الجاحدون الناكرون الرادحون

  • 10/13/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من حق أي مواطن كويتي أو من أي جنسية أخرى ابداء رأيه في قضايا وطنه ومجتمعه ما دامت هناك حرية بالرأي والتعبير، وهذه لا تجدها في الدول ذات الأنظمة الدكتاتورية. لأن فتح الفم فيها ممنوع وغير مسموح به إلا على كرسي طبيب الأسنان، وحتى هذه قد تكون ممنوعة إلا بوجود رجل الأمن. واما في الدول التي تأخذ بحرية الرأي وتحترم الإنسان فيها، فإنها تؤمن بمكانته كإنسان أولاً وصاحب رأي ثانياً. في الكويت تتعدد الآراء وتتكاثر الانتقادات على كثير من القضايا المختلفة، وكأننا في بازار هندي مليء بالبهارات الحارة والباردة والمتباينة في ألوانها ومذاقاتها وطبيعة استعمالها، هذه الآراء لديها مساحة حرية بالقول والكتابة استطاعت من خلالها أن تقول ما تريد ما دام ذلك في حدود القانون، وبالتالي عدم المساءلة، ولولا هذه الحرية بالتعبير لما كانت لدينا آراء متباينة وتغريدات لا نعرف لها نهاية، ولما كان لدينا رأي أصلاً يمكن التعبير عنه، لكنها الحرية التي وفرت للجميع سبل التعبير والاطمئنان من أي ملاحقة أمنية أو قضائية. وإذا كان الجميع مع حرية الرأي داخل حدود الوطن، فإنهم بالتأكيد ليسوا مع هذه الحرية حين يذهبون إلى الخارج وينتقدون سياسة وطنهم، وخلق ادعاءات عليه زوراً وبهتاناً أمام مجتمعات أخرى، لأن ذلك فعل لا يقدم عليه إلا ناكر جميل لوطنه وحاقد على مجتمعه وأمنه، ولا يلجأ إلى مثل ذلك سوى اللئيم، الذي إذا أكرمته تمردا، وكأنه لا يحمل هوية وطنه ولا ينتمي إليه، ولم يأكل في يوم من الأيام من خيراته. الإساءة للكويت من أي مواطن بالخارج هي إساءة الى ذات الإنسان وجحوده والجاحد هو من ينكر الحرية والأمان وكرامة العيش التي يتمتع بها داخل وطنه، وهو يعلم جيداً أن غيره في البلاد الأخرى لا يستطيع النطق بأي كلمة عن وطنه، سواء داخلها أو خارجها، لأن ذلك إن حدث فإنه سوف يدفع ثمنه غالياً، قد يصل إلى حياته، في الوقت الذي يكون فيه هذا المواطن منتقداً أوضاع بلاده، ثم يذهب إلى الفراش ينام هانئاً مطمئناً، لا تلاحقه سيارات الأمن، ولا يحاسبه القانون الذي كفل له هذه الحرية أصلاً. أي مواطن غيور على سمعة وطنه حريص على أخلاقياته، حين يتواجد بعيداً عن أرضه ومجتمعه، فإنه يشعر بأن الواجب الوطني يحتم عليه الاستقامة بالسلوك واحترام الأنظمة والقوانين بالدولة التي اختارها لسياحته، حتى لا يقع بالمحظور، وبالتالي تطبيق القانون عليه وعليه أن يفكر كثيرا بأن واسطة النائب لا مكان لها خارج أرضه، فكيف والحال حين يذهب مواطن آخر في بلاد عربية أو أجنبية ويذهب بالذم والقدح في وطنه زوراً وبهتاناً لغاية في نفسه وكسباً لرصيد انتخابي زائف مكشوفة دوافعه وغاياته؟ هنا على مثل هذا المواطن ان يتذكر نتائج ما يقدم عليه وما يمكن أن يطول وطنه من انتقادات تأتي من آخرين بناء على ما يسمعونه من ادعاءات باطلة لا وجود لها فوق أرض الواقع. الناس معادن، والمواطنة لا تقتصر على الجنسية ولكنها تتعداها إلى الشعور الحقيقي بقيمة هذه المواطنة وقيمة الوطن للإنسان وحبل الكذب قصير وسرعان ما تنجلي حقائقه وغاياته. • نغزة من لا يستحي يقل ويفعل ما يشاء، ما دام قد نزع قناع الحياء وارتدى قناع وثوب الكذب والإفك، وقد علمتنا التجارب والدروس أن الرادحين على أوتار الكذب الراقصين على أنغام الباطل هم الخاسرون الجاحدون.. طال عمرك. يوسف الشهاب

مشاركة :