نقطة في آخر السطر..

  • 10/11/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ماتزال تداعيات وأصداء تصريح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ العالمية تأخذ بعداً جديداً ومحور اهتمام وسائل الإعلام على الصعيدين العالمي والعربي على خلفية الكلمات الارتجالية التي ألقاها ترمب وسط حشد من أنصار حزبه رجاء تحقيق مكاسب سياسية، حيث تسابقت آراء النقاد للحديث عن هذا الحدث، وأسفرت جعبة السياسيين والاقتصاديين بتحليلات متوافقة عن ما تضمنه تصريح سموه للوكالة، فانفردت المقالات عبر الصحف العالمية والإقليمية والعربية بجذل الكلمات عن حكمة سموه ورباطة الجأش التي تحلى بها، فور أن سلّ الكتاب أقلامهم منكرين ومنددين على ترمب تلك الارتجالية التي وصفوها بالمرفوضة جملة وتفصيلاً، لقد أولى المهتمون هذا التصريح اهتماماً بالغاً لدلالاته المهمة بإظهاره مكانة المملكة العربية السعودية عبر العصور كوناً وقدراً، وأوجز دور العلاقة القديمة التي تربط المملكة بالولايات المتحدة في مختلف الجوانب بالإشارة إلى جذور وتاريخ هذه العلاقة ومكانة كل منهما على الصعيد الدولي، كما وأظهر التصريح عمق المكانة التاريخية التي تبوأتها المملكة والتي فاقت بمراحل تاريخ دول أخرى وجوداً على الخارطة الجغرافية، هذ التصريح هي رسالة واضحة المحتوى والمضمون للذين يصطادون هفوة الأزمات في المياه العكرة، ويكفي أن التصريح دحض كل الأكاذيب التي تسعى إلى زعزعة مكانة المملكة عن موقعها الديني والاستراتيجي في قلب العالم الإسلامي والعربي، ويكفي كذلك أنه أخرس من خلال ذلك الألسن التي مافتئت تقتات من الأراجيف التي يرزحون تحت عتمتها لسرد قصص خيالية لادعاءات لا أساس لها من الصحة، في كل الأحوال لم يكن الرئيس الأميركي ترمب موفقاً في اختياره لمفردات كلمته، ولم يكن أيضاً في حاجة إلى استعراض عنترياته ليختبر صرامتنا من عدمها، ولم تكن هتافات الازدراء التي تفوه بها مناسبة لمثل ذاك المشهد، تلك العبارات التي يترفع عنها العقلاء فضلاً عن العظماء، فمهما حاول البعض إيجاد المبررات الانتقائية والإسقاطات الملتوية، وتبنى أجندة أطراف جانبية لباعث تلك الكلمة وخلفيتها السياسية، فسياسة المملكة  واضحة في ذلك، والكل يعرف حجم إمكاناتها، ثم إن تفوق الولايات المتحدة بقدر كبير في كثير من المجالات لا يعني تجاوزها الخطوط الحمراء، ولا يعني أن تلتزم الصمت إزاء الخطأ، ربما أراد ترمب أن يختبر قدرتنا في الرد بإيعاز من جهات خارجية أو بإيعاز من ذاته سيما بعدما أبدته كندا مؤخراً من اعتذار وأسف. يوماً بعد يوم تثبت المملكة للعالم بأسره أنها دولة لا يستهان بها وبمقدراتها كدولة مستقلة لها خصوصيتها المتفردة عن دول العالم، كما لا يستهان بسياستها الخارجية التي خط خطوطها الأولى مؤسسها الأول حين وضع لبنتها الأولى، وسار على ذلك النهج أبناؤه البررة، وأن التدخل في شؤونها الداخلية بغرض المساس أو العبث وإملاء الأوامر غير مقبول بتاتاً.

مشاركة :