خصصت «جارديان» البريطانية افتتاحيتها للحديث عن مقتل الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي، وقالت إن الجريمة المحتملة أدت إلى تصعيد غير مسبوق ضد النظام السعودي، ودعت الغرب إلى عدم العودة للعمل المعتاد مع الرياض بعد هذه الحادثة، التي قتل فيها صحافي يكتب لـ «واشنطن بوست»، ويعد أحد معارضي نظام ولي العهد محمد بن سلمان. أوضحت الصحيفة أن الرياض تواجه ضغوطاً للكشف عن مصير خاشقجي، إذ سعت مجموعة مشرعين داخل الكونجرس الأميركي إلى فتح تحقيق لتحديد إمكانية فرض عقوبات على نظام بن سلمان، مع قول عضوين بارزين في الحزب الجمهوري إن السعودية هي الجهة الأكثر ترجيحاً في قتل الصحافي، وأن الرياض ستدفع ثمناً باهظاً إذا ما تأكدت الشكوك. وانتقدت الصحيفة الدول الغربية على صمتها إزاء انتهاكات بن سلمان المتكررة، وقالت إن ولي العهد كشف عن سلوكه عدة مرات، لكن الغرب لم يبد انتباها، ربما لخوفه على مصالحه الاقتصادية وبيع السلاح للرياض. وذكرت الصحيفة أن بن سلمان اكتسب مديحاً دولياً، بسبب مزاعم حول بعض الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، لكنه صاحبها بقمع حاد تجاه المعارضين، وأنه بفضل رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصهره جارد كوشنر للسلطة السعودية، فإنها باتت متركزة في مجموعة صغيرة، وصارت أكثر قمعاً وتسرعاً، وأجرأ على تنفيذ ما تراه مناسباً لها. ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أنه في حال قتل السعودية خاشقجي، فسيكون ذلك تصعيداً صادماً في قمع بن سلمان، وثقته المفرطة في أن بإمكانه استهداف شخصية تحظى باحترام دولي. ورأت الصحيفة أن قتل خاشقجي، إن حدث، سيكون إضافة جديدة لسلسلة خطوات طائشة نفذها ولي العهد السعودي، مثل حرب اليمن الكارثية، وحصار قطر الفاشل في أهدافه، واعتقال نخبة مجتمع الأعمال السعودي قبل عام، بالإضافة إلى احتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، وسجن ناشطات حقوقيات.;