«خاشقجي» عنوان الحملة المسعورة ضد السعودية (2-2)

  • 10/15/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من المفترض ومن المنطقي في أي قضية يكتنفها الغموض مثل «قضية اختفاء خاشقجي»، أن ينتظر الإعلام، ما ستسفر عنه (التحقيقات الأمنية) من البلدين المعنيين وهما تركيا (مكان الحدث) والسعودية (موطن المختفي)، ولكن الذي حدث ومنذ اليوم الأول أن اجتمعت جهات ووجوه وأقلام، للترويج لحكايات تفسيرية وتحليلية (بصيغة الجزم)! بأن الصحفي قُتل في قنصلية بلده! وتم الترويج على أنه معارض رغم أن «خاشقجي» نفسه أكد أكثر من مرة أنه غير ذلك! ثم بدأ اللطم والندب ونصب المآتم والمسيرات والتحليلات الخيالية على القنوات عن مقتله وعن الحريات وحقوق الإنسان إلى آخر تلك (المأدبة الإعلامية الدسمة)! حتى يتم (التحريض الدولي) على السعودية والعنوان هو «خاشقجي»! ‭}‬ هذا الإصرار، من أطراف «الفوضى الهدامة» ذاتها، على الجزم من دون دليل بسيناريوهات، أقل ما يقال فيها إنها ضرب من الخيال يكشف أن اللعبة أكبر بكثير من مجرد معرفة الحقيقة! إن استهداف السعودية والخليج عمومًا قديم، وقد بدأ في (إطاره التنفيذي) مع أحداث المنطقة في 2011، وكما قال «برنارد لويس» وغيره، وبحسب مخطط تقسيم وتفتيت دول المنطقة إن (السعودية هي الاستراتيجية ومصر هي الجائزة الكبرى)! ذلك الاستهداف وُزِّع بين أمريكا ودول غربية! وبين (الإخوان بقيادة تركيا) و(إيران وأذرعها) وقطر بؤرة التمويل والتغيير والاستهداف الفكري، عبر «الجزيرة» وعبر احتضان وتمويل المتطرفين والإرهابيين، وغير ذلك كثير! اليوم هي الأطراف ذاتها توظف الصحف والإعلام والقنوات والتصريحات الرئاسية (ترامب وماكرون ورئاسة الوزراء البريطانية) لتصب بالتدريج في التصعيد المطلوب، وممارسة الضغوط على السعودية! ما يعني أن الاستهداف القديم والمستمر وجد ضالته في «خاشقجي» التي ربما صنعها لهذا الهدف اليوم! ‭}‬ السعودية التي أثبتت قدراتها وإمكانياتها في صد المخططات المرسومة للمنطقة وللخليج وأفشلتها في البحرين ومصر واليمن بعد 2011. وسارت نحو بناء (القوة الذاتية) يبدو أنها استفزت الأفاعي والعقارب! التي لم تجد اليوم إلا الدخول في (حالة هستيرية لشن الحملة المسعورة ضدها)! فالهدف الرئيسي في النهاية هو ذاته كما كان في البداية، وهو العمل على إضعاف السعودية (كدولة وشعب ودين)، ليقوى أصحاب المشاريع والأجندات الدولية والإقليمية الذين لم يعجبهم (تنامي القوة السعودية في كل المجالات) وما دامت هي صخرة الصد الكبرى في المنطقة، فليبدأ التفتيت فيها وبأي طريقة هذه المرة! ‭}‬ «ورب ضارة نافعة»! وقد يكون هذا الانكشاف الموتور بداية لتصحيح التحالفات ولمراجعة أساليب المواجهة ولمعرفة العدو الحقيقي الذي يريد رغم استمرار (قطر) في عدوانها على دول التحالف، (أن يتم الصلح قسرًا مع الإبقاء على الدور القطري التخريبي)! والكلام هنا يخص دول مجلس التعاون وليس السعودية وحدها! فهؤلاء المجتمعون اليوم على تشويه السعودية يفعلون ذلك (بتضخيم) قضية خاشقجي، وحبك الأكاذيب لأن السعودية كبلد وشعب وبؤرة للإسلام الصحيح، هي الهدف! ولذلك فهي بحاجة إلى رؤية دفة الصراع الدائر بشكل مختلف ربما، لأن «قضية اختفاء خاشقجي» قد يطول غموضها (عن عمد)، ولا نظنها إلا (لعبة استخباراتية كبيرة) تم توظيف دول إقليمية وقطر فيها، لأنهم يريدون أن يكون «خاشقجي» (مجرد البداية لشيء أكبر) لا بد أن نعي حدوده وأهدافه قبل فوات الأوان! والله المستعان.

مشاركة :