تركيا… تاريخ عقود من المتاجرة بقضية فلسطين

  • 10/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحاته الرنانة عن القدس وحماية شعب فلسطين، وأفردت أذرعه الإعلامية في الداخل والخارج مساحات لتبيض وجهه وكسب مزيد من المتعاطفين والمناصرين تحت عباءة حماية الدين ومقدسات فلسطين. لكن سرعان ما وقعت عباءة أردوغان من فوق كتفه، لتكشف المستور، بعدما نشرت وسائل إعلام عربية مفاجأة من العيار الثقيل تفضح الوجه القبيح لأردوغان، بتطبيعه مع الحكومة الإسرائيلية، ما يؤكد أن تصريحاته الرنانة الأخيرة عن القدس ما هى إلا “ذر الرماد فى العيون”، من دون موقف حقيقى صلب تتبناه حكومة حزب العدالة والتنمية الموالية لجماعة الإخوان. وكشفت وثائق الاتفاق المبرم بين تركيا وإسرائيل فى يونيو من العام الماضى والتى تنص على عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب عقب قطيعة استمرت 6 سنوات بعد حادث السفينة “مرمرة”، النقاب عن أن أردوغان أول من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب . الوثيقة التي يعود تاريخها إلى 100 عام عندما كانت تركيا تعيش في عهد السلطنة العثمانية، وكان هذا دليلا دامغا على تخلى تلك السلطنة عن القدس لصالح اليهود، بل إن خطاب حاكم القدس حينها يؤكد هذا الأمر. وبالرجوع إلى لغة الأرقام فقد كان التطبيع التركي الإسرائيلي واضح للعيان، بعد استعانة أنقرة بتل أبيب لطلب المساعدة والتدخل بشكل مباشر في أزمتها الاقتصادية، عن طريق اتجاه أكثر الرحلات الجوية التركية نحو إسرائيل لإنقاذ ملف السياحة الذي انهار أعقاب أزمة اقتصادية طاحنة شهدتها تركيا وانهارت على إثرها الليرة التركية هبوطا إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار الأمريكي. وثيقة التطبيع التركي الإسرائيلي التي ظهرت على خلفية إزالة التوتر بين أنقرة وتل أبيب تكشف أن أردوغان كان أول رئيس دولة يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ذلك، تلك الفضيحة التي أثارت جدلا واسعا وقتها خاصة أن تلك الوثيقة تزامنت مع القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس. ودائما ما تروج أنقرة بأن الخلافة العثمانية حامية حمى الإسلام، لكن خطاب عزت بك، الحاكم العثماني لمدينة القدس المرسل إلى القيادة البريطانية المحاصرة للمدين، عصف بنوايا أنقرة في هذا الشأن، ونشرتها مواقع تركية، قال فيها عزت بك: “منذ يومين كاملين والقدس الشريف يتعرض للقصف الذي امتدت بعض آثاره إلى الأماكن المقدسة في المدينة مثل كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، وحرصا من الحكومة العثمانية على الحفاظ على حرمة تلك الأماكن، فإنها قررت سحب عساكرها من المدينة نهائيا حتى لا تتعرض للخراب وكي يتمكن الرعايا المدنيين من العودة لارتيادها من جديد”. وثيقة التي عصفت بخطابات أردوغان المصبوغة بحماية الإسلام والمسلمين، ردت بقوة على تلك الادعاءات التي يعكف على إصدارها النظام التركي، وكذلك جماعة الإخوان، بأن الخلافة العثمانية حمت القدس ودافعت عن المدينة. ودموع التماسيح التي ذرفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دماء أطفال فلسطين فى الحرب على غزة عام 2009، ومشهد انسحابه السينمائي من مؤتمر دافوس فى العام نفسه، احتجاجا على عدم منحه فرصة للرد على الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز، سرعان ما انكشفت نواياهه بعدما تحول إلى تطبيع وعلاقة حميمة مع إسرائيل، تحت شعار أن “السياسة لا تعرف بالمشاعر ولكن تؤخذ بالمصالح”. وفي يناير 2017 خرج السفير التركى بتصريحات صادمة للمجتمع العربي فيما معناه عدم ممانعة بلاده نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فى مقابلة مع i24NEW، حيث قال وقتها نصا: “نأمل فى أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لن يضر باحتمالات السلام”.

مشاركة :