عذراً.. يا مالئ الدنيا وشاغل الناس!

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بسم الله الرحمن الرحيم عذراً.. يا مالئ الدنيا وشاغل الناس! لا شك أن للإعلام قديماً وحديثاً تأثيراً هائلاً وكبيراً في توجيه الرأي العام وتشكيله حيث تلعب وسائل الإعلام دوراً بارزاً ومحورياً في أي صراع سياسي أو فكري أو اقتصادي أو غيره داخلياً كان أو خارجياً. وتتم صياغة أفكار الناس وميولهم وتوجهاتهم عن طريق دعاوى مختلفة مثل بيان الحقيقة، والشفافية والموضوعية والرأي الآخر والجانب الخفي وغيرها من شعارات ومسميات لا نصيب لها من المصداقية إلا بقدر ما تخدم أهداف أصحابها وأجنداتهم. هذا الإعلام -الذي يستطيع أن يصنع من كل شيء قضية، ولكل شيء قضية، وفقاً لما تقتضيه الأهداف والسياسات العليا التي تتحكم به وتحركه- لم ولن يكون يوماً من الأيام منصفا ولا محايدا، بل إن القائمين عليه قد يرتكبون أشنع الجرائم الأخلاقية والمكائد الشيطانية ما دامت ستحقق هدفهم في تضليل المستهدفين والتحكم بعقولهم وقلوبهم! وليس سراً أن نقول إن أكبر وأعظم قضية يتبناها الإعلام العربي المستغرب المعاصر هي ما تُسمى قضية المرأة، هذه القضية مالئة الدنيا وشاغلة الناس –مع الاعتذار لأبي الطيب المتنبي فقد تم سحب البساط من تحت قدميه حالياً. وحين نتحدث عن دور الإعلام المأجور في هذه القضية فهو بالتأكيد دور مشبوه وغير نزيه ولا نظيف، بل تتجلى فيه صور القذارة والعمالة والخيانة بكل أشكالها. وتتنوع طرقهم وأساليبهم في تشويه صورة المرأة المسلمة وأحكام المرأة والأسرة في الإسلام، ما بين مقروء ومسموع ومُشاهَدٍ، وقصة وفيلم ورواية، ومؤتمر ودراسة وتقرير.. في قائمة طويلة لا تنتهي يطوقها الخزي؛ شعارها محادة الله ورسوله وطريقها خطوات الشيطان ومنتهاها الخزي والندامة. وإن من أظهر تلك الوسائل حالياً وأشدها حملاتهم الوضيعة لتشويه صورة العلماء والدعاة في موقفهم من المرأة؛ من خلال فبركة إعلامية وقص واجتزاء وبتر وتجميع لبعض كلامهم أو تصريحاتهم، أو تتبع زلات وهنات بعض المحسوبين عليهم، كل ذلك بغرض تكوين صورة ذهنية سيئة عنهم لدى الناس تنفر منهم ومن الرجوع إليهم، وتُضْعِف تأثيرهم وتهدم الحواجز بين العامة وبين مشاريعهم التغريبية مما يجعل المجتمع لقمة سائغة للأجندة الذي يحملون لواءها ويخونون دينهم ووطنهم لأجلها.  لكن اليقين بالله -عز وجل- أن العاقبة للتقوى، وأن الخزي والعار والذل لمن حادّ الله ورسوله، ثم الرهان الأكبر على وعي المرأة المسلمة وفطنة المجتمعات الإسلامية، التي باتت بحمد الله أكثر وعياً وإدراكاً لمخططات المغرضين ووقوفاً في وجه مشروعاتهم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. عفاف الحقيل

مشاركة :