يبدو أن مفعول حملة «مي تو» ضد المشاهير وأصحاب السلطة والنفوذ والأثرياء الذين تحرشوا جنسياً بنساء، وجد طريقه إلى الهند حيث لجأ العديد من النساء في الأيام الماضية إلى مواقع التواصل الاجتماعي لكشف انتهاكات جنسية في حقهن. وآخر الاتهامات كان من نصيب أحد وزراء حكومة ناريندرا مودي، ووجهتها صحافيات إليه على مواقع التواصل. وكما في هوليوود، بدأت نجمات في بوليوود استمدين التشجيع من حركة «مي تو»، بالحديث علناً عن مسألة التحرش الجنسي التي نادراً ما تتناولها وسائل الإعلام الهندية. وفي كانون الأول (ديسمبر) قالت سوارا باسكار إنها تعرضت في بدايات عملها، إلى التحرش من مخرج لم تسمه. لكن قضية التحرش أخذت زخماً كبيراً بعد أن اتهمت الممثلة تانوشري دوتا الممثل المعروف نانا بيتيكار بالتصرف بشكل غير لائق خلال تصوير فيلم قبل 10 سنوات. ومساء السبت الماضي، تقدمت الممثلة التي أثارت ضجة كبيرة في بوليوود بعد الاتهامات، بشكوى رسمية إلى شرطة بومباي أفادت وكالة «بي تي آي» الهندية للأنباء بأنها شملت، فضلاً عن بيتيكار، مصمم الرقص غانيش أشاريا، والمنتج سمير صديقي، والمخرج راكيش سارانغ. وكما كرة الثلج، تشجعت النساء لفضح هذه التجاوزات، وبدأت الاتهامات تتوالى، فوُجهت اتهامات إلى شخصيات معروفة في السينما والمسرح وكتاب مشهورين وصحافيين ورؤساء تحرير بارزين باستغلال مواقعهم للتحرش بالنساء. وأطاح هذا التحرك أول من أمس رئيس تحرير القسم السياسي في صحيفة «هندوستان تايمز» البارزة، الذي اضطر إلى الاستقالة وسط اتهامات بسوء السلوك الجنسي. وأمس، وُجهت أصابع الاتهام إلى إم.جي أكبر، وهو رئيس تحرير سابق معروف عُين نائباً لوزير الخارجية، إذ كتبت صحافيات على «تويتر» تتهمنه بإجراء مقابلات توظيف في غرف في فندق فخم، وارتكابه تجاوزات جنسية عندما كُن في بداية مهنتهن الإعلامية. وأكبر كان رئيس تحرير صحف هندية بارزة، مثل «ذا تلغراف» و «إيجيان إيج» و «صنداي غارديان»، وهو عضو في البرلمان أيضاً. لكنه لم يرد بعد على الاتهامات. وقالت بريا راماني، أولى الصحافيات اللواتي اتهمن الوزير علناً، إن أكبر هو رئيس التحرير الذي لم تكشف هويته عندما كتبت في مقال العام الماضي عن تصرفه غير اللائق. وأضافت أنها كانت في الثالثة والعشرين من العمر عندما اتصل بها أكبر لإجراء مقابلة عمل في فندق في مومباي قبل نحو 20 عاماً. وكتبت في مقال أعادت نشره على «تويتر» الإثنين، إن أكبر «خبير في إجراء الاتصالات الهاتفية المشينة، والنصوص والإطراءات غير اللائقة، وعدم قبول الجواب بالرفض». وأضافت: «أنت تعرف كيف تقوم بهجمات. كشفك علناً لا يزال ثمنه باهظاً، وشابات كثيرات غير قادرات على تحمله». وقالت صحافية أخرى طلبت عدم كشف اسمها، إنها رفضت عرض عمل بعد «مقابلة أجريت جلوساً على سرير في غرفة في فندق أعقبتها دعوة إلى شرب كأس». وأوضحت صحافية ثالثة إن أكبر «حوّل الحياة في العمل جحيماً» عندما رفضت عروضه الجنسية. ولم ترد بعد وزارة الخارجية على اتصال من وكالة «فرانس برس»، وتجاهلت الوزيرة سوشما سواراج الصحافيين عندما سئلت إن كانت تعتزم فتح تحقيق في الاتهامات. ووفقاً لمسح أجرته مؤسسة «تومسون رويترز» شمل نحو 550 خبيراً في قضايا المرأة ونشر في حزيران (يونيو) الماضي، فإن الهند أكثر دول العالم خطراً على النساء بسبب ارتفاع معدلات العنف الجنسي والعمل بالسخرة، علماً أن الهند تعاني أيضاً من ارتفاع عدد حالات الاغتصاب التي تقدر ما بين 30 إلى 40 ألف حالة سنوياً.
مشاركة :