عنترة بن شداد بطل خارق في قصة بالعربية

  • 10/10/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة (الامارات) – على غلاف قصة مصورة، بطل مفتول العضلات يلبس رداء أحمر… هذا ليس سوبرمان بل عنترة بن شداد الشاعر العربي الجاهلي الذي عانى من العنصرية بسبب لون بشرته الداكن، وهو الآن نجم قصة مصورة بالعربية. في أول إنتاجاتها في مجال القصص المصورة، أطلقت "كوميكس" التابعة لدار "كلمات" للنشر في إمارة الشارقة بدولة الإمارات كتاب "عنترة" عن سيرة الفتى الذي استحال واحدا من أبرز شعراء الجاهلية. وتقوم "كوميكس" أيضا بترجمة القصص المصورة اليابانية والأميركية وغيرها. تتوالى فصول حكاية عنترة الذي عاش في القرن السادس وكان أحد أرق شعراء العرب وأشجع فرسانهم على الإطلاق، وحبيبته عبلة التي خلدتها قصائده على مدى الأزمان. ومع توسّع شهرة القصص المصورة في العالم العربي إثر انتشار أعمال أميركية ويابانية وأفلام الأبطال الخارقين، يؤكد كاتب القصة مؤمن حلمي أن عنترة بن شداد "أفضل" خيار لبطل قصة مصورة عربية. ويقول الكاتب المصري في مقابلة "يُعتبر عنترة مثالا للبطل الخارق. العرب يحبّون المبالغة في قدرات الشخص وفكّرنا أن نحوّل الشخصية إلى بطل خارق يشبه أولئك الذين نراهم في أميركا أو أوروبا أو اليابان". وتابع "تطوّر شخصيته كان مميزا. بدأ حياته عبدا وكانوا يعاملونه بشكل مختلف بسبب لون بشرته وحالته الاجتماعية كون والدته جارية. ولكنه كان السبب الرئيسي لفوز قبيلته في المعارك". ووضع الرسام الهندي المعروف أشرف غوري الصور الملوّنة لهذا العمل المستوحى من تاريخ هذه الشخصية التي لطالما ألهمت العرب. وهو يخوض في مواضيع متنوعة من الحب والشهامة والفروسية وحتى العنصرية والشجاعة. وبحسب الرواية التاريخية، ولد عنترة لأم سوداء يشير بعض المؤرخين إلى أنها كانت أميرة إثيوبية فيما يقول آخرون إنها كانت خادمة، بينما رفض والده، أحد زعماء القبيلة، الاعتراف به. شارك عنترة في معارك عدة إلى جانب أبناء قبيلته، غير أنه كان يتعرض للتمييز عند توزيع الغنائم. ولذلك، يتطرق الكتاب إلى الصراعين الداخلي والخارجي اللذين يواجههما عنترة بن شداد مع قبيلته وذاته، إضافة إلى إنكار والده لنسبه. ويوضح حلمي "أضفنا في الكتاب أجزاء عن طفولته"، مشيرا إلى أن عنترة بن شداد كان يعاني التمييز والمضايقات "من الأطفال الذين لا يريدون اللعب معه" كما أن والده "كان يعامله كأنه عبد وبطريقة سيئة". وترد قصص بطولات عنترة في معلقته الشهيرة، وهي واحدة من سبع معلّقات، وتُعدّ من أفضل ما نظمه العرب في الشعر في حقبة ما قبل الإسلام. وبحسب حلمي "رغبنا بتقديم بطل عربي فيه صفات مرتبطة بالمجتمع العربي ومن شأنه أن يدفع الشبان لتقديم أفضل ما عندهم". على الرغم من أن عنترة كان بطلا في التراث العربي، إلا أن الكاتب يشدد على وجود نقاط تشابه تتخطى الحواجز الثقافية أو اللغوية كموضوع العنصرية مثلا. ويؤكد أن "الكتاب يطرح مشاكل عالمية وليس عربية فقط". كما ألهم عنترة بن شداد الكثير من الفنانين حول العالم. وفي القرن التاسع عشر قام الموسيقي الروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف بتأليف مقطوعة موسيقية عنه. ويرى حلمي أن "أي قارئ سيشعر برابط مع عنترة". وتضاربت الروايات عما إذا كان عنترة تزوج من عبلة التي كتب فيها أشهر بيوت الغزل في الشعر العربي قائلا "فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المبتسم". كما تنوعت القصص بشأن مصير عنترة، إذ يقول بعضها إنه مات بشكل طبيعي فيما تشير أخرى إلى أنه قضى بسهم مسموم أطلقه أحد أعدائه عليه بعد أن فقأ عينيه. لكن القصة المصورة تترك النهاية مفتوحة أمام القراء. ويتواجه عنترة في القصة المصورة مع والده قائلا له "لا أريد إلا الذي يريده الولد من أبيه، أعبدك أنا أم ولدك؟".

مشاركة :