دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي السلطات الـ3 إلى الوحدة وتقديم حلول سريعة للأزمة الاقتصادية الكبيرة في البلاد، التي تئن من جراء العقوبات الأميركية المتدحرجة عليها، في حين استدعت الخارجية الإيرانية السفير الألماني للاحتجاج، بعد ترحيل برلين دبلوماسياً إيرانياً متهماً بتدبير اعتداء أحبط على المعارضة في باريس، للمثول أمام محكمة في بلجيكا. بعد توقعات البنك الدولي بانكماش الاقتصاد الإيراني، الذي يرزح تحت وطأة العقوبات الأميركية المتدحرجة، اعترف المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بـ"وجود أزمة اقتصادية كبيرة في بلاده"، وطالب أركان نظامه بالوحدة وإيجاد حلول سريعة لها، عبر مبادرات "جهادية واستثنائية". واجتمع خامنئي، أمس الأول، على مدى ساعتین ونصف برؤساء السلطات الثلاث، لمناقشة القضایا الاقتصادیة في البلاد، حیث وجه باتخاذ قرارات فاعلة لحل مشاكل النظام المصرفي والتضخم والبطالة. ونقلت وكالة "فارس" عنه قوله للمسؤولين: "ليس هناك ثمة أزمة أو مشاكل في البلد لا يمكن حلها. يجب على المسؤولين التوصل إلى حلول للتغلب على المصاعب الاقتصادية القائمة وإصابة العدو بخيبة أمل بحلها". وأضاف: "بالوحدة يمكننا التغلب على كل الأزمات". وأعرب عن تقدیره لرؤساء السلطات الثلاث وأعضاء المجلس الأعلى للتنسیق الاقتصادي لـ"حضورهم المستمر فی جلسات البحث والمتابعة للوضع الاقتصادي"، معتبراً أن الوظیفة الأساسیة للمجلس هي اتخاذ القرارات المهمة ووضع الحلول فی المیدان الاقتصادي. وأشار إلى أن الأولوية هي لحل مشكلة الغلاء وضعف القدرة الشرائیة، لأنها تمس حیاة جزء كبیر من أبناء الشعب، وخاصة الطبقة الفقیرة، خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تعيشها البلاد جراء العقوبات. وحضر الاجتماع رئیس الجمهوریة حسن روحاني ونائبه ورئیس السلطة القضائیة صادق لاريجاني ونائبه، إضافة إلى رئیس مجلس الشوري علي لاريجاني. في سياق قريب، أعلنت صربيا إلغاء نظام إعفاء الرعايا الإيرانيين من تأشيرات الدخول إليها، بداعي إساءة البعض استخدامهم للأمر. وفي تصريح، أمس الأول، أوضح وزير الداخلية الصربي، نيبويشا ستيفانوفيتش، أن قرار حكومة بلاده وقف نظام إعفاء الإيرانيين من تأشيرات الدخول نُشر في الجريدة الرسمية. وقال ستيفانوفيتش: "صربيا ستطبق التأشيرات على المواطنين الإيرانيين، لأن بعض رعايا هذا البلد أساؤوا استخدام الإعفاء من التأشيرة". والعام الماضي، وافقت بلغراد على إلغاء تأشيرات الدخول للرعايا الإيرانيين. وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن عدداً من المواطنين الإيرانيين القادمين إلى صربيا كسائحين يريدون التوجه إلى دول أوروبا الغربية عبر الأراضي الصربية. إشادة أميركية في المقابل، أشاد وزير الخارجية الأميركي، مايكل بومبيو، بالتحرك الأوروبي ضد "الإرهاب الإيراني"، في معرض تعليقه على تسليم ألمانيا الدبلوماسي في السفارة الإيرانية بالنمسا، إلى بلجيكا لمحاكمته. وقال بومبيو، أمس، إن "تسليم الدبلوماسي لدوره في مؤامرة لتفجير الاجتماع الحاشد بالقرب من باريس يذكرنا بدعم إيران المستمر للإرهاب في أوروبا". وأضاف: "يجب أن نكون جميعاً واضحين وموحدين في مواجهة التهديدات المدعومة من إيران". عرقية وتغلغل إلى ذلك، قال رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، إن بلاده توصلت إلى ضلوع عناصر أجنبية في اعتداء استهدف استعراضا عسكريا بمدينة الأهواز العربية التي تسكنها عرقيات وأقليات متعددة، نافياً أن يكون اعتقاد البعض أن أسباب الهجوم تعود لتوتر عرقي صحيحاً. وفی مقابلة مع وكالة "إرنا"، أمس، رأى بیشه أن تصریح إمام جمعة مدینة أهواز بأن زعیم الخلية الإرهابیة كان من محافظة لرستان، ليس صحيحاً، وأكد أن الحادث دبر ومول من خارج البلاد. وذكر أن غالبیة الضحايا الذين سقطوا في الهجوم كانوا من أقلية اللر، وأن جمیع الأعراق، بما فی ذلك الأكراد واللر والعرب والفرس كانوا مستائین من الاعتداء. واعتبر أن وصف الاعتداء الإرهابي بـ"الهجوم الطائفي"، بمثابة "التحرك فی مسار العدو دون علم". في سياق آخر، هاجم عضو لجنة الأمن القومي النائب عن مدينة قم، مجتبى ذو النوري، ما وصفه بـ"تغلغل دول أوروبية داخل معقل المرجعيات الدينية في مدينة قم" الواقعة وسط إيران. وقال القيادي في التيار المتشدد إن "4 دول أوروبية من بينها هولندا والدنمارك، تغلغلت داخل معقل المرجعيات، عبر إنشاء مراكز ثقافية لدعم اللاجئين الأفغان". ووصف ذلك بأنه "أمر مثير للريبة". وأوضح ذو النوري أن "المركز الثقافي الذي بدأ العمل في المجال الثقافي في قرية مبارك آباد التابعة لمدينة قم، والتي تسكنها أغلبية من اللاجئين الأفغان، أمر مشبوه لأنه لا يبدو معقولاً".
مشاركة :