عذراً يا منتخب بلادي

  • 1/6/2015
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذه الأوقات التحضيرية لنهائيات كأس آسيا تعودنا أن يسود الترقب.. الحذر.. الهدوء.. والصمت الرهيب، المشهد الرياضي.. فالقلوب وحدها هي من تنبض خوفا وأملا في تحقيق منجز، والمشاعر هي من تنتظر ساعة الصفر، فلا صوت يعلو على صوت البطولة القارية، فالجميع مساند.. متأهب.. مركز خلف منتخب بلاده كما هو حال الكثير من أنصار ومحبي المنتخبات المشاركة.. ولكن اليوم نحن مختلفون عن سابق عهدنا... أصبحنا منغمسين في صراعتنا وحواراتنا البيزنطية وجدلنا الذي لا ينتهي بفضل معطياته المقيتة.. متسائلين دائما.. من يسقط من؟! ومن يستهزئ بمن! من يمارس دور الطاؤوس؟! وعلى من؟ وسط ضجيج ألوان الأندية ومفرزاتها العاطفية. عذرا منتخب بلادي، ندرك حاجتك لنا وندرك أهمية وقوفنا بجانبك مع اقتراب مشاركتك التي تطرق أبوابنا، ولكن نحن لسنا نحن كما عهدتنا في سنغافورة والدوحة وأبو ظبي.. أصبحنا مشغولين عنك في إعلامنا وجمهورنا وفي أنديتنا التي تبدو عند البعض منا أهم منك. عذرا لا وقت لدينا لمساندتك فلا نزال نبحث عن ما يسيء لأنفسنا، ويسيء لك ويسيء لموروثنا الرياضي بأعمال صبيانية تبررها غاياتنا المنطلقة من انتماءاتنا الرياضية، فعذرا أيها الصقور، فأقدامنا لا تسطيع الحضور.. أكفنا لن نرفعها لكم فهي مشغولة بما يحاك بين السطور كما نحن بها... مشغولون. عذرا فلم نعد قادرين على كبح جماح ثقافة المدرجات التي تسكن وجداننا لضيق أفقنا وضعف تعليمنا، فاعتدنا السباب واستسهلنا الشتائم ومسخنا حمرة الخجل من مبادئنا واستبحنا العلاقة فيما بيننا وبين منظومتنا الرياضية التي ذابت مع مرور الوقت في قوالب حزبية تنظيمية تتيح لكل منها أن تشد من جهتها بحثا عن انتصار ذاتي ولا يهمه إذا كان هذا الشد سيمزق تلاحمنا الرياضي أم لا!!.. المهم أن يكون هو المنتصر في معركته مع الآخر حتى لو استدعى الأمر إلى تجاوز أدبيات التعامل وأخلاقيات المهنة. عذرا منتخب بلادي، لقد فقدنا الإحساس بك وأصبحنا متهاونين في تغذية ثقافتنا الرياضية بأفكار سطحية ونهج عشوائي وانتماءات لا وطنية تجاهك، فلم نعد نبالي في طروحاتنا ولا بمواقفنا ولا حتى بجودة أعمالنا، بل أصبحنا ننساق خلف مفردات مستفزة للنيل منك ووفق معادلة أقل ما يقال عنها إنها معادلة رخيصة لا قيمة لها ولا احترام، نحاول دائما أن نغطي على جوانب قصورنا ونستر بها عيوبنا. عذرا منتخب بلادي، نحن اليوم نقف على مفترق الطرق أمامك ونحن ندرك وبكل حسرة أن من بيننا من يتمنى سقوطك ويعمل على إسقاطك، لا لشيء وإنما لإن ما تحققه أنت لا يتوافق مع غاياته ولا أهدافه التي اعتلت أهدافك، فلا تنتظر منا الدعم ولا ثقافة جديدة تعلمناها لم نعهدها من الوسط الرياضي ولا من إعلامه قبيل محفل قاري يدخل فيه الأخضر كأحد فرسان السباق، ولم يسبق أن تعايشنا مع تمثيلنا الوطني بهذه الرؤية الرمادية وبهذه المهنية المهزوزة التي قادتنا إلى هبوط حاد بمستوى العمل المناط بنا، فنحن كأدوات للمنظومة الرياضية لم نعد كما كنا في السابق نهتف.. نشجع .. نفرح .. نغني باسمك يا بلادي.

مشاركة :