علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" على وصْف وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو رحلته قبل يومين إلى كوريا الشمالية بأنها بمثابة "تقدُّم مهم"، قائلة: إن ذلك الوصف يتوقف على كيفية تعريف كلمة "مهم".ورأت الصحيفة، في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن الأجواء الدبلوماسية بين البلدين تبدو جيدة، وكذلك الأجواء الودية تبدو لطيفة، لكن لا يزال هناك الكثير من الخطوات لم تُتخَذ على صعيد نزع السلاح النووي.ورصدت الصحيفة قول بومبيو: إن بيونج يانج وافقت من حيث المبدأ على فتح موقع "بانجي ري" للتجارب النووية أمام المفتشين؛ وهو ما ليس مهما على الإطلاق، لاسيما وأن بيونج يانج تقول إنها بالفعل دمرت الموقع.ورأت الصحيفة أن الأهم مما تقدم هو أن تسمح بيونج يانج للمفتشين بزيارة موقع "تونج تشانج-ري" لتجارب محركات الصواريخ، على الرغم من أن الموقع قد يتم تفكيكه وقت وصول المفتشين.ونبهت "وول ستريت جورنال" إلى أن كوريا الشمالية لم تقدم بعد قائمة بمواقع كافة المنشآت النووية، بما فيها مواقع الأبحاث والتطوير وتخصيب اليورانيوم وبناء الرؤوس النووية وتخزين الأسلحة.وتحتاج الولايات المتحدة إلى مثل تلك القائمة لمقارنتها بما لدى أجهزتها الاستخباراتية لتقرير ما إذا كان نظام كيم جونج أون صادقًا.وأكدت الصحيفة أن عمليات التفتيش السريعة التي تحدث لمرة واحدة لن تقدّم مثل هذه الطمأنينة التي تبحث عنها واشنطن.ونقلت "وول ستريت جورنال" عن بومبيو القول إن ثمة تقدما تم إحرازه على صعيد عقد قمة ثانية بين الرئيسين الكوري الشمالي والأمريكي، وقد تكون هذه القمة في بيونج يانج.وقالت الصحيفة إن ترامب يريد قمة ثانية لإظهار تقدّم، غير أن الثمن الذي تريده بيونج يانج لهذه الاستعراض العام ربما يكون "إعلان قيام سلام" بين الكوريتين؛ وخطورة مثل هذا الإعلان تتمثل في أنه كفيل بتقويض أساس وجود قوات أمريكية في كوريا الجنوبية؛ كما أن ذلك قد يكون بمثابة مبرر لكوريا الجنوبية لكي تغرق جارتها الشمالية بالاستثمارات على نحو كفيل بأن يمحو أثر العقوبات العالمية قبل أن تنزع الجارة الشمالية أسلحتها النووية.ورأت "وول ستريت جورنال" أن الزاوية المُثلى لرؤية وجه تفاؤل بومبيو إزاء رحلته إلى كوريا الشمالية تتمثل في أن كل هذه المساعي الهادفة لبناء الثقة كفيلة بأن تجعل بيونج يانج ترتاح إلى نزع السلاح النووي.لكن حقيقة أن تحدث كل هذه المساعي لبناء الثقة من جانب أمريكا مع بطء ملحوظ في مساعي بيونج يانج على الجانب الآخر – هذه الحقيقة تعني أن كوريا الشمالية في الموقف الدبلوماسي الأقوى. وحذرت الصحيفة من أن كيم قد يقرر بعد أشهر من المساومة أنه لا يحتاج إلى إيقاف برنامجه النووي بعد أن يكون تحالف أمريكا وكوريا الجنوبية ونظام العقوبات قد انتهى.ورجحت الصحيفة إقدام كيم على تلك الخطوة إذا ما قررت الصين دعمه عبر رفض تمكين العقوبات ضد بلاده.ونوهت وول ستريت جورنال عن أن ترامب لديه ثقة هائلة في دبلوماسيته الشخصية، وربما كان يعتقد أن بإمكانه التغلب على كيم في مقابلة شخصية ثانية.واختتمت الصحيفة قائلة إنها لا تستهدف التشكيك في هذه الثقة التي يتمتع بها ترامب ولكن الثقة الحقيقية ستتدعم عندما تكشف كوريا الشمالية عن قائمة بمنشآتها النووية وتسمح للمفتشين بزيارة المواقع لتفكيكها.
مشاركة :