعلامية التي تزخر بها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في ذلك اليوم، وخروج الشباب إلى الشوارع والشطآن للتعبير عن مشاعرهم الوطنية؟ أعتقد أن هنالك وسائل أخرى كثيرة يمكن توظيفها لجني العائد الوطني الأكبر من هذا اليوم، فيمكن -على سبيل المثال- أن ننظم في يوم الوطن وليس قبله أو بعده، الرحلات الطلابية لأبنائنا وبناتنا في المدارس والجامعات داخل مدن المملكة للوقوف على المظاهر التراثية والمواقع الأثرية وميراث الأجداد وإنجازات الوطن لترسيخها في الذاكرة كمكون أساس من مكونات الانتماء إلى وطن عزيز يستحق أن نعتز ونفخر به: المصمك والدرعية والدارة، التوسعة غير المسبوقة للحرمين الشريفين والمشاعر، جامعة نورة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، والمدن الصناعية والاقتصادية والطبية والرياضية التي عمت أرجاء الوطن..كلها معالم بارزة تشهد على مسيرة الإنجازات الضخمة التي تحققت للوطن من خلال قفزة رائعة فاقت التوقعات وتجاوزت بواقعها الجميل سقف الأحلام، وتخطت كل الموانع والعقبات بفضل الله أولاً، ثم بفضل طموحات قيادة حكيمة محبة لشعبها جعلت من التسامح والوسطية والاعتدال وأسلوب التفاهم والحوار والدفاع عن قضايا أمتها - وفي مقدمتها القضية الفلسطينية- إطارًا عامًا لسياستها وتعاملاتها مع المجتمع الدولي دونما أي تفريط بالثوابت العقدية والوطنية.

مشاركة :