محللون في لندن لـ «الاتحاد»: استهداف الرياض للتغطية على جرائم الحمدين وإخراج الدوحة وطهران من أزمتهما

  • 10/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع عدد من المحللين السياسيين في بريطانيا أن طريقة التعاطي مع الأزمة الحالية المثارة بشأن اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي وتوقيت الأزمة ومكانها، تثبت أن للدوحة يداً خفية في ذلك الأمر، بالنظر إلى حجم الأضواء التي سلطها القطريون والأتراك عليها. وأكدوا في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن هناك سذاجة كبيرة في طريقة التعاطي الإعلامي مع هذه الأزمة، خاصة من الجانب القطري. وقال المحلل والناشط السياسي في لندن مصطفى رجب، إن اختفاء خاشقجي حدث في تركيا، وبالتالي فإن مسؤولية العثور عليه هي مسؤولية السلطات التركية، مشيراً إلى أن الجميع يعلم العلاقة بين الحكومتين التركية والقطرية، ومدى الدعم الذي يقدمه الأتراك للقطريين في مواجهة دول المقاطعة، وبالتالي فإن هناك تحيزاً واضحاً في التعامل مع هذه الأزمة، مشدداً على أن الجانب التركي والإعلام القطري بدآ في تناول القضية على أن الصحفي السعودي قتل ولم يختفِ، وبالرغم من عدم وجود أدلة على قتله أو ظهور جثته، إلا أن السيناريو الوحيد الذي تروج له الدوحة هو مقتل خاشقجي. وشدد على أن القضية لم ولن تكون أبداً قضية جمال خاشقجي، لكن القضية هي المملكة العربية السعودية، الهدف هو تشويه سمعة المملكة، ووضع ضغوط عليها دولياً، في محاولة لابتزاز سياسي مكشوف لإخراج قطر من عزلتها الإقليمية، وإجبار الرياض على القبول بخيارات لا ترضى بها. وأوضح الناشط البريطاني أن السعودية أفشلت العديد من المؤامرات القطرية والإيرانية في المنطقة على مدى السنوات الماضية، وكشفت الوجه الحقيقي للنظام القطري الراعي للإرهاب، وقادت المقاطعة العربية للدوحة، وبالتالي فالدوحة وطهران ترغبان في إيجاد مخرج لأزمتهما من خلال إيجاد أزمة أخرى تنشغل بها الرياض، وينشغل بها الرأي العام الدولي لتحقيق هدفين رئيسين: الأول تصوير الأمر للرأي العام على أن السعودية ودول المقاطعة متجنون على الدوحة في اتهاماتهم لها، وبالتالي يجب إنهاء المقاطعة، وخروج قطر منتصرة من الأزمة مع تشكيل جديد للمنطقة يلعب فيها الجانب الإيراني دوراً بارزاً، والثاني هو إلهاء الرأي العام الدولي عن الفضائح الأخيرة التي مني بها نظام الحمدين، خاصة في الولايات المتحدة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من طرد معظم المسؤولين القطريين فيها بسبب قضايا التجسس والرشاوى المتتالية المنظورة أمام المحاكم الأميركية. من جانبه، قال المحلل السياسي والإعلامي البارز المقيم في لندن الدكتور أسامة مهدي، إن الأحداث تشير إلى تورط «الإخوان»، موضحاً أن هذا التنظيم الإرهابي استخدم سياسة اغتيال العديد من الشخصيات التي تبدو أنها مقربة لهم في محاولة لإلصاق التهم بالحكومات التي تعارض سياساتهم، مشيراً إلى أن هذه جريمة منظمة شارك فيها «الإخوان» والقطريون، وهو ما تبين من توقيت تغريدات قيادات «الإخوان» بشأن خاشقجي والمعلومات المفصلة عن وجوده وخططه المستقبلية وتحركاته في تركيا وخططه لشراء منزل للزواج، وهي في مجملها أمور شخصية يثار العلم بها العديد من التساؤلات. ودلل الصحفي البارز في تصريحاته على ضلوع «الإخوان» وقطر في الوقوف خلف اختفاء خاشقجي، على أن الواقعة تمت في تركيا، ولم تقع في أي دولة أخرى، مشيراً إلى أن الصحفي السعودي كان قد زار سفارة بلاده في واشنطن منذ أشهر عدة، والتقى خلالها بالسفير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما أشاد الكاتب السعودي بالإجراءات التي قادها الأمير محمد، ومن بينها السماح للمرأة بقيادة السيارات، وهي أمور في مجملها تظهر أنه لا توجد أي عداوة بين خاشقجي وحكومة بلاده للدرجة التي تدفعها لارتكاب ما تحاول قطر الترويج له في وسائل الإعلام العالمية. كما ألقى الدكتور أسامة مهدي الضوء على الدور الخفي للخطيبة التركية المزعومة لجمال خاشقجي، لافتاً إلى أنها ناشطة في مناصرة جماعة الإخوان وداعمة السياسات القطرية، وهو أمر اتضح في تغريداتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

مشاركة :