قال المؤلف ورجل الاعمال البحريني عبدالنبي الشعلة ان المنطقة العربية وشعوبها من اكثرالشعوب حاجة لاستنهاض قيم الراحل المهاتما غاندي التي تدعو للتسامح والتعاش ونبذ العنف؛ نظرا لما مررنا ولا زلنا نمر به من افكار متطرفة وارهاب. وأشار الشعلة في تصريحات لـ«الايام» خلال الحفل الذي اقيم ظهر امس لتدشين كتاب «غاندي وقضايا العرب والمسلمين» تحت رعاية وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد ال خليفة، وبحضور مستشار جلالة الملك لشؤون الاعلام نبيل بن يعقوب الحمر، وبحضور ومسؤولين حكوميين وبرلمانيين وسفراء اجانب واكاديميين، الى ان اطلاقه الكتاب ما هو الا مبادرة تعكس الحاجة لتعزيز قيم المجتمع البحريني واسسه التي تنبذ التفرقة والطائفية، معتبراً ان هذه الافكار هي طارئة على البحرينيين ولن تدوم. وشدد الشعلة على ان الكثير من قيم غاندي الانسانية قد استمدها من قيم الاسلام وهو ما يخالف ما يحاول اشاعته عن الاسلام كدين ارهاب وعنف. وفي سؤال حول هذه المبادرة القيمة للتركيز على غاندي وقضايا العرب، قال الشعلة «ان اليوم هو اكثر الحاحاً من ذي قبل لضرورة التركيز على شخصية الراحل غاندي، واستنهاض قيمه وتعاليمه ومبادئه الداعية للتسامح وقيم السلام والتعايش، أعتقد ان منطقتنا اكثر المناطق وشعوبنا بحاجة اليوم لاستنهاض هذه القيم؛ نظراً للحالة التي مررنا بها ولا زلنا نمر بها من حالات العنف والتطرف والارهاب، ومن الواجب على الجميع ان يستنهض مثل هذه القيم وان يبرزها للامام، وهذا سوف يكون مساهمة متواضعة في هذا الاطار لمحاربة العنف والتطرف». وتابع «اعتقد اننا بحاجة ان نكون فخورين بقيمنا بواقعها بدلا من ان تشوه، فقد استمد غاندي الكثير من قيمة الانسانية من الاسلام حيث ان عائلته كانت تتبع طائفة هندوسية تجمع ما بين الاسلام والهندوسية، وهذا يعني ان الواقع على خلاف مما يشاع عن ان الاسلام دين التطرف والعنف والارهاب، وبالتالي تركيزنا على غاندي يأتي في هذا السياق وكيف القيم الاسلامية اثرت على تفكير غاندي وانعكست على مواقفه، وكذلك انعكست فيما بعد على مواقف الهند المساندة للقضايا العربية وللقضية الفلسطينية لان غاندي هو من اسس هذه الاسس، وكذلك مواقفه من الديانات الاخرى ومواقفه من الافكار التي تلغي الاخر والتركيز على المساواة والعدالة الاجتماعية، ورفض الطبقية الهندوسية، وكذلك فكرة التفوق القومي عند اليهود لانه يؤمن بالمساواة». وفي سؤال ما اذا كان اطلاق هذا الكتاب من البحرين التي لطالما شكلت فسيفساء للتسامح والتعايش الديني وصدرت لها طائفية لا تشبه اهلها يعكس ايماناً من مثقفي هذا المجتمع باهمية استنهاض قيم اهل البحرين وتعايشهم دون فوارق، قال الشعلة «اعتقد ان هذه القيم تنبثق من مجتمعنا البحريني وتراثه الفكري الاصلي المبني على التعايش والتسامح، واذا كان هناك شيء نفذ من الثقوب فهذا لن يستمر ولن يدوم ولا نحس به كبحرينيين، انا شخصياً لا اشعر به اطلاقا ولا اؤمن به، واذا كان هناك افكار طائفية قد صدرت فهي طارئة وذاهبة لان الاسس صحيحة والقيم موجودة وقد بدأنا نعزز هذه القيم ولعل احد اوجه هذه الخطوة هي لاستنهاض كل جميل فينا».