الصومال ينضم إلى قطار السلام في القرن الأفريقي

  • 10/18/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مقديشو - بحث وزير الخارجية الإثيوبي ورقينه جبيو، ونظيره الإريتري عثمان صالح الأربعاء مع نظيرهما الصومالي أحمد عيسى عوض، في مقديشو، فرص توسيع التعاون بين البلدان الثلاثة، إلى جانب تناول قضايا ذات اهتمام مشترك إقليميًا ودوليًا، فيما أعلنت شركة الخطوط الجوية الإثيوبية الأربعاء، استئناف رحلاتها إلى الصومال مطلع نوفمبر المقبل، بعد انقطاع دام نحو 41 عامًا. انضمت الصومال التي تعاني من انهيار أمني وحرب أهلية أودت بحياة الآلاف من الصوماليين إلى ركب الترتيبات الجديدة في القرن الأفريقي التي تبلورت معالمها على إثر إعلان مصالحة تاريخية بين إثيوبيا وإريتريا، ساهمت دولة الامارات بمساعدة سعودية في إنجاحها. وتأتي زيارة الوزيرين، عقب مصالحات تاريخية أبرمتها البلدان الثلاثة في ما بينها، حيث وقّعت إثيوبيا وإريتريا اتفاق سلام تاريخي في 16 سبتمبر الماضي، لتعلن بذلك أسمرة وأديس أبابا إنهاء واحدة من أطول المواجهات العسكرية في إفريقيا. وفي 28 يوليو، أجرى الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، زيارة تاريخية إلى إريتريا، بعد أن كانت العلاقات بينهما متدهورة لعقود، على خلفية اتهام مقديشو لإريتريا بالضلوع في دعم الإرهابيين ضد الحكومة الصومالية. وجاءت هذه الاتفاقية نتيجة جهود بذلتها دولة الإمارات تتوّجت مؤخرا بالقمة التي جمعت الزعيمين الإثيوبي والإريتري والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في العاصمة الإماراتية في 24 يوليو. وقال وزير الإعلام في الحكومة الصومالية طاهر محمود غيلي أنه يمكن لإريتريا لعب دور وساطة بين الصومال والإمارات. وأضاف غيلي في حديث مع إذاعة صوت أميركا -قسم البث الصومالي- أن العلاقات الصومالية الإماراتية مرّت بمستويات مختلفة وإنهما ليسا مجرد دولتين صديقتين بل شقيقتين أيضا. وأضاف “طبعا تتمتع إريتريا بعلاقات جيدة مع الإمارات، وبحكم ذلك يمكنها أن تلعب دورا مهما في الوساطة بين الصومال والإمارات”، حيث تشهد العلاقات بينهما توترا في الآونة الأخيرة”. ودربت الإمارات المئات من الجنود الصوماليين منذ عام 2014 في إطار جهد تدعمه البعثة العسكرية للاتحاد الأفريقي لمحاربة إسلاميين متشددين، وتأمين البلاد من أجل الحكومة التي تحظى بدعم الأمم المتحدة. واضطرت الإمارات إلى إيقاف برنامجها التدريبي في الصومال، ردا على مصادرة قوات الأمن الصومالية الملايين من الدولارات واحتجازها طائرة إماراتية لفترة وجيزة، في تصعيد يضرّ بالصومال ويضعه أمام فوهة بركان الإرهاب، في وقت تتصاعد فيه التقارير التي تتحدث عن أنّ الجماعات الإرهابية المهاجرة من الشرق الأوسط شدّت رحالها نحو المنطقة الأفريقية. وإلى جانب مهمة تدريب قوات الجيش الصومالي، تضطلع دولة الإمارات بمهمة مساعدة السلطات الصومالية في مكافحة ظاهرة القرصنة التي باتت كابوسا مزعجا للسلطات نفسها. طاهر محمود غيلي: العلاقات مع الإمارات مرت بإضطرابات والآن نحن بلدان شقيقانطاهر محمود غيلي: العلاقات مع الإمارات مرت بإضطرابات والآن نحن بلدان شقيقان ويؤكد مراقبون أن من مصلحة الإمارات التواجد في منطقة القرن الأفريقي من أجل حماية تجارتها واستثماراتها في منطقة تفتقد إلى الاستقرار الأمني وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية، بعد أن عانت هي الأخرى من عمليات القرصنة التي تستهدف السفن التجارية وناقلات النفط قبالة سواحل اليمن. وكان قراصنة صوماليون قد اختطفوا العام الماضي ناقلة نفط إماراتية قرب سواحل اليمن مطالبين السلطات في أبوظبي بدفع فدية مالية لقاء إخلاء سبيلها. ورأى متخصّصون في شؤون القرن الأفريقي أن الصومال يندفع نحو الخروج من خطأ الاصطفافات الإقليمية منذ إثارة مقديشو للخلاف مع الإمارات، وأن الرئيس الصومالي يسعى لدى نظيره الإريتري لإخراجه من حالة العزلة من أجل أن تكون بلاده جزءا من تحوّلات واعدة ترعاها السعودية والإمارات، وتساهم فيها مصر وسط ترحيب ودفع دوليين. ويتجاوز لقاء السلام الذي احتضنته أسمرة عتبة إنهاء القطيعة بين البلدين الجارين ليدخل العمق الأفريقي وتتخذ تداعياته أبعادا إقليمية، بشقيها العربي والأفريقي، وأيضا عالمية في علاقة باستراتيجية منطقة القرن الأفريقي وتأثر التجارة الدولية كما السياسات بكل ما يطرأ فيها من تغيّرات. وتخطو منطقة القرن الأفريقي نحو طي صفحات قاتمة لأزمتها سنوات طويلة وجعلتها عنوان التوترات السياسية والصراعات المسلحة، وتحولت أيضا إلى عنصر جذب للكثير من التنظيمات الإسلامية المتطرفة. ولم تكن الظروف الاقتصادية سببا وحيدا في تعدد وتنوع علاقات دول المنطقة، مع دول عربية وغير عربية، دول في الشرق وأخرى في الغرب، بل هي لعبة الجغرافيا السياسية، التي منحت القرن الأفريقي مزايا استراتيجية يصعب أن تستغني عنها كل دولة تريد تأمين مصالحها في البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي، وهو ما أوجد صراعا خفيا على النفوذ في هذه المنطقة، التي تحولت إلى صمام أمان للبعض وعنصر قلق وتوتر لآخرين. وما جرى من زلزال في اليمن، وتوابعه العسكرية والسياسية والاقتصادية، جذب المزيد من الأنظار لمنطقة القرن الأفريقي التي تطل على الضفة المقابلة، لأن إيران وضعت أقدامها مبكرا في إريتريا من خلال جزر حنيش لتوطيد أحلامها في اليمن والمنطقة المحيطة به ودعم المتمردين الحوثيين الذين تمكنوا بفضل ما تلقوه من مساعدات مسلحة من طهران، غالبيتها عبر البحر الأحمر، من الإمساك بزمام الأمور في بعض مفاصل الدولة اليمنية.

مشاركة :