قلل مسؤولون إسرائيليون، بينهم عسكريون، من أهمية شنّ حرب رابعة على قطاع غزة، بعدما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان توعّدا بها قبل يومين رداً على استمرار مسيرات العودة وإطلاق بالونات حارقة. وفي وقت أخذت حركة «الجهاد الإسلامي» تهديداتهما «على محمل الجد»، اعتبرتها حركة «حماس» «فارغة ولن تردع شعبنا عن المسيرات». وبدا أن الأوضاع الإنسانية المنهارة في القطاع هي ما دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى إقصاء احتمال الحرب، إذ نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أن هذه الأزمة «ستحدّ من أي حرب شاملة، خشية أن تتلقى إسرائيل انتقادات دولية كبيرة»، فيما نقلت صحيفة «معاريف» عن وزير الاستيطان يوآف غالنت تخوّفه من أن «ضرب القطاع سيجعله يتدهور أكثر، ما سيُدخلنا في مواجهة أخرى». وأوضح المسؤول العسكري أن «الوضع الإنساني في غزة على شفير الانهيار، ولا تتوافر الحاجات الضرورية للغزيين، ولا تملك السلطات الطبية في القطاع إمكانات لعلاج الجرحى، ما يعني أن أي حرب مقبلة ستضرّ جداً بالمدنيّين، ما سيؤدي إلى أن تفاقم الانتقادات الدولية لنشاط الجيش الإسرائيلي». ورأى غالنت أن «علينا التفكير 10 مرات قبل أن نصل إلى الحرب» إذ «يجب أن تكون خياراً أخيراً فقط». واعتبر أن البديل عنها يكون «بخلق ظروف أفضل في قطاع غزة» لأن «ضربه سيجعله يتدهور أكثر، ما سيدخلنا في مواجهة أخرى». وكشف المسؤول العسكري لـ «هآرتس» أن الجيش يفضّل تأجيل المواجهة، إذ «أوصى قيادته السياسية خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينيت) الأحد، بالامتناع عن أي مواجهة عسكرية في قطاع غزة قبل نهاية العام 2019، حتى يكتمل بناء العائق الذي سيحيّد الأنفاق الهجومية لحركة حماس». تركيز على الجبهة الشمالية وإلى جانب ارتداد مفاعيل الأزمة الإنسانية على إسرائيل، يرى المسؤولون الإسرائيليون أن الأولوية العسكرية يجب أن تنصبّ على الجبهة الشمالية، خصوصاً في الجولان المحتل. وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت «لا يزال يعتقد أن سورية هي الجبهة الأخطر على إسرائيل، وأن الاهتمام العملي للجيش يجب أن ينصبّ على جبهة الجولان. ووافقه الرأي وزير الاستخبارات عضو الكابينت يسرائيل كاتس. وعلى رغم الأجواء المشككة بحرب جديدة، أبدت حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» استعدادهما لخوض مواجهة، وهو ما تجلّى بتمسكهما بالمسيرات على رغم التهديدات. وأكدت «حماس» في بيان، أن تهديدات إسرائيل «لن تخيف أبناء شعبنا ولن تكسر إرادتهم». وساندتها «الجهاد» في موقفها بأن «الشعب الفلسطيني لن يركع أمام تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ولن يتنازل عن حقه في الحياة». وقال الأمين العام لـ «الجهاد» زياد النخالة أمس، إن «تهديدات الاحتلال تعكس النوايا العدوانية لحكومة الإرهاب بمواصلة الحرب على الشعب الفلسطيني»، مؤكداً «أننا نتعامل معها بمحمل الجد». ودعا «المقاتلين جميعاً إلى الاستعداد جيداً». إلى ذلك، أُصيب 20 فلسطينياً أمس، عقب قمع الجيش الإسرائيلي بالرصاص وقنابل الغاز، المسير البحري الـ12 لكسر الحصار والمتظاهرين المؤازرين له شمال قطاع غزة. وأعلن الجيش أنه استهدف موقعاً لـ «حماس» جنوب القطاع «رداً على انفجار عبوة ناسفة قرب السياج الأمني الفاصل، وضعها متسللون فلسطينيون».
مشاركة :