هبوط حاد للأسهم الأمريكية الأربعاء، جرّ معه بورصات العالم إلى تراجع كبير، والسبب رفع الفوائد، ما دفع بالمستثمرين إلى إعادة النظر في توقعات النمو الأمريكي، فيما حمّل الرئيس الأمريكي المسؤولية لسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، معتبراً أنه «أصابه الجنون» في المساهمة في بلبلة الأسواق المالية.ويوم أمس ارتدت أسهم وول ستريت قليلاً في بداية التعاملات قبل أن تدخل في حالة من التذبذب بين الارتفاع والهبوط. يأتي ذلك بعد ان فقد داو جونز 800 نقطة في جلسة الأربعاء التي شهدت حالة هلع بيعي قبيل الإغلاق.قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقى الأربعاء إيجازاً بشأن هبوط سوق الأسهم بعدما هوى المؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 3% في يوم واحد، وسجل المؤشر ستاندرد آند بورز أكبر خسارة يومية منذ فبراير/ شباط. وقال مسؤول في البيت الأبيض وفقاً لبيان تلته سي.إن.بي.سي، «هذا تصحيح لسوق متصاعدة الأسعار. هو أمر صحي على الأرجح وسيمر، وما زال الاقتصاد الأمريكي قوياً».وتسبب ارتفاع العائد على السندات الأمريكية في عزوف المستثمرين عن الأصول التي بها مخاطرة، وهو ما أضر بأسهم قطاع التكنولوجيا بشدة على وجه الخصوص يوم الأربعاء. وهبط المؤشر داو جونز 3.15%، بينما هوى المؤشر ستاندرد آند بورز 3.29% والمؤشر ناسداك 4.08%.وقال الرئيس الأمريكي إن هبوط سوق الأسهم في الولايات المتحدة تصحيح طال انتظاره، وإن مجلس الاحتياطي الاتحادي الذي يرفع أسعار الفائدة «جُن جنونه».وأبلغ ترامب الصحفيين يوم الأربعاء قبل حشد سياسي في بنسلفانيا، قائلاً: «في واقع الأمر إنه تصحيح ظللنا ننتظره طويلاً، لكنني لا أوافق في الحقيقة على ما يفعله مجلس الاحتياطي الاتحادي». «أعتقد أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد جن جنونه».وكثيراً ما يشير ترامب إلى قوة الاقتصاد وصعود سوق الأسهم كدليل على أن سياساته المالية والضريبية ناجعة. ويوم الثلاثاء، جدد ترامب انتقاده لمجلس الاحتياطي الاتحادي لرفعه أسعار الفائدة، قائلاً إنه لا يريد للنمو الاقتصادي الحالي أن يتباطأ «ولا حتى بقدر قليل». هبطت الأسهم الأمريكية الأربعاء، ومني المؤشر ستاندرد آند بورز بأكبر خسارة يومية منذ الثامن من فبراير/ شباط، بينما قادت أسهم قطاع التكنولوجيا الخسائر وسط عزوف من جانب المستثمرين عن الأصول التي بها مخاطرة مع ارتفاع العائد على السندات الأمريكية. وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 831.83 نقطة، إلى 25598.74 نقطة. وتراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 94.66 نقطة، أو 3.29 في المئة، إلى 2785.68 نقطة. ونزل المؤشر ناسداك المجمع 315.97 نقطة، أو 4.08 في المئة، إلى 7422.05 نقطة.وسجلت بورصات أوروبا وآسيا تراجعاً بعد أسوأ جلسة تداول شهدتها وول ستريت منذ فبراير على خلفية التوتر الاقتصادي العالمي المتزايد بما يشمل المخاوف حول رفع الفوائد الأمريكية والخلافات التجارية. وبعد تراجع كبير بنسبة تتراوح بين 4 و 6% في أبرز البورصات الآسيوية، تمكنت أسواق المال الأوروبية من ضبط خسائرها حيث تراجعت بورصة لندن 1,8% في التداولات الصباحية، وسرعان ما عدلت قليلاً ولكن المؤشرات الأوروبية عند اقل مستوى في 21 شهراً وفقد داكس 49 نقطة بنسبة 0.42% وكاك الفرنسي 0.81%. وفي طوكيو فقد «نيكاي» 3.9% أو أكثر من 900 نقطة أمس، فيما تراجع شنجهاي 5.22% وهونج كونج 3.5%. ولفت ريتشارد هانتر المسؤول في «انتراكتيف انفستور» الى أن «ضعف وول ستريت تسبب بانسحاب التراجع على بورصات أخرى، حيث هبطت الأسواق الآسيوية بشكل كبير فيما تحاول البورصات الأوروبية لجم الوضع». ودافعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد الخميس عن رفع الفوائد في رسالة غير مباشرة موجهة إلى ترامب. وقالت لاجارد إن قرارات البنوك المركزية برفع الفوائد مثل ذلك الذي اتخذه الاحتياطي الفدرالي الأمريكي مبررة على ضوء الأسس الاقتصادية. لكن صندوق النقد الدولي خفض الثلاثاء توقعاته للنمو العالمي ب 0,2 نقطة لتصل إلى 3,7 في المئة في عامي 2018 و 2019 متحدثاً عن شكوك تحيط بالاقتصاد. والخسائر الأكبر في آسيا سجلت الخميس في شنجهاي وتايبه اللتين أغلقتا على 5,2 و 6,3 في المئة على التوالي. ووصلت أسواق المال الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات.(وكالات) خطأ الاحتياطي علق ميلان كوتكوفيتس المحلل لدى «اكسي تريدر» أن «تراجع وول ستريت يضع بورصات العالم تحت الضغط». وقال ترامب للصحفيين عند وصوله إلى تجمع انتخابي «أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي يرتكب خطأ». في هذا الوقت تحاول الأسواق الأوروبية ضبط خسائرها وقد تأثرت أيضا بالخلافات بين المفوضية الأوروبية وروما حول الموازنة الإيطالية التي أثارت مخاوف حول استقرار منطقة اليورو. وترى المفوضية الأوروبية، التي ستدرس مشروع الموازنة الإيطالية اعتبارا من 15 تشرين الأول/أكتوبر أن تلك الموازنة «تبدو مخالفة» للقواعد الأوروبية. وما يزيد من حدة التوتر أيضا في الأسواق، مفاوضات بريكست التي تراوح مكانها بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وقال باني لام رئيس قسم الأبحاث في «سي اي بي انترناشونال» «إنها مجرد بداية». وحاول وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين من بالي حيث يشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي تهدئة الأمور، قائلاً «لا أعتقد انه كان كانت هناك أخبار من الاحتياطي الفيدرالي اليوم لم تكن معروفة مسبقا. الأسواق تتقلب».
مشاركة :